يدخل بوابة قسم الشبّاب العاليّه والمفتوحه ، يتأمل عدة الناس الموجوده ،
يبتسم بتوسّع يحيي الناس اللي تبارك لهم ، ويرفع يدّه للبعيد قبل القريب ،
يقرب له خيّال ويحضنه عالخفيف : بالمبارك ياعريّس .. اعذرني كان ودي ابقى هِنا لكن حصلت لي شغله وراجع للرياض ،
يهز راسه بالإيجاب : ولا يهمك كفيت ووفيت ، يهز راسه بالإيجاب ويخرج على عجله ،
يشغل سيارته وباله معها أتفق مع وليّد بأنه يناديها للمكتب على اساس شغله بسيطه عن الأوراق وعدة توقيعات ،
لكن بالأساس صار لازم توقع على بصمتها لوجودها بحياة هالخيّال ،
صار لازم يلبسون الخواتم وتصير بين يدينه وتحت عيونه وبرعايته
، لإنه ماعاد يضمن من الدنيا لها شي مادام أقرب الناس لها " ولد عمها "
وغدر فيها وش عاد بقى للعذّال ،
يسحب جواله ويتصل بوليد : لاتروح لحد ما أجي وجهز اللي قلت لك عليه ،
يسمع صوته والواضح أنه مستغربه : بتجبر البنت ياخيّال ؟ هذي نهايتك ؟
يزفر أنفاسه خيّال بعدم تحمل للعتاب وماعاد يبي يعطي مجال للمنطقيه ،
عقله قد راح عنه : محدٍ له كلمه علي انا رجال وعارف طريقي والبنت هذي من بدايتها لجأت لأماني وانا حالفٍ ما اتركها ،
يسمع ضحكة وليد الساخِره : طيب خذ حقها بالقانون ماهو تستغل الفرص لجل يدها ودبله تجمع بينكم ،
يسكر خيّال بوجه وليد
وهو من الأساس عارف بأن اللي يسويه غلط لكن خرج عن مبادئه من شافها كيف تحتمي فيه ،
كيف صارت تدمع عيونها وكيف تشبك اصابعها ياجت تشرح حالها ،
لاهو ناقص هم لجل يخاف عليها ولا هو ناقص عقل يتركها ،
يلمح إتصال تميّم ويرد عليه ،
يبعد الجوال عن أذنه من سمع صراخه وعصبيته واصل لحدّه : وين رحت انت ؟؟ يعقد حواجبه ويجاوبه : ماشي للرياض ليه ؟
يضحك تميّم بسخريه : لا ابد ولا شي بس يافضيت من أشغالك تذكر اخوك الاكبر المتروك بالديره ،
وعاد اسمع لاتستعجل متى ماودك مرني ،
يكتم ضحكته من شافه كيف يطقطق على وضعه لكن سرعان ماتغيّر حال
تميّم لغضب : انت حمار ولا وش ؟ شلون تتركني بالديره وتروح ؟؟
لكن انا الثور يوم اني اسمع لكلامك واركب سيارتك واحرك معك ،
يقفل بوجه خيّال المصدوم من كلامه وأنتهت صدمته بضحكة ذهول ،-
تعقد حواجبها تشيل الكعب بألم
وتنادي على رِحاب بحدّه ، تجيها رِحاب وبهدوء : بسم الله وشفيك ؟
تمد لها الكعب وبعدم نفس : خذي هذا وهاتي لي شوز بلبسه ،
تشوف الدهشه تعتلي رِحاب لكن ماعادت تهتم : تستهبلين ؟ وش اللي شوز بليلة زواج وبالفستان بعد !! عالاقل بعد الزفه ،
تتكلم بحدّه وهي ماعادت تبي غير سلاماتها ، وكل ماطروا لها طاري الزفّه تُجن ،
تحس بأن زفّتها لمصير مجهور ومظلم ومهدوم ،
طريق طويل مشقي والأكيد بأنه مع حاتم فلازم تهرب منّه : قلت مابي يعني مابي خلاص ،
تتقدم أمها بغضب : منتي بصاحيه وش هالكلام ؟
تحط ايديها على اذنها ترفض كلامهم
وتصير تكرر من الكلام بصراخ : اتركوني ماتفهموني انتوا ماتفهمون ،
تهز امها راسها بالنفي : بدق على عِماد يتفاهم معها ، تغمض عيونها من تحس بالدمّع على خدها يلسعه ، تعدي أحلامها وعيونها تشوف ،
ِ
ِ
بعد ماصار وقت الزفّه واللي من حركات حاتم هو ينزف من باب بيته ومحد يحضر معه لبيتها ،
كله غيره عليها يخاف الفستان الابيّض واللي من بطن غيمه تشب الشمس بأطرافها
، مايبي احد تطيح عينه عليها ، طلب يستمر الحفل والطبول ببيته وطلب من ناهد يبقى مع المعازيم ، وراح هو وعنّاد وتميّم وعِماد اللي يعدهم من اهله ومابه خوف عليها ،
شاف عِماد يدخل لحتى يناديها وهو أنتظر على باب سيارته ،
ِ
ِ
شافت عِماد يتوجهه لها وعلى طول شالت ايديها عن اذنها وركضت لحضنه ، مسح على ظهرها وصار يسألهم وش بها ،
دفنت نفسها بصدره تمتنع عنهم ، تسمعهم يتحاورون عنها وعن سالفة الزفّه ،
جفّ الشعور وبساتين الهوى جفّت والحان طير الهوى ماعادت تلحنه لجل حاتّم بمثل ماكانت تسوي
طلب عِماد من اهله يدخلون للداخل وفتح جواله أرسل لحاتّم يدخل لعنده ،
كل هذا حصل بدون لاتعرف اللي متخبيه بأحضانه تحتمي فيه ،
هو فكر كل هذا حياء يعرف بطبعها الخجول بس مادرى بأن سود الليالي سطت بليلتها
واللي من المفترض تكون هذي ليلتها الخاصه والبيضاء ،
دخل حاتم بعد ماتنحنح ،
رفعت أنظارها أفنان بذهول كيف دخل وهي اللي ماعادت تتحمل شي يخصه ،
هزت راسها بالنفي تمنعه يقرب ، لكن هو كان مشغول جدًا بعواطفه ،
وماكان حتى يحس بنبض قلبه من صار خلف عِماد وماصار يلمح عدا فستانها ،
زفّر أنفاسه يهدي روعة آماله وهو كلّه ينبض حتى راسه صار ينبض ،
يلتفت عِماد ويلفها معه لحتى صارت مقابله ، يبتسم عِماد بحسن نيّه : خذ وردتنا يالنسيّب والله الله فيها انتبه لخدّها لايلمع ،
أبتسم حاتّم بهدوء من اخر كلمتين تفوه فيها عِماد واللي كان مقصده مُبهم وهو اللي لقطه على السريع ،
ينبهه لاتنزل دموع أفنان على خدها ولا يلمع خدها من حرّ دموعها ،
لكن كلامهم على ملامح أفنّان الباكيه كانت مُناقضه وبشده ،
ِ
ِ
تشد على يدّها تتحكم بنفسها ،
مطلبها وغايتها الوحيده الطلاق وان كان السيّف على حدّ رقبتها ، لان من الحين تشوف أحلامها تبنى ويحطمها حاتم بسيّفه ،
ماعادت تفرق أن كان سيفه بينزل على رقبتها او حتى على قلبها ،
لكن تعرف بعد بأن طلاقها بيكون إستحاله يصير ، فتختار تشيب بعينه لحتى هو يطري الطلاق ،
تسحب العبايه بملامح خاليه فيها من الحياه ،
ِ
ِ