تقدم العجوز من "النمرود" بخطوات خاضعة ذليلة حتى وضع رأسه في الأرض تحت قدميه.. ثم قام ببطء وقبل منكب النمرود الأيمن.. ثم الأيسر.. ثم استأذن وانصرف إلى حال سبيله.
- لماذا رفضته يا سيدي إن طهوه رائع جدًّا
لم يرد "النمرود" عليه.. كان شاردا.. هل يعني "لوسيفر" بهذه الحركة الاعتذار.. أم أنه يعني شيئا آخر.. قام "النمرود" من مكانه وتوجه إلى غرفته عند زوجته ومعشوقته "سميراميس" كعادته إذا حزبه أمر.. فدهاءها يزن جبل دنباوند ذهبا ومثله معه.. وفور أن دخل "النمرود" إلى غرفته ونظر إلى جمال "سميراميس" وهي تصفف شعرها الذهبي البني الطويل.. حتى شعر فجأة بألم رهيب في منكبيه يصاحبه انقباض كأن عظامه قد انطبقت على بعضها.. صرخ "النمرود" وسقط على الأرض.. التفتت إليه "شميرام" وهرعت إليه.. لكنها توقفت مكانها ناظرة إلى الجنون الذي بدأ يحدث أمام عينيها المتسعتين.
فمن منكبي "النمرود" العريضين خرج ثعبانان أسودان بشعان.. يلتفان حول عنقه تارة.. ويزحفان على منكبيه تارة.. وينزلان بداخل ملابسه تارة أخرى.. ثعبانان يبدو أنه لا ذيل لهما.. كأنهما برزا فجأة من داخل منكبيه.. وشرع الثعبانين يصدران فحيحا مفترسا ويفتحان أنيابهما.. ولم يحدث أي رد فعل سواء من "النمرود" أو من "شميرام".. لأن كليهما كان قد سقط مغشيًا عليه.. ولم يبق في الغرفة إلا فحيح الثعابين.
***
أنت تقرأ
أنتيخريستوس
Actionإن لديك عادة بشرية سخيفة .. تحب أن تقرأ تلك السطور القليلة خلف كل رواية .. ثم تقرر لو كنت ستأخدها معك أو تتركها على الرف .. أنا لا تهمني رغباتك البشرية هذه تطولا يهمني لو أخدت الرواية أو تركتها .. لكن طالما أنت هنا .. فمن واجبي أن أنقل لك رسالة هامة...