.
.
١٩٩٠
في العاشِر مِن ديسمبّر .. إنزَلقت دُموع جونغكوك قطرةٌ تِلو الأخرى ، عينـاهُ الحُلوتانِ لاتَنفكُّ عن ذرفُ الدموعِ رُغم هذا بدا جامِدَ الوجهِ مُتعبًا "في وقتٍ ما ..مِرآتّي سألنّي قائلًا ؛ إلى متّى ، ومُنذ ذلِك الوقتُ وَ السؤالُ يدورُ برأسي دونَ توقّف" تمتمَ جونغكوك بِخفوت ، ناظريهِ مُتمركِزًا على يداهُ المملوئةُ بالخدوش ، حيثُ تستقرانِ فوقَ احضانهِ "إلى الوَقتُّ الذّي تَتخِذ قرارُكَ" رفع عيناهُ المُنهكّة عندما تَحدَّث صديقهُ.
"أفعلُ ماذا؟ أهرُب؟" سخَرَ بِلذاعةٍ ، حينهـا صمت صديقهُ لِلحظةٍ نافثًا الدُخان "لَرُبـما ليسَ عليكَ أن تَهرُب.. " هوَ تحدَث بِهدوء ، وَرفع جونغكوك عينـاهُ ناظرًا إليهِ.
حينهـا ناظرهُ صديقهُ بِالكامِل ، يداهُ الحانيـة إرتفعت لِتمسك كِلتا خدّي جونغكوك مُقتربًا مِن أذنَهُ هامسًا بشيءٍ ما ، عينـا جونغكوك إتسَعت وَثقلٌ مُريبٌ ضغطَّ على كتفيهِ شاعرًا بِحواسهُ تَشتَدُ أكثر ، يشعُر بِشفاه صديقهُ تَضع قُبلةٌ على خدّهِ ليبتَعد بعدهـا.
نظرَ لِصديقهُ الذي نَهضَ مِن قُربهِ ، لاتزالُ عينـا جونغكوك مُضطربة على عكسِ تِلكَ الأعيُن "إذ سَنحت الفُرصّة فأعلَم إنهـا الوَحيدّة ، وَإن حياتُكَ تَعتمِد عليهـا" ثُمَّ إلتفتَ صديقهُ مُغادِرًا .. تاركًا جونغكوك بِدوامةٍ عميقةٍ مع نفسهُ ، ينظُر إلى اللاشيءِ مُحاوِلًا إستيعابِ كلماتُ صديقهُ التّي رماها وَغادَر.
.
.: آي جونغ سـوك
┈┈┈┈
عُتمةٌ تُحيطُ المكـان .. كُلَّ ما يستَطيعُ القِدّيـس رؤيتهُ هوَ بُقعتهُ التّي يركـعُ على رُكبتيهِ بهـا ، يَسـوع المَصلوب أمامَهُ تمامًا ، إلا أن جَسدّهُ كانَ يُقطّر بَعض الدِماء ، وَعلى جانبِ القِدّيسُ تمامًا قَبـرُ أمهِ وَ أبيهِ.
يَداهُ إلتقَطت قِلادةُ الصَليبُ مِن فوقَ تُرابُ قَبرَ أبيه ، عانَقهُ لِقلبهِ أكثر مُتمتمًا بِقلبٍ خاشِع مُغمضًا عيناهُ "أنتَ الذي وَهِبتنا نحن عبيدُك الخطاةُ غيرُ المستَحقين أن نباركَ ونقدس الآتين إلى كنيستك المقدسة.." صَمتَ لِلحظةٍ عِندَ سماعهِ لأنفاسٌ ضَحِلة ، وَالعُتمةُ بَدأت تَخُف تَدريجيًا ، يَنظُر نَحو الغُرفةُ المُنيـرة ، يَسمعُ صوتُ الأنفاسِ يأتّـي منها.
أنت تقرأ
مَثْوًى تَلِيد || 𝐓.𝐊 {مُكتملة}
Mystery / Thrillerإنّي أُحِبُّكَ يَمينًا بِخالِقكَ حُبَّ الصِبّا أتضَرَّعُ إليكَ .. وَ أصلّي لأجلِكَ أطوفُّ بيَدّي حولَّ قسّامةِ خِصرِكَ أتعَبّدُ لِأجلِ شَفتيكَ وَ آهٍ ومـا أدراكَ بِلذّةِ مَأثَمتيكَ أتلّو عَلى صحائِفِ خَديكَ أُقدِسُ وضائةَ مَلمحِكَ كأنجيلٍ بَشيـر. ...