مشارف الديره ، أرضها وسماها كلّها تحت عيون تراقبها بشغف ،
يبتسم بأنشراح من صار يكثر زياراته لديّرته ،
ومن صار يلمح قربها لأنظاره ،
يتوقف أمام بيت عمّه ، ينزل من السياره ويتنفسه ، نفس إرضاء نفس شوق ولهفّه ،
متلهّف للمره المليون لها ، يلمح إتصال تميّم ويرد عليه : بشّر وصل سعود ؟
ويجاوبه تميّم بغضب : أيه توني طالع من المطار وهذاني ساحبه معي للديّره
يهز راسه بالأيجاب : بس تميّم اخاف يفشلنا
عند حاتم والبقيّه .. يارجال هذا مايذكرنا حتى
يعصب تميّم أكثر من كلامه ومن زنّ سعود اللي كان بجنبه ويبي بيت اهله : يخسى هذا أرضه وأهله وناسه ماهو منكرهم خلها علي ،
يرد عليه بعد ماسحب سبحّته يدخلها بجيبه : مادري ماني متطمن بس يصير خيريسكر من خيّال
وبجنبه سعود وكثرة حكيه : ياخوي مانيي ب رايح للديره مابيها وأنتهينا ،
يمسح تميّم على وجهه بقلة صبّر وبحدّه : وليه ماتقول هالحكي لأبوي
يبلع ريقه سعود من هالطاري وبهدوء : ابوي مايكلمني
يلتفت تميّم بأستغراب : وليه مايكلمك ؟
وش أنت مهبب به ؟
يحك راسه سعود بخوف من ردة فعل تميّم وبتكذيب : طلبته فلوس ورافضني
يمد له تميّم محفظته ويرميها بحضنه : ياشيخ فداك فلوسي وراعيها ..
روعتني الله يهداك حسبتك مسوي شي كايدًٍ« حاتّـم» ً
بوسط الصاله جالس على الكنب
وماسك براسه يخفف عنه صداعه بحضنه آوراق مرميه بإهمال وكأن هالإعصار دمّر هالدفتر ، قصايده وديوانه كله مرمي بحضنه ،
ماهو مستوعب وش جرا ووش حصل
يقوم من مكانه ويلتفت للغرفه تقوده رجليّه لهناك ، لها ولطيّفها ،
يفتح الباب بالهون ويلمحها غافيه بتعب مكتسي ملامحها ،
يستند على الباب ويتأملها بخفّه
مايذكر كيف هداها وكيف أحتضنها يرميها على ساحات صدره ،
كيف غفت بحضنه بدون ماتحس بعد ماحاست له دفتره ،
بعد ماقطّعت صفحاته وراح الديّوان كله بسببها ، تذكر كيف شالها وحطّها بوسط السرير ،
كيف غطاها وتمنى بنومته بجنبها لكن كل هالأماني أكتفى بتحقيق وحده ،
واللي هي قُبله على شعرها ، شعرها اللي ياما تمنى يلمسّه ويلعب فيه ،
كيف مرّ من عند الدفتر وسحب أوراقه المنتفه
وأبتسم شبه إبتسامه بعد ماهمس لنفسه : ليتك تعرفين وش انا كاتبٍ فيه
، والحين بنفس المكان اللي صارت فيه أعاصيّر قبل ساعتين ، لكن هالمكان هادي وهالهدوء يذّبحه ، يخرج ماتحمل منظرها قريب منه ولا يقدر يلمسها ،
تحت شروطها ووعدّه ، يسحب شماغه ويخرج من هالفندق اللي خنقّه ،
يركب سيارته يدور بأنحاء الريّاض ، وعلى كبر نجد العذيّه الا أن محدٍ مونسّه غير ديّرته اللي وده بها ، يلمح إتصال اللواء محمد ويرّد بجمود : سمّ
بس هالطرف الآخر كان الغضب معمي عيونه
ولا هو حول أحد : خِلال يومين معاك بترجع للشرقيه فاهم !!
يعقد حواجبه حاتّم بحدّه
وهو اللي ما أعتاد هالآوامر من أحد : رفعة الصوت هذي والاوامر ماتمشيها علي
يمسح على وجهه محمد بحدّه : يومين ياحاتم ! غيرها لا
يرجع يرد
على اللواء بنفس الأسلوب : أسبوع !
يبعد الجوال عن أذنه من يسمع
صراخ اللواء عليه : هالاسبوعين ياحاتم والله أن مالمحتك بالمركز فلا نجمةً تعتلي كتوفك
ولا مركز ينفتح لك
، يسكر بعد ماضغط بنفسه هاللواء ،
لكن هالحاتم ولأول مره مايهتم لكثرة اوامره ،
وصار يفكر أن كان ياخذ أفنّان معه للشرقيه وينفرد بها ولا يخليها هِنا تهدى من نفسها ~