« حاتم | بعد صلاة الظهر »
يتلبس اللّيل بثوبه الشتوّي ويتمشى بأنحاء هالشوارع بلا هدف ، يشبك يديه على ورا ويمشي بهدوء ، أفكاره كلها تدور حول عنّاد اللي ماشافه من ليلة الأمس ،
ولا حتى لمحه من بعد طلعة السجن ولا هو اللي علّمه عن الزواج وهذا الغريب ،
يتركه بحاله ويبتعد يخلي عنّاد يختلي بحياته الخاصّه وهو اللي ما أعتاد بعد عنّاد عنه ، لكن الحين يشوف ذراعه الأيمن مقابله على حافة الشارع ،
مايقرب صوب عنّاد أنما يصد من يشوف معه أهله ويكمل بمشيه لناحيّته ~يرفع عنّاد أنظاره من جاء حاتم ويبتسم ، ينتابه أول شعور وأقدم أحساس " الشوق " يزعزع كيانه يخليه يرفع يديه يحضن حاتم
يحضنه وصل ومحبّه وعطاءً له ، يطول حضنهم الملائم لحتى أبعدت فجّر وبحضنها ديّم على جنب تسمح لهم بهالتعبير
يبتسم عنّاد : انشهد أني ضعت من بعدك !
يهز راسه بهدوء يبتدي هالهداوه شبه أبتسامه : ماتضيع ماتضيع وانت عنّاد ،
يتنحنح حاتم ويستوعب أهله اللي معه وينهي لقائهم المقطوع : انا جاييك لكن ماهو الحين .. الليله ان كان فاضي خاوينا انا والعيال للبّر
يوسّع أبتسامته بحماس : ابد وانا معكم ، توصي على شي ؟ يهز حاتم راسه بالنفي ويبتعد عن طريقه يسمح له ويهمس : سلامتك ،يقرب صوب فجر ويحط ذراعه على كتفها يحضنها بهالطريقه ، فجر بإبتسامه وبغيره طفيفه منها : اشوفك روقت
يزداد أبتسامته دون شعور منّه ، حبّه الشديد لحاتم ماهو بعادي ، يحبه ويغليه ويحترمه ويفرض له ألف خاطر وقيّمه وأعتبار : أي بالله روقت لكن وش نبرتك هذي
تهز أكتافها بعدم المعرفه وتمشي معه : ماعرف ، شكلك تحبه كثير ؟
يضحك عنّاد ولا قدر يتماسك للدرجه اللي يخلي كل من حوله يلتفت له من ضحكته المبالغه ، تضربه على كتفه تسكته قبل مايفضحها : فضحتنا بصوتك عنّاد ،
يسحب يدها ويتقدم لمقهى الشاهّي اللي يضم أهل الديّره من قسم عوايل ومن شباب ،
ويسحب الكرسي يجلس وتجلس هي بجنبه ويرفع حاجبه : يافجر الزيّن كلك ملكتيني ما كفيّت لجل هالغيره ؟
تهز راسها بالنفي وبغرور بعد مالعبت بأظافرها : مايكفي أبدًا ابي منك ثنين ،
قالتها بعفويه ولا أنتبهت لنظراته ولو أن مقصدها ياليت منك أثنين لكن عساها توهقت معه من أعطاها نظره وأللتزم السكوت ،
سكوت يخليها تتعجبه وتمسك يده تسأله لكنّه يتغلى ويقلب الموضوع عليها ويحرجها أكثر : اجل تبين ثنين مني ؟ هاتي اخو لفجر ويصير مني أثنين ،
تزداد خجل منه وهو اللي صار ودها تكشف لجل يشوف إحمرار وجهها اللي يحبّه وكثير ،
خدّها من يقطر العطر ومن يزهر بدون سبب كيف لو غازلها وأستحت ،
ورده من حمارها ثيّره ومن زهارها تضيّعه ، يحتار وش يعطي ووش يخلي لها
لكن اللي يعرفه لو يقدّم لها ويهديها عمره بيعتذر لها ، قليل بحقها والنجوم لها هديّه ،
ِ
ِ« بيّان »
تصد بأنظارها للي حولها من محاميين ومن أخوياء من خيّال ومن وليد ونقاشهم اللي ماتفهمه بالرغم من أنهم كانوا يتكلمون فيها ~
تشوف خيّال يقرب لها وتستغربه تلصق لحد الباب اللي كان خلفها بخوف منّه لكن تُحرج من تشوف نظرات السخريه تنتابه وبذهول : الباب وراك ما جيتك !
تتنفس ولا حرف الهواء يخرج منها ،
تتحكم بمدى عقلها وتسارع النبض عندها وتسمعه يعيد من النبره الهاديه الحنينيّه : أخبارك ؟ تضحك من قلبها ولا تعطيه كف؟ أحتارت ولأنه هذا خيّال الرايق حيّرها !
مره عليها مره معها ،
ولا كأنه اللي طردها بليلة الأمس ولا هو هذاك اللي قطع سُبل التواصل معها والحين ينعاد نفس الشيء معه ويصير هو المطرود والطارد هي : مامعي وقت ..لو سمحت اطلع ابي اتحاور مع محاميي
" تشد على أخر كلمه توكيد لأبعد مدى بأنها ماعادت موكِلته ولا عادت تمشي على هوى نفسه "
يشوف نظراتها وكيف صارت تنفر منه .. ماهذا مطلبه ؟ ما الأساس خلاها تنفر منه برغبته بتصرفاته وبغروره وبإخلائه لقضيتها لمشكلتها ولحزنها لكنه ماعاد يبي هالشيء بعد مافرطّ فيها هو الأن يحتزن عليها ،
يرجع لعنادّه ولغروره ولذاته ، ويرفض يخرج من هالغرفه : ماني بطالع وبقعد على الكنبه بعيد عنكم ! كمل ياوليد شغلك ان كان مافيها ضيقه ؟
وش عاد يقول وليد وهو اللي فهم نيّته وعناده وهو اللي عرف مبتغى خيّال والأكيد ماهو مخرب عليه : ابد أستريح ، تفضلي بيّان
" يأشر على الكرسي المقابل له "
تترك النِقاش معه ناقص ماتشتهي تتحاور معه يكفي جيّتها هِنا ويكفي عليها وزود ،
تضطر تجلس بسكوت وهداوه وش تحكي وش تسكت واللي خلاها تطير فرحه وبهجهه هو لما قال وليد : خيّال شرح لي قصتك لكن الحين أبيك توقعين على عدة أستبيانات ،
يعني خلاص ؟ ماتحكي ولا تتكلم ولا تبوح والأكيد ماعادت تستحي لإن طاري ولد عمّها يخليها تخاف يقولون عنها
" ترفع قضيه على ولد عمها ! "
بس دواخلها كان يرفض قبول هالموضوع ولا تبي تعديه لخيّال بالساهل ، الأكيد ماراح تصفق وتربت على كتفه تشكره ! تحوّل نظراتها له وتحاكيه : يعني من بقيت ماقلت له يا أستاذ خيّال ؟
يعقد حواجبه يستغرب كلامها وجِدالها وبذهول : أجل مانقول لوليد ؟ قضيه أسترجاع أموال ماهي أسترجاع حلاوه يابوي !
ترفع حواجبها يضحكها كلامه ويرجعها لساحة الجدّ لكن تأشر على أوراقه بالطاوله اللي كانت قدام الكنبه ومقابله : خلاص أرجع لقضاياك ولموكلينك لاتتدخل بنا !
يضحك بهدوء عليها وبالفعل يلتفت عنها