« أفنّان »
تلف تخجل من اللي سوته بس لأنها تعشق الشِعّر ،
واللي بجنبها خطّ أوراقه
يكتب بها قصيده وعنوان ، أولها أسمها وأخرها ورودها ، يشد على فنجال القهوه
وهو يحسّ أنه صار أكثر هداوه ، يفك أول زرين ويرجع يوزع أنظاره عليها
من طاحت الطرحه من راسها على حدّ كتفها
يشوف أصابعها تلتم على كاسة الشاهي وتصير غيّم تزيد برقته رقّه : نبي نذوق شاهيك يابنت عبدالرحمن
تلتف وتزمّ شفتها تستغربه مايناديها بأسمها الا على متّن الظروف ، تترك كاستها بوسطهم
ويسحبها هو : لاتصبين خلاص نتشارك الكاسه
ترفع حاجبها وتستحي تتجادل معه أنها ماتشرب من بعد أحد ، تشبك اصابع يدها وبعبط : تدري ؟ ينادوني أفنّان .
يلتف لها يبيها تكمل عبطها وتكمّل : يعني عادي تقدر تناديني بأسمي اللي تطريّه بكل قصيده
يضحك هالمره بصوته الثقيل بحدّته هو يضحك
وبجدّيته هو يمازحها : بلاي أني اخاف مسّ الهوى يلقط إسمك .
تفهي بوجهه تحاول تفهم وتشفّر كلامه بس هو يخفي ويُبّهم كلامه
يخليها على روس الحروف تناقش عقلها بأساليبه
وهو يدرك أن اللي بجنبه ماهي بنت عاديه وكأن مابعدها ولا قبلها بنت
هو يدري إنها من ريّح بنات الضبا تختال فيه ،
تتجلي بإنتاجها الصعّب
تكتفي بإنها أخت لعِماد وبنت لأبوها ، بنت تفّطمه عن بنات حوا
يلتفت من فتحت الشباك تطلع يدها
ويتنفس هنا شعرها من يلاعبه نسيم الهوى من يخلي خُصل شعرها تتضارب ببعضها
وتضرب صميّمه ، تضرب إيسر صدره بين الثنايا
ولإنها تستحي وتخجل منه ولإنها ماتناقشه بأدنى موضوع
هو يعنادها ويقفل الشبّاك
لحد ماتلتف له تنسى نفسها وبحدّتها : كنت بتسكر على يدي !! اشك بصحتك والله .
يبتسم من هواشها الذبّاح اللي مايهابه يضحكه
ولإنه صار يشوف حدّتها وملامحها وهي تعصبّ تحلى عليها أكثر فهو يستفزها
ويعاندها إلا الدموع ماتناسبها
ولأنه يجهل ضحكتها وملامحها المبتسمه فهو مايعرفها غير بحدّتها وخجلها
تتخبط بين يديه مره خجل ومره غضب
تخليّه بس وده يدون بها أشعاره ويقهرها من يشرب كاستها كامله
يخليها ترتكي على ظهر الكرسي تنسدح وتهمس لنفسها : مجنون انا وش حدني عليه
يسمعها هو سامعها
من أقصى حروفها البريئه واللي تتسأل "
وش حدني عليه " وهو بكبره حدّها على نفسه
أجبرها بقُربه وعلّقها بها
يلتف لها من غفت ولا عادت تحس باللي حولها
يعذر نومها ولإن اللي بباله موال بيغنيه معها وبيستفرد فيها بالشرقيه
ولإن وده يعرف شخصيتها وقت تتحمس وتضحك« خيّال »
أنتصف الليّل ودخل على آخره بمجلس أبوه الكبير عالي الأسقف وعريض الزوايا
بصدر المجلس هو يجالس ابوه على مركى واحد
ويتردد يفاتح أبوه بموضوعه : يبه انا ودي أكلمك بموضوع
يلتف أبوه ويسمعه بكامل تركيزه ويُكمل خيّال : انا ودي أخطب
يعقد حواجبه أبوه وببسمه خفيفه : هذي ساعة السعد عند أمك والله .
يبتسم بخفه وبهدوء : بس انا لاقي بنت الحلال اللي تسرّني وتناسبكم
تحتد ملامح أبو تميّم : لاتقول انك داخلٍ بشي مايرضي الله ،
كان دريت انك مكلمها ولا تعرفها فأنا ماني براضي .
ينفي أقواله خيّال
ويصرح بكذبه لإنه ادرى بأبوه لو يعرف ان البنت حلاله هو منتهي
يجاوب على اسئلة ابوه عن هالبنت ووقف عند سؤاله اللي يخليه يوقف ثانية جلّ وتذكار ،
لحظه تخليه يفكر بأبسط حل
يخلصه من تساؤلات ابوه لما قال له : كيف عرفت البنت ؟ منهو دلّك عليها ؟ يبتسم خيّال
وبتخييّل : خويي ، هذي بنت عمه وأقترح علي الزواج فيها .
يشد أصابعه خيّال من أستوعب كيف غرق بكذبه ووصلت فيه أنه يعاشر ويخاوي " متعّب "
اللي اخذ من أسمه نصيب وأتعب بيّان وغثّ خيّال
ولإن ابوه قال " على خير بكرا كانهم قادرين نجيهم " تستقيم وقفة خيال
ويمسح على وجهه من توهق بفعلته
هو لازم يكلّم عمها وأن وصلت فيه الحال فهو بيجبر عمّها على حضوره وعلى كذبّه بعد ،
مايجهز شيء غير أنه يبيها ولإنه يبيها ولإنه يتحدى الظروف فهو قادر ومحتزم بنفسه ،
وقادر أنه يزور أوراق النِكاح والعقد وقادر أنه يجبر عمها وولده
كلّه قادر كلّه راغب ولإنه مايعرف الا بيّان اللي تقوّيه ، هو مابين ضجيجهم ودوشة الإدراك
يفتش عن مفاتيح الطريق ويلقاها قدامه
يبيها قدامه من أولها لأخرها من أكبر قايمٍ بقبيلتها لإصغرهم هو يعاندهم ويبي ياخذها