١٥-«العنقاء»

243 21 125
                                    

رواية: سالي خادمتي المطيعة
للكاتبة: ربى عماد (روبي)
الفصل الخامس عشر...«العنقاء» 

••••••••••

-سالي-

عندما اسمع صوت المطر تتبادر ذكريات كثيفة لذهني.. اتساءل دوما... لماذا اكره الشتاء؟

و الجواب موجود امامي... رفعت رأسي لتصطدم مقلتاي بتلك العينين الكبيرتين ذواتا اللون العسلي الواضح... كانت المرآة امامي تعكس صورتي بأكملها

اكتئب دوما في هذا الوقت من السنة لانني أفتقد بشدة حضن والدتي.. او ذراع والدي الدافئة و ذلك يظهر واضحا على مظهري، بشرتي تتحول للشحوب فتظهر الهالات تحت عيناي و افقد شهيتي تلقائيا ليزيد جسدي نحالة

كنت احملق في صورتي مطولاً حتى لمحت شيئا جعل قلبي يرتعش، ما هذا!! لماذا عيني اليسرى سوداء!.. رمشت عيناي ثم اعدت فتحهما  ثانية و لكني مازلت ارى هذا الشيء الغريب

فركت عيني اليسرى اكثر من مرة رغم ذلك مازال لون حدقتي اسوداً بعد ان سرق مكان اللون العسلي

و تجمدت حركتي للحظة عندما شاهدت شبح رجل يظهر على انعكاس المرآة...ذي شعر و لحية كثيفان و قد سحب الشيب لونهما بينما تلمع عينه اليمنى الزرقاء بين تجاعيد وجهه إلا ان عينه اليسرى.. كانت سوداء ايضاً، كان من الواضح على ملابسه الرثة أنها قديمة للغاية كالخرق البالية بدت تقاسيمه عجوزة مرهقة و كأنه مصاب بمرض عضال

كان هو يجلس بجانبي بينما يضع يده فوق كف يدي الايسر فشعرت بها تتحرك دون ارادتي لأرفعها نحو النافذة التي على يميني و قد تكون الضباب عليها و تحركت يدي اليسرى تنقش كاتبة على زجاجها

"سيناريا"

"حرريني.."

"اريد رؤيتك قبل ان اموت"

توقفت سبابتي عن الكتابة لأشعر  بجسدي قد اصبح أخف وزناً و كأنما كان هنالك ثقل و انزاح ثم حركت يدي بعشوائية لأعرف بأنني أعدت التحكم بنفسي مجدداً

نظرت لتلك الكتابة مجدداً كانت الكلمات مكتوبة بخط مائل يدل على ان من كتبها شخص أعسر و الحروف متشابكة للغاية و معقدة..... هذا الخط... اعرفه تماماً

_ ابي!

ازحت رأسي نحو المرآة مجدداً لألحظ بأن عيني اليسرى استعادت لونها الاصلي بينما بحثت بشدة عن شبح ذلك الرجل و لكنه كان قد اختفى تماماً!!

كيف استطاع تحريك يدي رغما عني!! هل تحكم بجسدي؟ و لكن ألا يعني هذا بأنه على قيد الحياة؟

لقد قال "حرريني"  وضعت يدي على فمي بينما لم اشعر بعيناي إلا و هما تذرفان الدموع المالحة

_ انه على قيد الحياة!

اجتاح صدري ذلك الشعور المسمى بالسعادة كطعم حلو المذاق ينعش الجسد.. كنت اعلم بأنه لم يمت لقد تمسكت بهذا الامل و من الجيد انني فعلت

سالي خادمتي المطيعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن