الجزء 28

398 27 0
                                    

وفجأة دخل "كاوي" الحداد إلى برج بابل.. أدخله "النمرود" ظنا منه أنه مجرد حداد أتى يستعرض ما تقدر يداه أن تصنع..

قال له "كاوي" الحداد بلهجة حازمة لم يعتدها النمرود :

- يا ملك بابل وآشور وعظيمهما.. أسلم تسلم.. وأتركك على ملكك

- وهل من إله غيري يا هذا ؟

- الله رب السماوات والأرضين

- أتقول مثلم قول "إبراهيم"؟

- "إبراهيم" نبي الله ونحن بدعوته مؤمنين.. وإنا ندعوك لعبادة الله وحده لا شريك له.. فإن أبيت قاتلناك

- هل جننتم؟ أنا "زاهاك" عظيم بابل وآشور وملك الأقاليم السبعة.. اجمعوا جموعكم إلى ثلاثة أيام وأجمع جموعي.. ولأمسحنكم وجموعكم عن وجه الأرض حتى لا يتبين لكم أحد أثرا.

وهكذا جمع "كاوي" الحداد جموعه الغاضبة لمدة ثلاثة أيام.. وجمع النمرود جنوده.. ونزل النمرود يقود جنوده بنفسه ونزلت معه زوجته الفارسة "سميراميس".. وكانت جموع النمرود أضعاف جموع "كاوي" الحداد.. ووقف الجيشين أمام بعضهما. . كان كاوي وجنوده ينظرون إلى عظمة جيش النمرود وتسليحه وتنظيمه وتجهيزه.. وينظرون إلى أنفسهم في قلتهم وأسلحتهم المتواضعة.. نظر النمرود و"سميراميس" إلى جيش "كاوي" الحداد في سخرية.. ثم نظرا إلى بعضهما.. دخل في نفوس جنود النمرود الحماسة لتقطيع ذلك الجيش الضعيف إربا حتى لا يُبقوا منهم شيء.. لكن عيون جنود الجيشين توجهت فجأة إلى جهة واحدة ينظرون كلهم إلى شيء ما.. شيء آت من جهة مشرق الشمس..

أنتيخريستوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن