الجزء 60

85 6 0
                                    

لم يكن هناك شخصية تصلح لأن يقتبسوا منها شخصية "دراكولا" مصاص الدماء الشهير أكثر من شخصية "دراكولا" الحقيقي.. وهو فعلًا كان يحب شرب دماء ضحاياه الممزوجة بالخمر.. والواقع أن "دراكولا" الذي نراه في الأفلام يعتبر طفلًا مدللًا أمام "دراكولا" الشيطان الحقيقي.

السبب الذي ذكرت فيه هذه القصة هي أن "دراكولا" قد خَلَف والده في رئاسة تنظيم التنين.. وهو واحد من التنظيمات السرية التي أُنشِئَت بعد فرسان الهيكل.. وهي تنظيمات ماسونية ركزت في تلك الفترة التاريخية على تجهيز حملات ضد الدولة العثمانية.

تنظيمات كانت في ظاهرها تدعو للإخاء والمحبة والمساواة كعهد كل التنظيمات الماسونية ولكن لها في الحقيقة أهداف أخرى.. أهداف سوداء.. لكن والد "دراكولا" الذي يدعى "دراكول" لم يقدر على فعل شيء أمام قوة الجيش العثماني وكل الحملات التي قام بها فاشلة.. حتى أذعن في النهاية للسلطان العثماني إذعانًا مطلقًا وأرسل له ولديه كضمانٍ للولاء.

ولكن عندما أصبح ابنه "دراكولا" رئيسًا للتنظيم الماسوني كان يبدو وكأن الشيطان نفسه قد أصبح رئيس التنظيم.. فنظَّم حملات بشعة أذاقت الجيش العثماني ويلات كثيرة أعجبت ملوك أوروبا ورجال الدين فيها حتى أنهم غضوا النظر عن دموية "دراكولا" في تلك الحملات.. فالمهم عندهم أنه كان يقاتل الأعداء ويذيقهم الويل.

تم تمثيل قصة "محمد الفاتح" و"رادو" و"دراكولا" في مسلسل تركي شديد الأهمية هو Fatih .. ويحكي القصة كاملة منذ طفولة الثلاثة وحتى فتح القسطنطينية ووفاة "محمد الفاتح".

بغض النظر عن هذا.. دعني أخبرك المزيد عن الماسونية وعن انضمامي لها.. ولا أحد سيخبرك بما سأخبرك به لأنني تدرجت فيها حتى الدرجة الحادية والعشرين.. ورغم أنني سأموت بعد قليل كما هو واضح إلا أنني لم أعد أخشى شيئًا.. فسأقدّم حياتي ثمنًا لما سأخبرك به الآن.. كما قدم العديدون من قبلي حياتهم.. لكنني سأختلف عمن سبقوني لأنني سأورثك من بعدي كتابًا.. كتاب عليك أن تقرأه وتحتفظ بتفاصيله بين جنبات عقلك.. ثم تحرقه حتى لا يطالك مثل ما سيطالني.

الداخل جديدًا على الماسونية لا يستشعر منها بأي خطرٍ.. بالعكس هو يقسم على الكتاب الشائع في البلد الذي هو فيه.. فالمسلم يقسم على القرآن.. المسيحي على الإنجيل.. اليهودي على التوراة.. وعند الوصول للدرجة الثامنة عشرة تحديدًا.. يكون القسم على التوراة فقط.. والرموز نفسها تكون معانيها بريئة في البداية ثم تتطور لتكون معاني متوسطة ثم تتحول لتصبح رموزًا يهودية خالصة.

وهم لا يختارون أي شخصٍ للدخول في الماسونية.. لكنهم يختارون أشخاصًا بعينهم.. أشخاص لهم تأثير في المجتمع.. تأثير سياسي أو ديني أو اقتصادي.. فلديهم مجموعات تحريات تراقب شخصًا معيّنًا.. مرشّحًا من قِبَل ماسونيين آخرين.. يخرج له أشخاص لمراقبته ويجمعون عنه كل ما يمكن جمعه من معلومات.. هم دائمًا يبحثون عن استيطان أذهان النُخب تحديدًا.. أصحاب المناصب وأصحاب الثروات.. حتى يتمكنوا عن طريقهم من إنفاذ أغراضهم.. ثم حتى بعد انضمامهم يقيمون لهم اختبارات معينه تدريجية تؤهلهم للتدرج إلى كل درجة تالية.

أنتيخريستوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن