.
.
١٩٩١
النارُ بدأت تُخمَدُّ قليلًا بَعد أن أكَلت كُلَ المنزِل تقريبًا ، رأى جونغكوك أحدُّ الرجـال يخرُجُ وَيرى تِلكَ النيـرانُ المهولّة ثُمَ يركِضَ هلعًا ويبدأ بِرنِّ جرسِ القريةُ بِقوةٍ مُناديًا "فاليستيقِظ الجميع! مَنزِلُّ الأبّ جيـون يَحتَرِق!!" رَكضَ نحوَ الأبوابِ ليطرقهـا بِقوةٍ.
شاهدَّ الناسَ تَخرُج ، ليختبئ بينَ الأشجارُّ ماشيًا صاعِدًا التَلُّ ، واصلًا عندَ منزِلُ الإمرأةُ الوَحيدّةُ التّي تَعرِفُ بِسـرِ العائلةُ.
الراهِبّـةُ مارّي ..
كونهـا هيَ مَن أخرجت التوأمينِ مِن رَحمُ الأُمِ المَجنونةُ ، كانَت قد عاهدت الأب أن تَحتفِظ بِسر التوأمُّ الآخر لِميشيـل.
إختبئ جونغكوك خَلفَ الشُجيرةُ عندمـا رأى شقيقُ الراهبّةِ يركُض مِن التلِّ متجهًا نحوَ المَنزِلُ المحروق.
ثُمَّ أكملَ سيرهُ حيثُ منزِل الراهبّةُ ، وَ تزامنًا مع دخولهِ من عبرَّ البابُّ المَفتوح كانَت مارّي على وَشكُ الخروج فَشبهُ صِرخت مِن خوفهـا وَ غطت على فَمهـا سَريعًا.
نظرت لِذلكَ الفتّى الذّي امامهـا ، مفاصِلهُ زرقاءٌ لِشدّةِ البردِ وَ نحيلٌ لِلغايةِ حيثُ عظامهُ بانَت ، شعرهُ مقصوصٌ بِشكلٍ عشوائي خُصلةٌ تبدو طويلةٌ وَ الأخرى قصيرةٌ.
لَمْ تأخُذ الكثيرُ من الوقتِ لِتستوعب بأن هذا التوأمُّ الذّي لَم يأتّي احدٌ بِسيرتهُ منذُ سَبعةُ عَشر عامًا إلى الآن ، لكنهـا بدت مُندهشة فكانت كُلَّ ظنونهـا وَ إعتقاداتهـا بأنَ التوأمينِ يخرُجانِ بأوقاتٍ مُتفارقةٍ لكِنهـا حتمًا لَم تعرف يومًا ما يَجرّي بِمنزِل الشيـاطينَ ذاك.
"يا إلهّي .." همست بِخوف "أنا أتألم" لَم تكُن هُناكَ ذرّةُ المٍ بذلِكَ الصوتُ الشديدُ الثابِت ، لكِن عندمـا إقتربت منهُ إستوعبت الفاجعةُ حينَ رؤيتهـا للحرق "إستطعتُّ الهروبَ مِن المنزِل ، لكِن تضرَرت.. " تحدثَ ، وَاخذت هيَ بيدهُ سريعًا لِتمشي نحوَ غُرفتهـا وَ تغلُق الباب بِالمفتـاح "ماذا عَن أبويك؟" سألت بعد أن اجلستهُ على الكُرسي ، وَعاودت المشي مُسرعة نحو خزانتهـا لتخرج بعض الضماد.
"لا أعلم" ردَّ جونغكوك.
"ماذا عَن جونغكوك؟" هي تساءلت سريعًا .. وَصمتَ المعنّي لِلحظة ، ارادَ أخبارهـا بأنهُ هوَ جونغكوك .. وَ إنهُ لايُحب كيفَ أنها نَسبتهُ لِتوأمهُ ، لكنهُ اهدئُ مِن أن يبوحَ عمّـا في صدرهِ "عندَّ صديقهُ منذُ الأمسِ .. لايعلمُّ ما جرى" إقتربت الراهبّةُ منهُ مُحملّة بِالمُعقماتِ والضماد.
بؤبؤ عينيهـا إهتزَّ بِرهبةٍ مما تراه ، كيفَ الجِلدُّ مُتآكِلٌ بِالكامِل "لاتصدِر صوتًا فيسمعُكَ اونجون وِيعلمُّ أنكَّ هُنّـا ، دعهُا لاحقًا حتّى تهدئ الأوضاع.." تمتمت بِخفوتٍ لتسحبُّ الشاشَ وَ تُبلِلهُ بِالمياهِ الباردّة ، كانَت تَقصدُّ شقيقهـا ، فكانَ دومًا مولعًا بِالقسيس جيـون وَيحبّهُ وَ كأنهُ شقيقهُ الأكبرُ بَل يكادُ أن يُقدِّسهُ حتّى.
أنت تقرأ
مَثْوًى تَلِيد || 𝐓.𝐊 {مُكتملة}
Mystery / Thrillerإنّي أُحِبُّكَ يَمينًا بِخالِقكَ حُبَّ الصِبّا أتضَرَّعُ إليكَ .. وَ أصلّي لأجلِكَ أطوفُّ بيَدّي حولَّ قسّامةِ خِصرِكَ أتعَبّدُ لِأجلِ شَفتيكَ وَ آهٍ ومـا أدراكَ بِلذّةِ مَأثَمتيكَ أتلّو عَلى صحائِفِ خَديكَ أُقدِسُ وضائةَ مَلمحِكَ كأنجيلٍ بَشيـر. ...