الجزء 6

1K 37 2
                                    

بينما "إيشما" العجوز يستحم.. كان ينظر إلى متاعه من آنٍ لآخر نظرات لا شعورية.. وفجأة أتى سِرب من الحمام جميل المنظر وحط عند طعامه.. وأخذ الحمام ينقرون الجبن نقرات صغيرة ويملأون مناقيرهم الصغيرة بالحليب في مشهد غريب ثم يطيرون ويحطون في مكان غير بعيد.. ويمكثون بضع دقائق هناك ثم يطيرون عائدين إلى طعامه.. فينقرون ويملأون مناقيرهم ثم يطيرون إلى المكان ذاته.

خرج "إيشما" من البركة ووارتدى ملابسه البابلية القديمة.. لكنه لم يتجه إلى متاعه.. بل اتجه إلى ذلك المكان الذي تطير إليه الحمائم بهذا الحماس الغريب.. وهناك وجد شيئًا اتسعت له عيناه العجوزتان في دهشة وانبهار؛ وجد طفلة جميلة ابنة التسع سنوات لم ترَ عيناه بمثل جمالها.. لكن ليس هذا ما أدهشه.. ما اتسعت عيناه له انبهارًا هو أن الحمائم كانت تحيط بها وتطعمها وتسقيها من مناقيرها لبنا.

كانت الطفلة تضحك وتحرك يديها بسعادة.. ولما اقترب منها "إيشما" ضحكت له ضحكة نزلت لبراءتها دموعه الحانية.. وبعقلية راعٍ بابليّ قديم كان ما يشاهده يعني شيئًا أسطوريًّا ما.. حملها "إيشما" برفقٍ ورفعها إلى السماء.. وكانت الحمائم تطير من حولهما بسعادة لم يجد لها تفسيرًا.. نظر "إيشما" إلى عينيها الصغيرتين الجميلتين.. إنها المرة الأولى التي يرى فيها طفلة لديها هذه الرموش الرائعة.. قرر "إيشما" أن يأخذ هذه الطفلة معه ليربيها.. وقرر أيضًا أن يسميها اسمًا أوحاه إليه الموقف.. سمَّاها "محبوبة الحمائم".. الاسم الذي كان لما ينطق بالبابلية القديمة يبدو مألوفًا.. كان يُنطَق بالبابلية "سميراميس"عندما يأتي المخلص العظيم.. وهذه الفتاة البريئة القلقة الجميلة.. هيا تعال وحررها الآن "

***

أنتيخريستوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن