7

2.5K 64 1
                                    




« حاتّم »
يصحى من عزّ نومه الضحى على رسايل كثيره واولها دوامه يبعد المفرش عنّه بوسط البرد يستند على ظهر السرير ويبدا يرد على اللي يبارك واللي يناديه واللي يطلب العون منّه وبالفعل يستقيم يتسبّح يصلي ويجي عنّد الشي اللي بغاه من زمان يمكن يبي يهرب من هنا بس مو هرب جبان انما يهرب يحامي وطنه لكنّه مايبي يهرب من الديره واهله يبي يهرب من نفسه ومن تفكيره ولو انها ماتتسمى تهريبه
ولكن ودّه بهالمسمى كثير يطلع من غرفته بلبس العسكري يشيل نظاراته من طلع من الغرفه وواجه امه والكثير هنا راح يعاني مع امه من قالت بخوف : على وين ياولدي ليه لبس الدوام الحين وبعز اجازتك ،يبتسم لها ويطمنها : طلبوني القسم ومامعي وقت موجود ناهد ماعليكم خوف بإذن الله ..ادعي لي،
تهز راسها بالايجاب والدمعه بطرف عينها تضمه لها وتمسح على ظهره : الله يوفقك ويسدد خطاك ياللي فيك خير للوطن ، يتبعد عنها من ابتسم او حتى مو ابتسامه حقيقه ،
يخرج من البيت على عجله ويركن شنطته ورا يركب والسماعه ماتنزل عن اذنه الكل الان محتاجه وحتى انها ما انتهت اجازته يمر من شوارع الديره بيت بيت ويتعمّد يمر بيت خطيبته - أفنان - ينزع نظارته يخفف من سرعة السياره بحيث تمر انظاره على جميع زوايا البيت يشتت نظره ويكمل طريقه بصمت يستوقف عند بيت عناد اللي كان موقعه بأول الديّره على مخارجها
يطق الباب مره مرتين ثلاث لحد مايخرج بالشكل اللي ماتوقعه ضحكه راودته من شاف انه حامل ديّم بحضنه ويهز عليها يبيها تنام والواضح ملامحه ماجتّه النوم
: هوّن هوّن على نفسك ابو ديم
ينطق عناد باخلاق قافله : الهون ماعيّنته من امس .. منورنا يارئيس رقباء"يطق له تحيه بخفه "
يبتسم حاتم على حركته ويجاوب على سؤال عناد من سأله " انا دوامي ماهوب الحين علامهم اتصلوا عليك بعز الاجازه ؟ " ويردف بهدوء يستكن داخله : لو ما اتصلوا انا بنحاش لهم مار زين جت " اقترب منّه بخفه وحضنه من الجانب الاخر بحيث يكون بعيد عن ديّم وتكلم بهمس : مع السلامه ياعنّاد توصيني على شي ،
عناد يربت على كتفه بخفه يهز راسه بالنفي ويرفع حاجبه الايسر بحزن : وين السلامه في وداع المحبين ؟ وايه اوصيك على نفسك ..نفسك ياحاتم لاتضيعها ، يبتعد حاتم عنّه وبسخريه : مابقى شي ماضاع وماوراي الا الضيّاع اتركك مني كيف احوالك وعلاقاتك " حاتم قصد فيها علاقته مع زوجته ومشاكله مع اهلها ماقد سأله عن حياته حس بتأنيب الضمير عناد يركض وراه بكل سالفه وهم له وهو ماقد سأله عن احواله
جاوبه عناد ب ابتسامه بااااااهته" : حالي من حالك ما اعرف عن احوالي شي اللي اعرفه مانوينا الغياب اللي صار من دون طاري ولا نوينا الرحيل اللي منه تعذبنا لاقامت تفيد اعذاره ولا اعذاري ، وبالفعل عناد مانوى الفراق من راس باله ولا نوى فراقها ابتسم حاتم على وفاء عناد
ياكيف مايذكر عيبها انما يقول مافاد لاعذرها ولا عذري يتجود بمعنى شدة تركيز عناد على خطأ كلٍ منهم حاتم مايل براسه بخفيف : علّمه ياعناد ان ديار الكرامه هي ديارك وعلمه بعد الصدود ياكم تعلمنا "يقوي خويه بهالجمله ويذّكره بأنه يقدر يتحامل على نفسه ويشد على يدّه والصدود ماكان اولها من فجر وبس وماكان من حبيب واحد هو صد عن الكل وعناد يقدر يتخطى الصعب والسهل "
يبتسم يهز راسه بالايجاب ويودع صاحبه يرجع حاتم يعيد الكلمه : فمان الله ياعناد وفمان الله على قلبك وعلى بنّتك تراها بنتي معاك
ضحك عناد بقوه وبمزح : اعقب تشاركني ببنتي تراك نازع ثوب العزوبيه امس يمديك تجيب بنت زيي ،
ابتسم حاتم مادرى ان الموضوع بيضرب ب سابع احساس له وبيلعب في موازيينه يرفع يده يودّعه بهالحركه ويحرّك للشرقيه ومابين خط سفر طوويل وشاق له
ينسيه كلمات المسجل من يقول - زرعتك وردةٍ حمرا تزيـّن كل بستاني ودفنت القلب في تربة مشاعرنا وخلّيته - استذكر أفنان ياهي تجي عالجرح دايم وعلى طلّتها أمس شبهها بالورد الاحمر تزيّن بستانه يازرعها من لبّسها الخاتم وقال لها بالحرف الواحد
" تثبيت الخاتم بصبعك بمثل تثبيتك لي وأنتسابك لأسمي " هنا زرعها بحياته ويشهد انها بريئه لدرجه حس انها زيّنت كل بستانه يدفنها ويدفن قلبه بتربة مشاعرهم ويخليه لاجلها هي ! مايتركها لغيره ولا يستهين بقربها بيدفنها فيه ولجله
طريق يبعد عنّه اربع ساعات ماهي بهيّنه ولكن بالفعل وصل خلال مده دون تعب وشقى ولان حاتم متعود على الخطوط الطويله ويدانيها كثير بعكس عناد اللي مايدانيها
استوقف امام شقته اللي تركها والان رجع لها نزل ولا حتى امداه يقعد فيها
انما تسبّح ولبس بدلته وسريع للقسم يلحق على اموره بالدوام اللي ازدادت تعقيد بعد اجازته ~

نصبتها روحي وصدري بلدها أقرب من أنفاسي ورسمة ظلالي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن