الجزء 22

412 28 0
                                    

كان النمرود نائمًا في أحضان الجميلة "سميراميس" التي كانت تمسح بيدها على شعره في حنانٍ لم تعهده في نفسها.. لكن النمرود وقتها كان في شأنٍ آخر.. كان يرى حُلمًا عجيبًا.. تراءى له مابدا وكأنه فارسٌ على صهوة جواده يطير في السماء عند الأفق.. ورأى نفسه يطير في السماء مواجهًا لذلك الفارس.. أعاد النظر مرة أخرى إلى السماء فرأى الفارس قد اختفى وحلَّ محله كوكب متألق.. نظر إلى الموضع المواجه للفارس والذي رأى نفسه فيه.. فلم يجد نفسه بل وجد الشمس.. ثم اختفت الشمس فجأة من السماء وبقي ذلك الكوكب المتألق.. أعاد النظر مرة أخرى فرأى الفارس في موضع الكوكب المتألق يغير اتجاهه الأول ويقترب بسرعة رهيبة من الأرض هاجمًا بفرسه على النمرود نفسه ففزع وصحا من نومه صارخًا فجأة لتقابله عينا "سميراميس" الجميلتين القلقتين ويداها الحانيتين على جبينه.

أحضرت "سميراميس" للنمرود أعلم أهل بابل ليفسروا له ذلك الحُلم.. وكانوا خائفين من التصريح بالتأويل الحقيقي لذلك الحُلم.. ثم حسموا أمرهم في النهاية وأخبروه.. قالوا له إن هناك مولودًا سيولد على هذه الأرض عمَّا قريب.. وأنَّ هلاكًا سيكون على يديه.

ثار النمرود ثورة رهيبة.. وأمر بقتل كل المواليد في جميع الأقاليم السبعة.. ونزل جنوده يقتحمون البيوت ويقتلون الأطفال. في تلك الأيام بالضبط وُلِدَ نبي الله "إبراهيم".. وأخفته أمه من جنود النمرود.. حتى كبر وصار شابًا.. وكان شعب بابل يعبدون الكواكب ويصنعون لها أصنامًا يتضرعون إليها.. ومن تلك الكواكب الشمس والقمر؛ فالشمس هي المعبود الأعلى وهو الملك النمرود والقمر هو المعبود التابع وهي "سميراميس".. أما "النمرود" فقد كان ولاؤه للشيطان وحده.

كان قد فسق في تلك الأيام وفجر وتجبَّر وحكم الناس بالحديد والنار.. بدأ "إبراهيم" يدعو الناس ليعبدوا إلهًا واحدًا.. ويحاول إقناعهم أن أصنامهم تلك لا هي بضارة ولا نافعة..

أنتيخريستوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن