اقتراب

790 18 0
                                    


صباح يوم جديد على الجميع خرج هو باكرا لم يره احد دخل مكتبه ثم بعد قليل دخلت هى خلفه رفع نظره لها فوجدها مختلفة تماما عن تلك التى رآها امس فقد كانت متوترة ،خائفة تفرك يديها ببعضهم لدرجة تعرقهم جعد هو حاجبيه باستغراب ونظر لها بفضول منتظرا بان تفضى ما لديها من كلام وقفت امامة كالتلميذ الخائف من العقاب نظر لها ثم بدأ هو الحديث قائلا:

_مالك هتفضلى واقفة ساكتة كتير؟

انتظر الرد فلم تجب لذا قال ساخرا:
_ايه السكوت ده  هيطول؟ يكونش القط كال لسانك وانا معرفش؟ ولا يكونش كلتى حاجة دسمة او سمينة امبارح مش قادرة تتكلمى منها؟ جايز فعلا علشان كدة شايفك مليانة النهاردة

بسرعة البرق تطلعت على جسدها ثم نظرت له بعد ان وضعت يديها بخصرها وقالت بإستنكار:

_مين دى اللى مليانة؟ دة انا سمبتيك وعودى فرنساوى  ومش انا اللى باكل الحجات السمينة دى خالص

نظر لها بشبح ابتسامة اخفاه سريعا عنه فهى بلهاء تستطيع اخراج الحديث منها بسهولة بمجرد مشاكستها ولكنه مع ذلك قال بلا مبالاة ظاهرية:

_امال ايه الصمت الرهيب ده، عاوزة ايه؟

_اجازة
قالتها بسرعة رهيبة كإنها لاتريده ان يسمعها بالكاد استطاع هو سماعها وفهمها، جعد حاجبيه وسألها بتعجب:

اجازة !! اجازة ليه ان شاء الله؟؟

_ااصل انا يعنى ااقصد

_اخلصى
قالها آسر بحدة وبنفاذ صبر جعلها تتحدث بسرعة قائلة:
_اصل يعنى انا عندى امتحان عملى اخر الاسبوع

_وبعدين
تحدث هو بملل ونفاذ صبر من تلك التى يسحب الكلام منها سحب لتجيبه هى بضيق

_هو ايه اللى وبعدين؟ عاوزة اجازة اذاكر وكمان يوم الامتحان عاوزة اجازة اروح الامتحان

نظر لها آسر بطرف عينه ليعود وينظر للاوراق المحتلة يده وهو يجيبها بلا مبالاة:

_والشغل؟ بيتهيألى لما وافقت على الشغل عليكِ قولتلك تنظمى الدنيا صح؟

رفع عينيه قى جملته الاخيرة يزرعها داخل بنيتيها يسألها عن صدق حديثه لتجيبه هى بجدية:

_ما انا منظمة الدنيا

زفر انفاسها بضيق وهو يلقى القلم امامه على سطح المكتب ليسألها وهو يضع يده اسفل وجنته بملل:

_ ازاى ياعملى الاسود؟

زمت ناردين شفتيها بضيق من نبرته الساخرة والمتهكمة منها ومن حديثها ولكنها مع ذلك اجابته بضيق طفولى وهى تكبت غضبها منه داخلها بقوة:

_ بعيدا عن التهزئ وقلة القيمة اللى باخدها بس انا نظمت كل حاجة

_ ازاااى؟
كان سؤاله هو والءى وصل لاقصى ذروته من الملل من حديثها الءى لا يرجى بالنسبة له فهو يريد انهاء اعماله وهى تتحفه بحديثها المطول عن ذات الانر، يتساءل داخله لما لا تلقى كلماته مرة واحدة بدلا من تلك الثرثرة التى لا نفع منها داىما، تلك الفتاة التى امامه تعشق الحديث اكثر من عسقها لحياتها، قاطع افكاره قولها المغتر

اسير الناردينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن