يتعجب هدوئها الغريب لكن لحد الحين ملتزم صمته وصبره ماقلّ ،
ولو انتهى صبره ياويلها ،
يقرب لها يحوس بشعره ينشّفه ، تمتد يديه ياخذ الكبك من طرف التسريحه ،
وهي اللي كانت تحاول تنشغل بحلقها وتشتت أنظارها لتحت وكل شي تطيح عيونها فيه عداه هو
يقرب أكثر بحجة انه يبي يشوف المرايا زين ،
لكن قُربه ماكان نتيجه الا تصادم ظهرها بصدره ! يستغل إرتباكها وتمثيلها بإنشغالها ،
ويسرق ريحتها للمره الثانيه ! عطرها مُميز ، أمامه رسمّه كيف بيتحمل بُعدها ،
شفايفها المعسوّله ، والرموش الفارسيّه والعيون الخدر تجيب أقصاه ،
ومعذور لو تمادى بها ، مايمديه يتخدر بها الا وتبتعد تسرع بخطواتها للسرير تسحب العبايه وتلبسها ، حتى هي نبضات قلبها ماهدت ،
صحيح تكرهه لكن الحب المكنون المهوّول بداخلها ماهدى ،
يسحب شماغه بتوتر ويخرج يفتح الباب يخليها خلفه تمشي بهدوء ،تركب السياره من خلفه وتسمعه يكلم خيّال : عنّاد وينه فيه ؟
يعقد حواجبه يخاف على عنّاد المختفي ويرجع يحاكي خيّال : يعني ما اتصل فيك ؟
يزفر أنفاسه من عدم وضوح ردّ خيّال بأن عناد ماشافه بالمره ،
ينزل جواله بحضنه وينشغل بالطريق ، يزّم شفته بعدم رضاء من أستوعب عطرها الفايّح امامه وبهالسياره : أنتي تعطرتي قبل لانخرج ؟
تهز راسها بالإيجاب وتجبره يلتف لها يعقد حواجبه وهو اللي يحاول مايعصب ابد : شلون تتعطرين ومن ثم تخرجين ،
تهمس بهدوء : على طول ركبت السياره ماتمشيت بهالشوارع ،
يهمس بحدّه ملازمته ماقدر يخفف منها : لاعاد تنعاد ، هي تدري بأن اللي سوته حرام وبأن هالعطر ماكان الا إثم لو شمّه غير محارمها ،
بس بعد تستغربه يعني من الفندق للسياره ومن السياره لبيت اهله من اللي بيشم غيره !
يفتح اول زر من ثوبه بهدوء من إنبعاث عطرها ومن تلخبط أنفاسهتتوقف السياره امام بيت أهله ، لأول مره يدخل هالديّره وهو متزوج بعيد عن العزوبيه اللي اعتادها ،
ينزل وتنزل معه تمشي بالخفيف وهو يمشي وعيونه على جواله ،
من أول مادخل شمّ ريحة بخور العود والقهوه المهيّله ، يقدر يميزها عن ألف ريحه ،
يبتسم لأمه ويتقدم يبوس راسها ،
وكأن هاليوم ليلة عيد او ظهرية الجمّعه ماقدر يعرف ، يجلس بالمجلس ويراقب أفنّان بنظراته ،
كيف تدخل مع ميّعاد وتحتار أفنّان وين تجلس ماتبي قربه بس نظرات امه أربكتها والواضح ان من اللازم تجلس بجنبه ،
تتقدم ويبتسم هو بتوسّع من عرف انها ماكانت تبي جنبه ،
يتوتر أكثر من يلمحها تشيل العبايه وترتب شعرها وتجلس بجنبه ،
تحط بينهم مسافه آمنه لنفسها ولراحتها ، بس يدينه كانت تعيق هالراحه ،
كيف تعمّد واستغل وضعهم وحاوط خصرها بيده اليمين ،
قربها أكثر له من خِلال يده ، تقشعر جسمها من لمساته ومن قُربه الزايد حتى إنها خجلت من اهله ،
