الأَجدَّرُ (١٣)

2.2K 147 196
                                    

.

.

٢٠٠٢
الثالِث مِن ينايّـر - مساءُ الأحَد


اربّعةُ اشهرٍ مرّت .. رُبما قاربت لأن تُصبحَ خمسُ اشهرٍ منذُ أن اعترفَ القِسيسُ بِحبّهِ لِأستاذُ القريّة.

كانَت فترةٌ هادئة ، خاليّة مِن التعقيدِ قَليلًا ، بعد حديثهُم ذاكَ حولَ عِلاقتَهِم وَ افكارُ جونغكوك التّي تَلتهِمُ عقلهُ .. هوَ لَم يَذكُر الأمرَ مُجدَدًا ، لَم يَبتعد مُجدَدًا.

على العكسِ إزدادت علاقتهُم قوّةٌ ، يُحِبُّ تايهيونغ الإلتقاءَ بِمنزلِ حبيبّهُ سِرًّا ، يُحِبُّ عندما يَخطُفَ جونغكوك مِنهُ القُبلاتِ بِكّلِ مرةٍ سَنِحت لهُم الفُرصةِ أن يكونـا بِمفردهمـا بِالخارِج.

يُحبُّ النومَ بأحضانِ جونغكوك ، يُحِبُّ تَشدُدهُ المُزعِج وَ يُحِبُّ دُخانهُ السيءُ وَ يُحِبُّ هيمنتهِ الغيرُ مرغوبةِ مُطلقًا ، وَكلمّـا بقيَ معهُ .. إزدادَ حُبّهِ لِكُل سلبيـاتُ القِسيسُ الصارِم ، يُحبّها وَيتقبّلهـا قبـلَ أن يُفكّر بأن يُحب أيجابياتّهُ حتّى..

كانـا قَد دخَلّا بِشهرِ يناير لِلتو ، يُصادِفُ اليومُ الثالِث ، أمسيةُ السنة الجديدةُ كانت مِن أجمل الأمسيات التّي حضى بِها تايهيونغ بِحياتهِ كُلها ، وَ على الرُغمِّ مِن إنهُم لَم يستطيعوا الإلتقاء كثيرًا بالأيامُ الفائتة ، لايزالُ تايهيونغ يشعُر بِالسعادةِ ، وَالطاقةُ تملؤه مُنذ ذلِكَ اليوم.

يَبتسِمُ كلَ مرةٍ يتذكَّر كيفَ قضوا أربعًا وَ عُشرونَ ساعةً معًا دونَ الخروجِ مِن المنزِل ، لعِبّـا سويًا ، وَضَحِكـا كثيرًا حيثُ كانت تِلكَ المرةُ الأولىُ التّي يسمع بهـا ضَحكـاتِ جونغكوك المُرتفِعة ، أعدَّ جونغكوك وقتّها الكثيرُ مِن اصنافِ الكعكِ و إستمرَّ بِوضعِ الفراوِلةِ وَ الشوكولا مَع كُل شيءٍ يأكُلاه.

عزِف جونغكوك لهُ ، وَغنّى تايهيونغ إحدى أغاني خوليّو ، جاعلًا مِن جونغكوك يقع بِحبّهِ أكثرُ وَ أكثر هائمًا في صوتهِ ، حينهـا تايهيونغ أخبرهُ بأنهُ وَرثَ الصوتُ الجميلُ مِن والدتهِ.

في تِلكَّ الليلةِ ترجاهُ ليُغنّي المزيد ، وَإستمرَ تايهيونغ بِالغناءِ حتى آلمتهُ حُنجرتهُ وَ إنتهى بِه المطافُ يَشربُ الحليبُ الساخِن اثناء جلوسهِ بأحضانِ حبيبهُ الذي كانَ يُقبّلهُ ، يَشمُّ عَبق رائِحتّهُ ، يَشمُّ شعرهُ الذي باتَ يصِل لِنهايةِ رقبتهِ ، ثُمَ يُقبّل رَقبتهُ وَيشمّها وَ كأن حبيبّهُ زهرةٌ ، وَ إنتهت الليلةِ لِكليهمـا بأحضانِ بعضِهم بَعد أن صنعـا الكثيرَ مِن الحُب.

لَم يستطع تايهيونغ تخطّي تِلكَ الليلةِ ، وَكُلّمـا تذكّر إبتسمَ ، حتى الآن ، اثناء عملهِ وَ رغمَ انهُ كانَ مُنهمِكًا في المَطبَخُ ، يَنحني قَليلًا ليضع حبّاتُ الفراوِلةِ بِتركيزٍ فوقَ فطيرةُ الفراوِلة بعد ان أصبحت دافئةٌ تميلُ لِلبرودةِ ، وَ عندما انتهـى ، إبتسامةٌ حُلوةٌ نَمت على ثغرهِ دلالةً على فخرهِ بمـا صَنعَ.

مَثْوًى تَلِيد || 𝐓.𝐊 {مُكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن