« بعد يومين 9 المساء | أفنّان »
تجلس بالصاله حاضنه نفسها تنهل المعاني أمامها من تنوضح تفاصيل فُستانها المُبهر ،
هي بنفسها تتحمس لهذا اليوم لجل لبّسه ،
تبتسم تلمّع عيونها وتضحك ببراءه : رِحاب ، يعني هذا بلبسه بس بيوم واحد ؟
تضحك رغّد : اجل بتنامين فيه وتقعدين عليه يومين زياده ؟ لا حبيبتي بيشيله لك زوجك ،
تصارخ رِحاب بحياء من كلامها ،
تقاطعها تفرض عليها السكوت
وتلتفت تشوف ملامح الطيّف يرتسم أفنّان اللي صارت تتلفت بحياء تشوف إذا امها وخالتها حولها
لكن الصاله ماكان فيها عداها هي ورِحاب ورغّد
تصفى شوي بوجه المذاكر وتفكر بأروى اللي رفضت شهر العسل بهذي الأيام ،
تبتسم لنفسها وبإمتنان لأروى فكرتها تبقى عشانها ،
ماتعرف بسود الوجيه اللي صارت أروى تفكر بسوات شيّنه ،
تنسدح على الكنبه وتزفّر أنفاسها بتوتر
تجلس بجنبها رغد وبتساؤل : أفنّان الحين ليه قال الزواج بالديره ؟
تجاوبها بعبط من سخافة هالسؤال اللي جوابه واضح وضوحة الشمس : يمكن لأني عايشه بباريس ؟ حبينا نغير عن المُعتاد ونزور الديره شوي
تعقد حواجبها
ماتفهم أفنان بغباء : كيف يعني ؟
تضحك رِحاب تجاوب بدل عن أفنان اللي مسكت راسها بذهول وصداع : تستهبلين ؟ رغد أشك بمدى عقليتك ،
تنسحب عنهم وتمشي بدلال عنهم تقلّد حركات أروى الجديده : أمم غيرانه ياقلبي ؟
تنفجّر أفنّان تضحك ترفع شعرها عن وجهها وتدمّع عيونها
تحس كلها سعاده يمكن عشان حركات رغّد تضحكها ، أو حتى يمكن لان قربّت ليالي إنكشاف القمر
" ليلة 14 قمرة "
كلها حِجج تنسى فيها بإن سرّ إبتسامتها وحتى طلوع غمازتها تشقّ خدّها الزهَر ،
كلها أسباب وجيهه لشخص تملّكها ، كلها سبب تروح لحاتّم وطواريه
تترك جِهادها معه وحتى حقدها له تتركه على جنب ،
كله لجل عيشه هنيّه سعيّده بعيد عن الاذى اللي حصل لها ،
تقاطع سكونهم أم رِحاب من تدخل تصارخ عليهم : للحين مانمتوا والزواج ياحسرتي من بيقوم فيه ؟
ترفع حاجبها رغّد : يمه حبيبتي للحين 9 وش نومته ؟ وبعدين خير ياطير وش نقوم بالعرس ترانا أهل العروسه المدلـله نجيهم أخر الناس ونتميلح ،
تبتسم أفنّان بهدوء وبحياء من مسمى عروسة اللّيله ولو كل اللّيالي
ِ
ِِ
« بيت الحارثَّ »
واللي كان يعمّ إزعاج وتحضيرات ، تبتسم ميّعاد من تشوف كيف الحوش الخلفي
واللي صارت تشوف مدى بُعده من مساحاته الكبيره ، مُزين بسجادات حمراء بنقوش ،
تُفرش بالأرض تزين هالأرض والطاولات البيضاء بوسطها وبورد تزيّن المكان من كراسيها
ولا حتى الأنوار اللي تعلّقت على جدران البيت دلاله على وجود عريّس بهالبيت ،
تخرج من الحوش من سمعت صوت حاتم من الجِهه الأخرى ومعه رجال ،
تبتسم من تخطر على بالها فكرة أنها تشوف حوش القسّم الرجالي ،
تتحمس تشوف الكراسي المصفوفّه ولا حتى ريحة البخور اللي مابعد حطوها ،
ولا الباب الطويّل والكبيّر المفتوح بأعُرضه دليل إستقبال الضيوف ولو أن الزواج بكرا ،
لكن شيء أعتاده حاتم اذا شبّ وسوا قهوته بنّه الأشقر واللي يداوي الراس فنجاله
وريحة الهيل اللي يشمّها من كان بالشارع فيصير يفتح بابه على عرّضه يحييّهم ~
تتأمل الحوش واللي بالفعل شيء ماصار بمخيلتها لكن الحين صار بواقعها ،
تحبّ الاصاله بالمكان ، بإن حاتّم يحط لمساته القديّمه ولو أنها من العصر القديم ،
يكفي بأنه يمشي على منهج أبوه ،
تنزل الطرحه من شعرها
وهي كلها يقين بأن العيال كلهم مع حاتم ،
لكن تلتفت من حست بأحد يسحبها من الخلف ..