تبتسم لأمه وتدخل معهم بالحكي ويتوقف النِقاش لعند ام حاتم من قالت
" شلون اهلك عقب امس ؟ "
لإول مره ماتعرف عنهم شي ، ولأول مره ماتبي تزورهم ، صارت تكره طاريهم لأن كلمة اهلها تذكرها بقرابة أروى لها ،
تهز راسها وبتكذيب : كلمتهم بخير الحمدلله ، يدخل معهم حاتم بهدوء : بنمرهم بعد الغداء بإذن الله ،
تلتفت له سريع من كلمته وهي اللي ماتبي تجيهم ابدًا لو عالاقل ثلاثة أيام ،
يبلع ريقه من ألتفت وضرب شعرها بصدره ، كيف أللتفت وكيف تلاقت عيونهم ببعض ،
ينزل أنظاره لشفايفها ويشد على خصرها أكثر ،
يتنحنح ويقوم تسأله امه " على وين "
ويتعذر بشوفة ناهد والعيال ولا بالحقيقه؟ فشوفة أفنّان صارت تلخبطه كثير
هذي المره الأولى اللي يتوتر فيها من أُنثى تهزّمه كثير
ِ
ِ
ِ
بعد الغداء ماشافها ابدًا وهذا ماهو من صالحها ،
يدخل عليهم ويرمي كلِماته على مسامع أفنّان : حنا ماشيّين يلا يا أفنّان ،
تنزعج من أسمها على لسانه كيف يستلذ بأسمها وينده عليها من هِنا وهناك ،
تقوم بدون نِقاش تلبس عبايتها وتسلم على راس أمه إحترام لكبر سنها ،
تمر من أمامه وهو اللي كان واقف أمام الباب ينتظرها وكالعاده تمر من جنبه وتبعثره وتروح ،
يسلم عليهم من بعيد ويمشي من خلفها ،
يركب السياره ويحرك مع سؤاله : ماتبين نمر أهلك ؟
تهز راسها بالنفي وتخليه يحتار وش فيها ،
مادام ماتبي أهلها فالأكيد ان سبب جمودها وبرودتها هذي كله من أهلها ،
يجهل السبب الرئيسي من هذا كلّه ،
ِ
يوصلون ويدخلون هالغرفه سوا ،
تتضايق من وجوده وتندم أنها رفضت تروح لأهلها عالاقل كان الوقت راح وماراح تقعد معه كثيّر ،
في لسانها كثرة حكي بس شوفته أمامها تمحيها هالفكره ، تنزل عبايتها بدفاشه ويستغربها ،
يمسك كفّها ويسألها بهداوه : وشفيك من أمس ؟ حاكيني ماهو تسكتين
تبتسم بسخريه وببرود : وش نتكلم عنّه ؟ وش ودك فيه انت اختار بس وانا اتكلم ،
يميل براسه بالخفّه يحاول يفهمها لكن محُال هالشيء يغمض عيونه ويحاول بصبّره مايقل : تكلمي وبس ، تنهمر دموعها أمامه من أول ماقال " تكلمي "
اوهامها تتكلم فيها وكل شيء قهرها تحكي عنه : زين ابتكلم ياطيّب العشره ،
يعقد حواجبه من هالمسمى اللي حسّ بأنه يعكس كثير أشياء ،
دمع عينها يوم انه نزل صار الوضع أكثر غرابه : طلعت شهم كثير لدرجه تحب وحده وتاخذ اختها بديل عنها ! تتوسع عيونه ذهول من حكيها
ومن كيف جابت هالطاري وهو اللي نسى أروى وطواريها ،
يشد على أسنانه وبهدوء : من وين لك هالحكي ؟
تضحك منّه وبحدّه : كل شي يحكي عنكم ،
تضرب صدره بطرف يدّها تعاتبه بهالطريقه ، تنسّب كل شي له : عيونك .. قصايدك ،
يغمض عيونه ويندم على ساس الشعّر يوم انه نزّل دموعها ،
تكمل بعد ماذرفت من الدموع أرباعها : مشاعرك اللي لسى مانسيت أروى فيها
تمتد يديه لفمها ويمنعها تكمل : كل شي الا انك تحطيني بشيٍ ردي انا ما أستاهله ،
من يوم انك حليلةٍ لي انا نسيتها ، وأيه حبيتها لكني نسيتها يابنت عبدالرحمن
تهز راسها بالنفي وتأشر على نفسها : كنت مو صوبي ، كنت معي بس أنك مقفي عني ولاتدري عني واثريني انا الضايعه ،
يزفر أنفاسه ماحسب بأن يومهم كذا بيحتاس عشان ماضي هو مايطراه اصلا ،
يبتعد عنها الحراره اللي بينهم صارت تحرّقه ، يمسح على وجهه ويرجع يلتفت لها
تجلس على الأرض بوحده من أبتعد عنها وتكتم شهقتها بكفّ يدها ،
تبعد أطراف شعرها تزيّحه عنها ، وتمسح من أول دموعها ومن أول هطول لهالدموع ، حتى رياح العذل ودها تلف عيّنها تمسح هالغيّم ،
كذّبت أختها اول أيامها مع حاتّم كله لجله ! كذّبت اختها من دمّها عشان غريب وقالت لا هذي مو سواياه
تتذكر زيّن كيف جتها أروى تطلع به عذاريب وترجع تقول لأروى تصحح معلوماتها " العذّال يا اروى تطلع عنّه حكي ولا انا ما اصدق عنه كذا "
والحين هالحرب اللي هي فيها كأن هو المتسبب به ، ترفع عيونها لكلامه من يقول : وش يرضيك الحين وأبشري به
تبتسم ويلمح هالكمّين المحفور بخدها الأيمن يحس بنقص عقله يوم ترك كل شي وركز على غمازتها كيف بُرزت بخدّها الزهّر
يوسع عيونه من يسمعها تقول : ماتلمسني وبعد شهرين ورقة طلاقي توصلني
يعقد حواجبه من طلبها الغريب يحاول يفهم نيّتها ويعصب أكثر
من يفهم بأنها خايفه ينقال عنها شي ،
والواضح انها كانت تبي هالطلاق الليله قبل باكر لكن كلام الناس مايرحم وهي ماتقوى عليه
يقرب لها ويجلس على ركبه أمامها : يخسى كل من قال فيك عذاريب ، وانا حالفٍ يا أفنّان ما اجوز عن حبك بيوم ولا أطري التوبه
تلمع عيونها وبنبره تنوضح مدى رغبتها بالإنفصال والإبغاض : خلك كفو على الصدّات وأحتملها
يغمض عيونه بعنف ويستوعب مطلبّها لاهو قادر على أنه يطلقها ولو انه بعد شهرين ، ويمكن بعد يقدر يحببها بنفسه لكن فكرة انه مايقرب لها صعبه عليه
تلمع براسه فكره وعلى طول يرفع عيونه يصوبها بعيونها الكحيّله : اللي تبينه سمي به ،
يمشي على كيفها يبي خاطرها ينساح ويدور سِعة صدرها لو تضايقه
يقاطع هالنظرات رنّة جواله ، لاشعور نطقت فيها ولافكرت بعواقبها : ما أستبعد انها ممكن تكون أختي اللي تتصل ،يغمض عيونه بقلة حيله وهو عارف بأنه خيّال المتصل لأنه على موعد معه
يلمحها كيف قامت بتهور ولمحت شنطته وفوقها دفتر قديم له والواضح ان كل ديوانه موجود هِنا
ضحكت بسخريه وبعنف : و وش فيه بعد من قصايد اطربنا بها وبحبك ياعشيّق اختي ، يقرب لها من الخلف ويحتضنها بعد ماسحب الدفتر منها
يهمس لها بضعف : لاتفتشين جيوب ثوب التفاصيل تلقين شيٍ يحزنك ياحلالي