١٧-«أمي طفلة»

229 17 141
                                    

رواية: سالي خادمتي المطيعة
للكاتبة: ربى عماد (روبي)
الفصل السابع عشر.. بعنوان:«أمي طفلة»

•••••••••••••••••••••••••••••••

تلك العينين الدائرية التي سرقت لون العسل الصافي لم تتغير ابداً منذ ثمانية و تسعون سنة... انها تناظره مباشرة و كأنها تقرأ روحه و تضغط عليه لتذكيره بذلك الالم الدفين الذي لن ينساه مهما عبرت السنين و مضت الايام لا شيء يمكن شفاء ندم عميق يتجذر داخل شرايين قلبه

_سيناريا!!

تشكلت قطرات ندمه على وجهه لتسقط تباعاً فوق وجهها بغزارة عقدت سالي حاجبيها اثناء انسكاب الذكريات بشكل متدافع داخل ثنايا عقلها بينما لم تشعر بنفسها إلا أنها اختبأت داخل حضنه و اختفت تماماً عندما عانقها بشدة بينما يمرر اصابعه الطويلة البيضاء بين خصلات شعرها الناعمة

_ لقد فقدت الامل في إيجادك.. اين كنت طوال هذه السنين؟.. أين خبأك والدك؟.. لقد تعبت حقاً و انا انتظر عودتك بحثت في كل مكان حتى كدت اصعد للقمر من اجل ايجاد شعرة منك

لم يستوعب عقلها تدافع المعلومات القوي كضربة مفاجأة اصابت رأسها لتكون ردة فعلها هي الاستمرار في نزول تلك الدموع من عينيها المفتوحة على اوسعها دون نطق اي كلمة

فك هو عناقها ليضع يده على وجنتها و يتأمل ملامحها.. آخر مرة رآها كانت.. طفلة شقية في الرابعة و الان.. انها شابة مطابقة لشكل...(أريانا) اخته و ندمه الوحيد في هذه الحياة

نطق هو بعد امساكه ليدها حيث ذلك الخاتم مردفاً: لقد شككت انك سيناريا منذ البداية انت تشبهين امك كثيرا.. و لكنني تأكدت تماما عندما رأيت هذا الخاتم

تابعت هي نظرها نحوه عندما وضع يده في جيبه ليخرج جوهرة دائرية شفافة تنعكس داخلها صورة لفتاة شابة
قرّب هو الجوهرة من يدها ليضعها داخل خاتم سالي.. داخل تلك الفجوة التي كانت مفقودة منذ زمن... رُكّبَت تلك الجوهرة على الخاتم مطابقةً اياه تماما

ليوضح هو: انه خاتم اريانا

نظرت سالي للتحفة النهائية... حيث اكتمل شكل الخاتم الان.. كانت الجوهرة تحمل صورة فتاة ربما في الرابعة عشر ضئيلة للغاية مثل بنية جسد سالي تماماً ذات شعر بني محمر طويل ينسدل خلف ظهرها بينما تبتسم بهدوء و قد لمعت عينيها العسلية الواسعة

و هي تنظر لطفلة رضيعة كانت تحملها بين ذراعيها تنظر نحوها بحنان بالغ و كأنها سبب بقائها على قيد الحياة

لم يكن من الصعب على سالي تمييز هوية تلك الفتاة: ماما!

لقد رأتها سالي في ذكرياتها كثيراً حتى حفظت ملامحها جيداً

_ انا آسفٌ للغاية لكل شيء حدث لك.. طيلة السنين التي عشتيها مع والدك و حرمك من طفولة طبيعية

سالي خادمتي المطيعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن