" بسم الله "
العّز لو دونه مثل غبّة السيل
نروح صوبه لو نعود جنايزبمكان غير معروف وبعيدًا عن الانظر
صحراء قاحله ومع بداية الشتاء برد يستوطن قلوب العاشقين فتبدا النار بمجهودها لتدفى من يقترب منها
عناد وهو يستدرج خويه اللي من المستحيل يفضح بمشاعره: انت مادقيت علي وقلت تبيني بموضوع مهم ؟ تكلم اسمعك
حاتم بهدوء : ايه ، البنت تزوّجت
بإستغراب : من ؟
زفر حاتم وهو ماسك اعصابه يحس نفسه بأستجواب
وهالشي ابدا مايعجبه : لاتغثني بحكيك ماجبتك للنفود عشان تستجوبني
تنرفز عناد منه : الا وبالله بغثك ماني بغريب ماتحكي له
نفض حاتم التراب من ثوبه وهو يقوم
قام معه عناد ومسكه عالخفيف : حاتم انطق وريحني من اللي تزوجت وش تهرج فيه انت
ببرود صاب حاتم وتكلم اخيرا : اروى تزوجت
عناد ضحك بخفيف : لاتضحك علي هذي تموت بك ماهي بتاركتك "واعطاه نظره سريعه يتأكد من صحة كلامه يمزح ولا جد "
: حاتم علامك مبرد كذا تقول اروى تزوجت وماتحركت شعره منك ولا من الاخير قل انك تبي فرقاها وجت فرصة زواجها عشان تهرب منها ،
" كان قلبه يوجعه وهو يشكك بحب حاتم لأروى المفضوح من عينه بس كله عشان مصلحته يبيه يطلع اللي يجول بخاطره بدون حواجز " فار دم حاتم وهو ينتظر أي سبب يخليه يعصب : وياقلت اني احبها وقمت اقول لاتتزوجين البنت باعت نهايتنا وانقلعت لواحدٍ ثاني هذا انا اشكي الحال والقلب محروق ياعناد محروق
على السريع تدارك الوضع عناد وحضن حاتم بقوه
كان ماهو بحاجة هالحضن ابدا
يكفي اللي فيه ولكن يوم طاحت دمعته على كتف عناد
حمد ربه جاء هالحضن لأجل مايشوف عناد دموعه
ابعد عنه وجلس وهو يرسم على التراب ويحفر: ويعلم الله بحالي اني ناوي اتزوجها كنت انتظر احوالي تزين لكن عيت تزين وهذا انا كنت ببيع ناقةٍ لي عشانها وشوف هي شسوت راحت عشان فلوس وديارٍ ثانيه ... رجف فكه من البرد وهو يناظر عناد اللي ماد يديه حول النار يبي الدفى ولاشعوريًا نطق :
البرد ماهو رجفة يدين وعظام
البرد برد الروح لاغاب غاليك
تبكي تحس القلب بالحيل منظام
والعين تفضح لاذكرت ماضيك
الجرح يكبر يـوم ورا يـوم
وإن جربت النسيان يشقيه طاريك
وأرسل رسايل كلها شوق وهيام
يالله عساك تحس بقلب شاريك
واذبح فؤادي في وصالك ولا دام
لادام وصلك ولا قلب راجيك
كان ينطق بعذب لسانه يشكي برد المشاعر ماهو ببرد العظام
وعينه تهل الدمع لاذكر ماضيه معها يحاول يتناساها بس لامر طاريها يذبحه فؤاده شوق وهيام هذا حال حاتم يوم نطق ب ابيات كان يرددها دايم بمجالس قبيلته ولا درى ان بيوم بيعيش الشعور قلبًا وقالبًا« بمكان ثاني بعيدًا عن احزان حاتم واللي كانت عكسه تمامًا »
كانت تتجهز بكل حب وود بيخطبها واحدٍ معروف عندهم له تجاره عاليه وفروع كثيره وهذا الشي
كان دافع لها انها توافق عليه بكل سهوله
حطت اخر لمساتها وبخت من عطرها اللي كان هديه من حاتم !
ماتدري ليه تعطرت من هالعطر بس حست بجرحها لرجولته وكانت اخر مكالمه بينهم علمته ان اللي بينهم انتهى بمجرد انها انخطبت
من واحد يلعب بالفلوس لعب ..
وان اللي بينهم مجرد حب مراهقه وبإن سلطان اللي خطبها شخص مستقل مجهز مهرها وبيته عكس حاتم تماما اللي كان عسكري برتبه منخفضه واوضاعه الماديه متدهوره قليلًا واللي كان قبلها بيومين يشاور عناد خويه ببيع ناقةٍ له عشانها كانت تلمح له بالزواج
وانها طفشت من رسايل الجوال
اللي توصفها بحركات مراهقين عكس حاتم اللي بكل رساله توصله منها يضرب قلبه حب وهيام وشوق وحماس
انهت المكاله اللي بينهم بجمله اللجمت حاتم اللي كان يفور غضب وصراخ ومن بعدها قلب حاله
قالت له بصريح العباره : حاتم انت شخص لعاب وانا فهمتك مابيننا حكي من هاللحظه لاتخرب حياتي مع سلطان تراني احبه
" قالتها وهي اساسا ماتعرف هالسلطان بس خوف من ان حاتم يخرب حياتها مع سلطان اللي رسمت امالها بالعيش برا هالقريه اللي اقرفتها وعشان تعلق حاتم فيها .. انانيه ! ماتبيه يعيش ويناساها وتبيه يعيش على طاريهادخلت افنان عليها وصحتها من سرحانها : يلا امي تقول اجهزي تراهم على وصول
اروى ابتسمت لها وتكلمت بغنج : شوفيني انا بطلع من هالقريه
يلا دورك ياشاطره دوري لك عريس ينقذك وغمزت لها
ضحكت افنان على تفكير اختها تحسها مب وحده عمرها 25 على قد ماهي همها المظاهر والفلوس بعكسها تماما تبي تجلس عند ابوها تخدمه طيلة حياتها وتشيله على كفوف الراحه
دخل عليهم اخوهم عماد وهو معصب من كثر مايأمرونه رايح جاي : الحين انا شكلي شكل واحد ينظف مجلس الرجال ولا هذا سلطان تراه مايستاهل كرفي له
طيرت عيونها اروى عليه وكشت: حدك عليه تراه زووووجي ومارضى عليه " مدت حرف الواو عشان تقهره "
ضحكوا جميعهم من عماد وشكله المتقرف : روحي روحي له ميته عليه فشلتينا اثقلي !!-
مرت ساعتين من الخطبه وتمت الملكه وباقي تحديد الزواج
كانت افنان جالسه تكتب مايجول بعقلها
وبلا اراده منها كتبت عن ماشافته قبل اسبوع ببقالة الديره
كان واحد غريب عليها وهو"حاتم "جاي ويلهث من الركض
اول ماطاحت عينه عليها ناداها وامر منها تكشف على بنت طايحه مغشي عليها فنص الشارع وبحكم انه مايحل لها ولا هو بدكتور
عشان يكشف على غريبه ولو انها مب غريبه هذي حبيبة قلبه عرفها من عيونها ومن الكحل اللي كان يحذرها دايمًا منه بسبب غيرته على اروى وعذره
" يفتن الرجال لاتحطين منه وقت تطلعين "
وبدون سابق انذار ركضت معه على مكان هذي الطايحه
وبدون وعي منها كشفت عن نقاب الطايحه
الا هي اختها هذي اروى ! طايحه ومغشي عليها
ارتجفت بخوف كانت بتروح معها اروى بس لما شافت حاتم وقفت ونست أفنان لحالها بالبقاله
بكت بذعر وخوف على حالة اروى بالارض ولا على خوفها من كثرة الرجال فوق راسها تقدم حاتم بعصبيه : انتي من سمح لك تكشفين عن وجهها
من الخوف ماردت عليه او حتى ماوضحت علاقتها بهذي الطايحه
ولحسن الحظ كان مار عماد بالصدفه
وشاف تجمهر الا ويلقى اخته طايحه ومكشوف عليها
على طول شالها وبصراح يبعد الناس عنها
عدّا هذا اليوم على خير وهذا هي بطلتنا تذكر الموقف بمخيلتها
ماتدري ليه جاها شعور غريب وقت شافت حاتم
وكأنها تعرفه من زمان ولو انها اوهام وبهمس: ماتعرفينه لاتكذبين على نفسك
دائما تسأل عن سبب تفريقها عن اروى
ماكانت امها ولا حتى ابوها يقولون لها كلمه والحمل كله على أفنان
ومع هذا تحس انها ماتبغى تتزوج وتطلع من هالديره وتتركهم لحالهم وعلى كبر سنهم والوحيد اللي يعاملها بحب هو عماد ، اخوها وماترضى عليه
بشيء وحتى لما عرفت ان ابوها كان بيخليه يترك دراسته
ومايكمل الثانوي بكت وعلمت عمها حتى يساعده
والحين قاعده تنتظر قبول اخوها بالعسكريه بفارغ الصبر ..
كل هذا حب تكنّه لأخوها بسبب عدم تفريقه بينها وبين اروى
مثل البقيه بالرغّم انها اجمل بكثيير واذا عند الاخلاف ف هي متحليّه بالاخلاق والحشمّه !نرجع للحاضرعند حاتم كان حاله يسوء يوم ورا يوم تغّير من هذاك اللي روحه فيها حماس لواحد بارد ومتصخر
ماكان احد يعرف بموضوعه غير صاحبه عنّاد
وبمحل ابوه اللي تركوه اخوانه وراحوا برا الديّره وانقطع تواصلهم معه بقى هو يكمل ماكان يشتغل عليه المرحوم حارثّ ابو حاتم
وقت الدوامات يروح للشرقيه لأجل دوامه ووقت يأجز يرجع ويشتغل مع عاملهم كان بمحله اقمشه رجاليه ونسائيه
نزل الزبون قطعه قماش واردف بعصبيه : لي ساعه احاكيك !حاسب لي
هنا وبالضبط كان حاتم
ماهو برايق له : اسحب فلوسك مابتشتري القماش
استغرب الزبون ليه يرفض يبايعه : عسى ماشر ليه فاتح المحل دام ماتحاسبني ؟ دامك مهمل شغل ابوك اتركه من البدايه لاحياء ولا اخلاق وقبل مايكمل جملته ..._