الجزء 23

418 30 0
                                    

وحدثت القصة الشهيرة في عيد الربيع.. ذلك العيد الذي حطَّم "إبراهيم" فيه أصنام بابل المصطفة في معبد "أور" وعلق فأسه على صنم شديد الضخامة منهم يدعى "مردوخ".. ولما عاد القوم من عيدهم وجدوا كل أصنام آلهتهم قد تحطمت ماعدا واحد.. وذلك الواحد هو "مردوخ" العظيم.. الذي كان يقف في رأس المعبد بشموخ ويحمل فأسًا على كتفه.

ضجَّ القوم وتذكروا كراهية "إبراهيم" لأصنامهم فاستدعوه وسألوه فأجابهم الجواب الشهير..

- بل فعله كبيرهم هذا.. فاسألوه إن كان ينطق.

ثار القوم وأوصلوا الخبر إلى إلههم الملك النمرود.. وكانت المواجهة الشهيرة بين النمرود و"إبراهيم".

- من هو ذلك الإله الذي تعبده يا "إبراهيم"؟

- إنه الإله الذي يُحيي ويميت .

- أنا أحيي وأميت.. أضرب عنق سجين لدي فأميِتُه وأترك الآخر فيعيش.

- إلهي يُخرج الشمس من المشرق.. فأخرجها أنت من المغرب.

فبُهت "النمرود" ولم يدرِ ما يقول.. وأمر بقتل إبراهيم قتلًا يكافىء جريمته في حق الآلهة.. أمر بأن توقد نار هي أعظم نار أوقدت على ظهر الأرض وأن يُلقَى فيها "إبراهيم".. وظل أهل بابل يجمعون الحطب لإيقاد تلك النار شهرًا كاملًا.. ولما أوقدوها نارًا عظيمة أصبح نورها يُرَى من آخر المدينة.. ثم ألقوا "إبراهيم" فيها بالمنجنيق.. وتركوها أيامًا ولياليَ حتى انطفأت.. فهرعوا إليها ليجمعوا رماد الرجل الذي تجرأ على الآلهة.. فوجدوه واقفًا هنالك وليس به خدش واحد.. غضب النمرود غضبًا شديدًا.. لكنه غضبٌ مكتومٌ هذه المرة.. غضب موجه ناحية حليفه الذي وعده بالقوة والملك.. غضب على "لوسيفر".

***

أنتيخريستوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن