يبتسم له متعب وبصراخ : ماصفيت حسابي معك يالمحامي .. راجع لك ! يهز راسه بالايجاب بعد مايقول له : وانا بأنتظارك ،
تستند على الجدار خلفها ماكانت مخطيه ولا كانت عايفه بس ليه خايفه ،ماكانت بايعه نفسها هالكثر ولا كانت مرخصه عمرها لجل يتعازمون على خطبتها دون شورها !
والادهى انه يقول انا خطيبها !
لا ماهو خاطبها انَما خطيبها يعني السالفه منتهيه ولو أعلنت رفضها ، يأشر على الكرسي امامه يبيها تهدى وتجلس لكن من شافها تناظر له بفراغ يفهم نيّتها بعدم الاستماع له ويبدا يبرر موقفه : ماكانت نيّتي خطبه صدقيني .. بس انا فار دمي من شفته يتبلى ويكذب علي وعليك " يضحك بسخريه وبغرور " : وفوقها يقلل من مهنتي ! من هو عشان يتجرئ ؟
ترفع انظارها بيّان بصدمه لكلامه : انت مجنون ؟ هذا همك من بين كل السالفه ؟ انا مو مو لعبه بين يدينكم من بغاني خذاني على كيفه !! يعقد حواجبه من عصبيتها اللي مالها داعي " بنظره " وببرود : روقينا ! ماحصل الا كل خير ، تشوف بروده وتشوف حرارتها وتقارن مدى سخافة الوضع عنده ومدى اهمية الوضع عندها ، ماتتقبل اخطائه ولا حتى اعذاره تشوفه يسلّك للوضع ويمشيه على حساب رضاها ويستهن بمدى جدية الوضع وبذهول : يعني عادي عندك ؟ تتزوج وحده ماتعرفها ؟ يبتسم نص ابتسامه وبهدوء وبرود يذبحها : عادي كلها شهرين ونتطلق " ويرفع حاجبه بتحذير " : نتطلق لحتى تنتهي القضيه ! لحتى اطلّع كلامه من عيونه وأوريه من اللي يتنازل عن الثاني لحتى أشفي غليلي منّه وقتها تنتهي اللعبه ، تشوف اللي حولها ، المكان الغُرفه الداخلين الخارجين ، تتأمل اسمه وتتأمل غروره بمهنته، وتكره نفسها الف مره من انوضعت بلعبه قذِره بسبب ولد عمها ومن مدى رخص نفسها وانها تهون واللي يهونها هذا الجامد قدامها " خيّال " تقرّب له وترفع يدّها ك تهديد له : مستححيل ولا راح ارضى !
تهز راسها بالايجاب وتكمل : فاهمه نيّتك وانك تحاول تساعدني لكن انا اقدر وماني بعاجزه وكل اللي بيننا انك محامي وانا موكلتك وبس ! يهز اكتافه باللا مباله : ليه خايفه ؟
ان كان فيه احد بيرفض ف هو انا بالعكس انتي مستفيده والمصلحه كلها لك وانا مجرد تنرفزت من ولد عمّك وقهرته بالحكي بس احيانًا الحكي لازم معه فعل ولا يا استاذه بيّان ؟
كانت بترد عليه بس يقاطعها اتصال جوالها وتتأفف من شافته ثم رجعت انظارها له وبهدوء : بيننا حديث وكلام ما انتهى وبنتفاهم عليه ! يهز راسه بالايجاب ويلعب بالقلم بين اياديه : بإنتظارك ،
تطلع وتسكر الباب خلقها بقوه ، تعصب على الكل ماهي ناقصه وعلى أي اساس تحت أي ضغط عشان توافق وتقبل ؟ بس تحت غروره لازم تمشي ؟ غرور مُحامي وتصلب رجل تكاتفه الافتراضي ومبادئه تحت عدّله وتدخّله تحت مايسمى ب الحمايه الوطنيه ؟ يتزوجها عشان وش ؟ عشان يحميها ؟ ماهو قال ان القانون يحمي وان العدل يمشي ، يتراجع عن كلامه هو يحميها ، حميه بداخله على بنت بلده وعلى اساس انه ماسك قضيتها حميه عن ولد عمّها وقهر على حالهايثبت انظاره على اللوحه المنصوبه بالجدار على تفننه وحبّه للثبات يتأمل لوحته ويتجاهل كلام صاحبه نصايحه واللي غالبًا هي صائبه ويسمعه يحكي : ليه تدخل نفسك ببنت وولد عمها ؟ شفيك انت نسيت مكانتك نسيت انها موكله فقط لا اكثر ؟ بتشق وبتدخل بشيء منت بناقصه ياخيّال !! يثبّت يده على فمه ويستند على يد الكرسي وببرود : انت تعرفني اكره ماعلي الإجبار !
وماتحملت صياعته يمشيها على البنت وانجبرت اتدخل وافكها منه ،
يضحك وليد بذهول من بروده ويتكلم ويذّكره بنفسه وبكلامه زمان : مو قلت لي أنت خيّال سطام آل فيصل ماينلعب عليك بكلمه وماتمشيك بنت ولا تقيّدك ظروف ولا تحدّك مبادى ؟
وشفيك نسيت كلامك يالمحامي ياللي مايمشي الا بالعدل ومابينه وبين موكله الا قضايًا ؟ يصارخ عليه وليد بغبنه مقهور على خيّال مايبيه يضيع نفسه ويتدخل بشيء ممكن يضره وبصراخ : ماقلت لي ياخيّال ان عندك ميّثاق بينك وبين المحاماة ؟ تحفظ العدل تحقق التعاون تشجع وتحترم حقوق الإنسان وحريّته وماتمييز لا عنصر ولا جنس لا لغه ولا دييين ؟؟ علامك ناوي تجلطني ؟
يعطيه خيّال نظره حاده وبحدّه : وليد ؟ محدٍ له كلمة بشي يخصني هذي حياتي ودامني راضي وواعي ف لا بأس علي بعدين انا ..
يرفع وليد انظاره له وبأستفسار : انت وش ؟ يتلعثم خيّال بالحكي وبهدوء : لو تشوفها ياوليد بتسوي سواتي انت مستوعب ان عمّها مقوم القبيله كلها فوق راسها ؟ حزت بخاطري مالها احد ولجأت للغريب واللي غبني ولد عمها يستقوي عليها ويلوي يدي يدري مالي دخل غير بسالفة القضيه ف البنت تحتاج واحد يوقف وراها ماتترك كذا والخسيس هذاك واقف ضدها
-
-
« بيت الحارثّ »
يسكن بالقرب من بيت اهله مع زوجته وولده عُمر
وبين يوم ويوم يزوره اهله لكن بينما حاتم مسافر هو الان نايم عن اهله ! تطرى لأي رغبه ولأي وسيله هم يحتاجونها هو يبيها ..يسترجع ثقة اهله فيه ويمهد لهم رجوعه ولكن يستفيق على شيء اقرب للصدمه يوم تنهال وينعاش بسجن هموم ثاني ويكون اول مساجينه يطلع من غرفته ويستقبل أمه بالحوش وجودها المُعتاد
يقرب منها ويتأملها يجلس حولها ويمسك كفّها يهز راسه بالنفي مايقدر ! مايقدر مايسكت كيف والان كيف بيوصل لهم الخبر ، تتنهد امه وبخوف على عيالها : يايمه ماجاك من حاتم شي ؟ اتصل عليه مايرد ويتعذب وينهلك ب كلام امّه وشلون بيقول لها
" يمه ولدك مصاب ؟ " ماتنقال وهذي امه بتذبحها هالجمله ولا هو ناوي هالشيء لكن مجبور وبسبب حلفه لأمه مايخبي عليها شيء وتتلقى هالخبر منه اهون من غيره يغمض عيونه ولايرغب بمواجهة امه : يايمه حاتم بالمستشفى
تترك الفنجال تستكن لحظه وتلتفت لولدها هو وش يقول : وش تقول ياناهد..حاتم وش يوديه للمستشفى ولدي به شي
" يغمض عيونه والموجع هو فقد حاتم ! "
ماسامحه لا مايموت ويتركه مثل ماهو عمل قبل ثلاثة سنين !
ف حاتم مايسوي سواته ، يمسك يدينها ويشد عليهم : يايمه اهدي حاتم مابه خلاف كل اللي جاه رضوض خفيفه وعناد معاه
"وينهل هالخبر اللي وقع على مسامع ميّعاد وخلفها نوف" هو ابوهم الثاني بعد مامات ابوهم مايتركهم كذا واللي مخوفهم ان البنات عارفين حاتم ماراح لشغله انما لدورة جهاد والاكيد اصابه اخترقت جسده يعتلي صوت البكي والادعيه تبكي امه بخوف على ولدها
اذاب قلبه حالة امه من صياح ترفع كفها ودموعها تبلل وجهها وتمطر دموع ماهو بعادي تدعي بتضرع وخوف ،
ماتحمل ناهد واستقام بوقفته اشر لميّعاد تجيه وبالفعل قربت له والدموع متعلقه بطرف رموشها والرجفه تسري بجسدها ~
يأشر لها تجي وبالفعل تقرّب له يمسك كتفها يشد عليها يقويها ويقول لها : نادي احد من الجيران او القريب من امي خليه يجي يساندها
تهز راسها بالايجاب وتبتعد عنّه ، ويتوجه هو لقسمه ينادي على زوجته تروح لأمه اللي بأخر الايام تطورت علاقتها مع خواته
ويطلع من البيت مايعرف هو وين رايح ووين بيروح بس اللي يعرفه انه ماهو صامد لجل دموع امّه
ونظرات خواته لجل يسمع بأسم حاتم
ولجل يمسك الجوال وينتظر خبر من عناد هو يتلهف للخبر اللي يسرّه ..ظل حاتم اللي يخافه عدوه وخصمه ويحسب له الف حساب
يطيح هالطيحه ويكسر ظهر ناهد ب اصابته ، يجلس على عتبة محل ابوه المسكر يتأمل الرايح والجاي هذا يضحك والثاني يمسك بيد امّه وهذاك يحط يده على كتف خويّه ويمازحه ، وكلن ملتهي بدنياه وهو يتأمل اللاشي بالفعل ماهو بيده يسوي شي واللي يجننه هالشي اللي ماهو بقادر عليه ينزل عقاله بجانبه وينزل راسه معاه
يغطي عيونه بشماغه ويبكي ، بكى من ضعف حاله ومن قلة حيلته من خوفه على حاتم ومن انهياره الداخلي بكى !
يأن من حرّ جوفه ومن شيبة همومه وينكتم من هالفجوه ويحمّر وجهه بالغضب يغضب على حاله وعلى ماتجور عليه الايام ويحن لحاتم ولأخوه الثاني يتألم يحترق وتنهمر دموعه ماهي بقليله عليه لكن تهون عليه نفسه وتهون عليه دموعه امام حاتم
ماحس الا بيد تطبطب على كتفه ، كان محتاج هاليد تطبطب عليه من سوء الاحداث وانقلاب الاحوال تخليه يكب مابداخله بالغصب
ويزيد بجريان الدموع يستوقف نفسه من هُزم امام ذاته وقدام هالشخص الجاهل عن هو مين يرفع راسه ويلتقي باللي جالس بجانبه وماكان الا عِماد ! يعرفه كويس هذا اخو زوجة اخوه ،
يبتسم عِماد بخفّه : ناهد ؟ يهز راسه بالايجاب ويكمل عِماد والابتسامه تزيّن محياه : مادري وش اللي جرالك لكن ياناهد انت اخو الشهم الاصيل ماتنهزم بالساهل ولا تستسلم بهالضعف ان كان ودك تحاكيني انا اسمع وماهان علي حالك الواضح للبعيد قبل القريب ، يبتسم ناهد بسخريه من حاله و بهدوء : الشهم الاصيل ماهو بخير يالنسيب ، تتعقد حواجب عِماد وب استفسار : حاتم ؟
يهز راسه ويكمل : ايه حاتم مُصاب ولا بقادر اجيّه ! قبل لايمشي للشرقيه محلفني ما ابعد عن اهلي شبر اكذب ياعِماد على الاهل واقول هو طيّب وزين وماحوله وجع بس حاله ماتسر على كلام خويه
-