جَفّا الأب (١١)

1.9K 143 230
                                    

┈┈┈┈┈┈┈┈

٢٠٠١

كُلَّ مَن مَرَّ مِن مَنزِلُ الأستاذُ كيم نـاظرهُ بِفضولٍ ، الشبابيكُ مَفتوحةٌ وَكذلِكَ الأبواب ، والكثيـرُ مِن التُراب يَخرج منهُن.

كَنس تايهيونغ التُرابَّ وصولًا لِخارج المنزل ، قماشٌ أبيض يُحيطُ فَمهُ وَ أنفهُ وَقد ربط شعرهُ إيضًا بِقماشٍ كي لايملؤهُ التراب.

أزاحَ قطعةُ القماشِ عن فمهُ ليتنفس الهواء النَقّي مُلقيًا نظرةٌ لِكُل تِلكَ الفوضى التي يضعهـا خارجَ منزلهُ مِن اثاثٌ وَ طاوِلاتٌ وَحتّى الأريكةُ.

لا أحد يَعلم كيفَ إستطاع جرّها ، وَ لايبدو على سجيتّهُ ، بالأمسِ بعد إنتهاء الدروسِ أخبرهُم أن لايحضروا غدًا فلديهِ عملٌ ، وَاليوم يُنظّف بِجنون ، وَالجميعُ لاحظَ ذلِك.

الجميعُ لاحظَ عدى الأب جيـون.

"كيفَ لهُ أن يُلاحظ؟ كيفَ لهُ أن يهتم وَهوَ يجلسُ مع رجُلٌ جميل بشعرٍ طويل" تذمّر كالمَجنون بينهُ وَبينَ نفسهُ مُعاودًا الدخول ليرمّي دلو المياه على الأرضُ وَيبدأ بِفركهـا بِقوة.

هوَ غاضِب.

دائمًا ما إعتادَ أن يُفرّغ غضبهُ بِالتنظيف حيثُ بِالحي الخاصُ بهِ سابقًا كان إذ بدأ التنظيف الجميعُ بَالعمارةِ يَعلمُ إن الأستاذَ غاضبًا ، وَكان سيوجون لايقتربُ منهُ كونهُ يُصبحُ مُخيفًا.

بدأ بِمسحِ الأرضيةُ حينمـا أنتهى مِن غسلهـا ، وَعاودَّ التوجّهُ لِلخارج ليبدأ بجّر الأريكّة "هَل أساعِدُكَ أستاذ كيم؟" كانَ أحدُّ الأطفال الذينَ يُدرِسهُم "لا" تحدثَ تايهيونغ بِثباتٍ جارًا الأريكةُ ، يَشعُر الفتى بِبعض الإختلافِ فَـلطالمـا كانَ ذو لكنةٌ ناعمّة وَ الأبتسامةُ لاتُغادر ثغرهُ الحُلو اثناء حديثهُ بِلطفٍ لكِن الآن؟ نبرتهُ شديدةٌ حادّة جعلت الفتّى يتراجع قَليلًا.

لَهث تايهيونغ ما إن وَضع الأريكةُ بِمكانهـا وَ جلسَ عليهـا مُتنفسًا بِثقل ، ليقف الفتى عِند الباب ناظرًا إليه "ماذا جونغي!" تحدثَ تايهيونغ سائمًا "أنتَ تبدو مُتعبًا.." تمتمَ الفتّى "أحقًا لاتُريدُ مُساعدّة؟ والدتّي أرسلتنّي لأساعِدُكَ" أكملَ بِحديثهُ.

صَمتَ تايهيونغ وَصدرهُ لايزالُ يعلو وَيهبط ، وَعندما هدئ قليلًا هوَ اومئ ، ثُمَ نهض قائلًا "لِنحمل الكراسي معًا" مشى تايهيونغ معاودًا الخروج ليحمل الكراسّي.

وبدؤوا بِجر جميع الطاوِلاتِ وَ الكراسّي ، وَ عندمـا إنتهوا ، تايهيونغ خلعَّ قطعةُ القماشِ مِن شعرهِ قائلًا "إغسلها وَإمسح رقبتُكَ وَ وجهُك" نظرَ لِلفتى حيثُ توجه لِلمطبخ ليغتسل ، ليتنهد مُرهقًا جالسًا على الأريكةِ .. لَم يَهتم عندما أتعبَ الصغير وَ الآن شعورُ الذنبِ يتفاقمُ بِصدرهِ مُثقلًا أياه مُزيدًّا همّهُ.

مَثْوًى تَلِيد || 𝐓.𝐊 {مُكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن