مَخلوقٌ حُلوْ (١٢)

1.4K 86 291
                                    

.
.

مَشى جونغكوك شاعرًا بالألمِ يأكُلهُ بِبطئٍ قاتِل ، يخطو عائدًا حيثُ منزِلهُ ، امسكَ مِقبضُ الباب ليفتحهُ ، وَ اوشكَ على الدخولِ لولا ذلِكَ الصوتُ الذي أتى مِن خلفهُ "لِما لَم تَطرُق الباب؟" توقف جونغكوك لِلحظةٍ وَ اخذَ نفسًا قبّلَ أن يلتفت ، ناظرًا لِتايهيونغ.

شعرهُ مُبعثرٌ وَ عيناهُ مُتعبةٌ ، يرتدي منامتهُ البيضاء معَ صندَلهُ الغريب .. جميلٌ جدًا حتّى وَ اثناء تعبّهُ الشديد لايزالُ ملائكيُّ المَلمحِ.

"أنا .." جونغكوك تحدّثَ بِخفوت ناظرًا لِحافظةُ الطعامِ ، فأخذَ نفسًا واضعًا اياهّـا خلفَ ظهرهُ "أردتُ .." حاولَ جونغكوك إخراجَ كلماتهِ وَما يُريدُ أن يقول "أردتُّ فقط .. رؤيتُكَ"

"لِمّـا؟" تحدثَ تايهيونغ ناظرًا إليهِ "لإنّي .. إشتقتُ إليكَ" خُفِتَ صوتّهُ تدريجيًا.

شدَّ تايهيونغ على طرفِ قميصهُ ماخذًا نفسًا مُهتزًّا وَ بالكادِ كَبح دموعهُ مُتحدثًا "تَهجُّر وَقت ما تُريد وَ تعودُ وَقتَ ما تُريد أتظنُّ الأمرَ لُعبةٌ ما؟" لكِن صوتهُ خذلهُ ، فخرجَ مهزوزًا وَ أعيُنهُ باتَت مَملوئةٌ بِالدموعِ.

"عَلى الإطلاق.." نفى جونغكوك "مـا الذي كُنت تُحاوِل إثباتهُ إذًا؟" سألَ تايهيونغ "لَم أحاوِل إثباتَ أي شيء" ردَّ جونغكوك بِالمُقابِل.

حينهـا صمتَ تايهيونغ قليلًا ، وَحاولَ إستجماعَ نفسهِ قائلًا "إذًا هَل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟ أكانَ بِسبَبّي" نفى جونغكوك سريعًا مُحاوِلًا التحدُث لكِن تايهيونغ أكملَ "هَل كَرهتـنّي بِسبَبِ إعترافّي لكَ بِتلكَ الليلةُ؟! هَل كُنتَ مُتقزِز؟" اشارَ جونغكوك سالبًا قائلًا "ليسَ الأمرُ هكذا تايهيونغ" لكِن إستمـر المَعني بِالتحدُثِ بِصوتٍ مُهتز مُبرِرًا "شعَرتُ بأنّي أحتاجُ لِلتبرير كي لاتَظُنَنّي مثلَ اولئِكَ وَ إنّي أختلِف أقسِم وَ إذ كانَ الأمرُ لايُريحُكَ فأعِدُكَ بأنّي لأن أتحدثَ بِشأنهِ"

"تايهيونغ!" امسكَ كتفيهِ ليُصمته "مـا الذي تَتفوهُ بهِ؟" ناظَرهُ تايهيونغ بيأسٍ موشكًا عَلى البُكاء ، ليُبعد جونغكوك يَديهِ ناظرًا حولهُ مُتنهدًا ، ثُمَ تحدث قائلًا "لنتحدَث بِالمنزِل".

مَشى جونغكوك ، وَتبعهُ تايهيونغ عابِسَ الوَجهِ داخلينَ لِلمنزِل ، نظَر جونغكوك بأنحاءِ المكانِ اثناء سيرهُ لِلغُرفةِ ، يبدو بأن جونغسوك نامَ وَ ذلِكَ مِن حُسنِ حظهُ فَفتحَ بابُ الغُرفةِ الخاصةُ بهِ ماسكًا مقبَضُ الباب ناظرًا لِتايهيونغ الواقِف بِوسطِ المنزِل " تايهيونغ لَن آكُلكَ تَعلم؟ سَنتحدث تعال" قالَ بِجدّية.

وَعندما دخلَ تايهيونغ هوَ اغلقَ الباب واضعًا الحافظةُ جانبًا ، ليجلس على احدّى الكراسّي مُحاولًا جمعُ الأفكارِ بِرأسهِ فأشارَ على الكُرسيُ الذي امامهُ قائلًا "أجلُس" وَ ما أن جلسَ الأكبر حتّى قربَّ جونغكوك كُرسيهُ مِن الآخرُ الذي إعتدلَ قليلًا مِن تلامُسِ ساقهُ المُحاطّة بِساقي جونغكوك.

مَثْوًى تَلِيد || 𝐓.𝐊 {مُكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن