« عند الشبّاب »
يعمّ الصمت من أخر كلمه نطقها حاتم لنهاية ماراحت رِحاب ، يدخل بينهم عنّاد بعد ماركن سيارته
وتعجب من هدوئهم وكأن إعصار مرّ هِنا وخسف بهم ،
يتكلم بالرغم من توتر الوضع لكنه مايسكت : علامكم ؟ شصاير بكم ؟
يرفع خيّال يده يحك طرف حاجبه ويهمس : السلام لله ،
يركب حاتّم السياره بعد ما حمل عُمّر ولا فكه
، وبحدّه : ماصار الا كل خيّر خلونا نلحق على أول الليل ياعيّال !
وبالفعل ركب الجميع سيارته
وتوجهوا لشيٍ يجمع قلوبهم على بعض ، يخليهم يسامرون اللّيل بأوله يخافون لايروح اللّيل وأحر الشاهي ماخدّر ~
ينزل حاتم بعد مافسّر بأكمامه وراح للخلف ياخذ الحطب اللي جابه معه ، ينزل عنّاد بإبتسامه
ويده على ثوبه يرفعه يشدّه على خصره ويربطه : افا قمت تاخذ وتشيل من الحطب دون حضوري ؟
يعقد حواجبه بعد ما كسّر من الحطب
وبمزحه : وانا لازم انده عليك ؟ ماتقول هذا اخوي ما اخليه ؟
يضحك عنّاد بعد ماقلب السالفه عليه ،
جمعوا من الحطب مايكفيهم مايخلي وسط الضلوع يدفى ،
يفرشون حول النار ويكون هو بصدّر الجلسه ،
يتلثّم حاتّم ويحضن عمر اللي كان بحضنه وصار يحاوطه بفروته ،
يمد يديه حول النار بعد ماصبّ لهم من الشاهي ، ولو أن الهاجس أبعد هالمره وراح لضيّها ،
يشرب من الشاهي ويفكر بها .. لا المعذره يفكر بها ومن ثم يشرب الشاهي ،
يمكن لأن وده تكون هي مكان هالشاهي عشان كذا جاء تفكيره لها هي بالأول ،
يلعب عنّاد بالنفود وبهدوء : نسامر اللّيل ولا نلقى من يسامرنا ،
ناهد بنفس هدوءه يجاوبه ويعلّمه عن ليّل الهوى كيف يشبّع ويغنيّ عن ألف مسامره : اللّيل كله بيدك ياعناد إما تلحق على أول اللّيل
وتصير انت الحظيظ اللي مانال احدٍ حظه ولا تصير المقطوع وتجيه بأخره ،
يرفع حاجبه تميّم وبسخريه : تلعبون على نفسكم ؟
لاتخلون النفس تهوى عليكم ! احكموها ،
كل هذا الحِوار كان يدور بينهم واللي ما اعاره هالحاتّم إهتمام يشوف كيف كل واحد يرمي مقصده من تحت لتحت ولا أحد فاهم الثاني ،
يوجهه نظراته لولد عمّه والجديد بساحة البرّ : ولد العم .. جو المدينه يضايق الصدر بالحيل لاتعاشره وعاشر البر والوقت واللّيل
يتعجب خيّال كلامه وكأن هالتميّم راح يسمع لحاتم وبسخريه : وحتى ان ودك بعد ياتميم خذ من اللي الله فرقها على زينات الاخلاقي !
يضحك عنّاد بعد مافهم مقصده ويكمل خيّال : الا ابو حارث .. متى العرس ؟ البشت يارجال خالص من زمان ينتظر بس زهمتّك ،
يبتسم شبه إبتسامه من هالطاري ، وهالمره صار لازم يحسّم ولازم يرمي السيف لورى ويجيب من ورودها مايخليها تزرّعه بوسط الصدّر وصار الوقت اللي ياخذها ويعيش معها ،
صار وقت تشهيّر سيوف الغرام لانه وبكل مجاهره يقولها طاح الشهم الاصيّل على وجهه مادامها أفنّان ومادامها الكبيره والعبيّره والحلول والاجابات
واخيرًا هي البدايات والنهايات يبيها تدلّل وتتمايّل وتتلبى وتتشرط مادامها أفنان .. حقها السمع والطاعه وحقّه منها يقطف زهرها من عناقيدها وينشره بساحاته
يرفع راسه يجاوب خيّال بكل وضوح : خلي البشت جاهز ..نهاية هذا الاسبوع وانت حاضر العرّس
يبتسم عنّاد بتوسعّ من هالخبر وبهدوء : يعني الامور جاهزه ؟ يطق الصدر حاتّم وبحزم : وانا مجهزها من قبل
الكل بدا يبارك واللي متحمّس واللي صاروا يضحكون على عمّر من بدا يغفي على حاتم المبتسم ، قاطعهم إتصال لتميّم اللي أبتسم من أول رنه ، تحييّه هالإتصال وينتظره : هلا أبووي هلا ولدي ،
يعقد حواجبه ناهد وبهدوء : عجزنا نفهم المتصل هو عمي ولا ولده ؟ هو متزوج ؟ " يحق له ناهد يسأل تميّم هو متزوج " لانه من سنين ماشافه بس خيّال أرتسمت السخريه على معالم وجهه : تميّم ومتزوج ! هذا اكيد سعود متصل فيه
" وبالفعل يشوفون حبّ تميم لسعود بيخرج من جواته ، وبحسبة أبوه وولده ،
سعود البالغ من العمر 22 وتميّم اللي يكبره ب عشرة سنين ولإن طفولة سعود كانت تحت أنظار تميّم اللي يخاف على سعود من مسة الهوى فهالشيء يرسم له مخيّلة الابوه والخوف ولازال موجود ،
يسكر تميّم اللي أنتشر روقانه بهالمكان ويسمع سؤال عنّاد : تميّم وش كثر تحب اخوك ؟
يبتسم بهدوء من طاري سعود وطواريه وببحته: والله مدري ياعنّاد لكن انا على يقين بإني ارمي نفسي بالنار على عشانه ،
يأشر خيّال على تميّم وبحدّه : شفتوا ! انا قايل لكم ماهم اخواني الظاهر يحسبوني طرف ثالث
يمد حاتم يديه للنّار : انت الوسطاني ياخيّال لاتنسى
يبتسم خيّال بحسره وبتمثيله للحزن : وماشقى غير هالوسطاني ~
ِ