مَثْوًى تَلِيد || 𝐓.𝐊 {مُكتملة}

الأبُّ ميشّيـل (٩)

.
.

٢٠٠١
عِظّـةُ الأحدِّ - الأب ميشيـل.

"مُنذ أن خَلق الله السَماواتِ وَ الأرضِ وَ مِن ثُمَّ خلقنّـا قَد وَضع بِداخِلنّـا الإنسانيـة .. وَ الديـن ، لذا لاشيءَ يَعلو على شيء بينَ هذينِ الكَلمتينِ"

صَمتُ يُحيطُ المكانُ المُقدّسِ ، الجميعُ يَنصت ، وَ الأب يَتحدّثُ ، بينمـا يجلسُ في الزاويةِ تمامًا القِس دانيـال الرجُل الأشيب يرى كيفَ يتحدث جونغكوك "إن الإنسانية بكل ما تحمله من صفاتٍ هي الأساس والمرجع والمعيار التقييمي لصلاحِ الإنسان أو فَسادهِ، وَ إن كُل الشرائِع السماويةُ والقوانينُ الأرضية تتقاطع مع القيم الأخلاقية ، لذا فإن الأديان أتت معززة داعمة للمفهوم الإنساني والذي يجب أن نصونه دائماً في كياننا، نطوره ونعززه ونسعى إلى عدم خدشه أو نقصانه فلا دين بلا إنسانية والعكس غير صحيح" صَمتَ جونغكوك ناظرًا إليهِم لِلحظة ، ليُكمل حديثهُ بِهدوء

"لِذا عِندمّـا يتجردُّ أحدَهُم مِن إنسانيتهُ؟ فَسلامٌ على روحَهُ .. السيد سون جونغ أذى الكَثيرُ مِن ابناءِ هذهِ البلدةِ ، يَظُن بأمتلاكهِ لِلمال يَستطيعُ غَلق أفواهِنـا لكِن على الأغلبِ إن جميعكُم ضاقَ صَبرُكم مِنه" تحدثَ جونغكوك ، يستطيعُ رؤيةُ ملامِحهُم تَتغيرُ وَ تنزعِج على ذِكر ذلِكَ الإنسان.

"لَم أكُن أنوي التَحدُث عنهُ لكِن بِالأسبوعُ الماضّي فقط نِصف القريةُ تَشكي منهُ لي لذا أنا وَ الأب دانيـال إتخذنـا قرارنـا" مَشى جونغكوك مُلتقطًا الصُندوق "سوفَ يكونُ هُنـاك تَصويتٌ على تَرحيلهُ أو بقائهِ فَحاضِركُم يُعلِمُ غائبكُم ، سوفَ يوضع هذا الصندوق بِبابِ الكنيسةُ حتّى السادسّـة مساءًا حينهـا سوفَ يكون خروجُ السيدُ سون جونغ أو بقائهُ امرٌ يَعودُ لكُم" وضعَ الصندوقُ امامَهُم ، يَسمعهُم يَتهامسونَ فيمـا بينهُم.

" تحدثنـا أنا وَ الأب دانيال معَ السيد سون جونغ لكِنهُ لاينوّي التراجُع عَن فكرةِ أخذِ بعضُ المنازِل وَشرائهـا مِنكُم ، لذا كمـا قُلت ، ترحيلهُ أو بقائهُ يَعودُ لَكُم" إلتفتَ جونغكوك مُحدثًا القِس الأشيبُ قائلًا "أترغبُ بأن تُضيفَ شيئًا؟ أب دانيـال".

اخذَ الأب دانيال نَفسًا ، كانَ رجُلٌ كبيرٌ بِالسنِ وَ بِالكادِ يَستطيعُ التحدُث جيدًا ، قَد درسَّ عدةُ رجالٍ لأن يَصبحوا قساوِسةٌ مِنذُ الطفولةِ ، فَدرسَّ والِدُ جونغكوك وَ درسّ إبنهُ أيضًا وَ هاهوَ ذا يراهُ يَتبعُ خطاهُم.

" أنا وَ الأب ميشيل .. لَم ننوي أن يَصلَ الأمرُ إلى هذا الحدِّ لكِن سون جونغ يأبى الرضوخُ وَ أبناءُ القريةُ يَستمرونَ بِالشكوى مِن ذلِكَ الرجُل الجشِع عديمُ الإنسـانية ، وَ ضاقَ بِنّـا ذُرعًا منه ، وكمـا قالَ الأب ميشيل أنتُم مَن سوفَ تُحدِدونَ إذ كانَ سيبقى أو يَخرُج"