وُقّـوبٌ (٣)

2.7K 191 61
                                    

٢٠٠١
صَبّاحُ الخَميـس.

عُتمةٌ تُحيطُ بِالمكانِ بأكملهِ .. أنفاسُ تايهيونغ مُتعبةٌ ، عينـاهُ تُفتحـانِ وَ تُغلقانِ ، ثُمَ بِالكادِ يُحاوّلُ فَتحهُمّا ، يَشعُر بِقلبهُ ينبِضُ حتى بأطرافِ اصابعهِ لكِن شيءٌ مـا خاطئ.
فَـقلبّـهُ على طبقٍ مِن ذهب أمامهُ ، ينظُر لِشفتّا الرجُل القاتِمّة كيفَ تضع قطعةٌ مِن قلبهِ داخِلَ فمهُ ليمضغهـا بِبطئ ، ليفتح تايهيونغ فمهُ بِألمٍ مُحاولًا أصدارَ أي صوتٍ لِمنعهُ ، لكِن كُل مايخرُج مِن فمهُ بِالمُقابلِ هوَ الدِماء .. وَضعَ تايهيونغ يدهُ على شقِّ صدرهُ مُحاوِلًا أيقافُ نزيفهِ وَ أغمضَ عينيهِ بألمٍ.

ثُمَّ فَتحَ عينيهِ ساحبًا شهيقًا ..
المُنبّهُ على جانبهِ يرُّن بِطريقةٌ مُزعجة ، حدّقَ بِالسقفِ لِلحظاتٍ لعلهُ يسترجعُ أنفاسهُ.

الحُلم ذاتهُ يَتكرَرُ.
أحدَهُم يأكُل قَلبهُ .. اغمضَ عينيهِ مُنقلبًا على جانبهِ لِيطفئ المُنبه ، وَاستقامَ بعدها ماسحًا جبينهُ الرطِب ، عظامهُ تُصدِرُ صوتًا مُتألمًا اثرَ نومتهِ الخاطئة فتأوهَ أثناءَ تمديدِ عِضلاتهِ.

تأفأفَ مُتعبًا .. الحُلم مُريبٌ ، وَ لايُشعر تايهيونغ بالأرتياحِ مُطلقًا ، وَيُزعجهُ أيضًا ، كما إنَّ الرجُل الذي أمامهُ دائمًا تبدو صورتّهُ مُشوشّة دائِمًا ، لكِن أستطاعَ لَمحَ شَفتيهِ .. كانت حمراءُ قاتِمّة

تُرى أينَ رأى تِلكَ الشِفاه .. فكّر بِخمولٍ.

"أنا لطيفٌ جدًا على أنّ أُعاني مِن جميعُ الجِهات" تذمرَ بِعبوسٍ اثناءَ مَشيهُ لِلحمامِ.

وَبعدَ الأغتسالِ هوَ خرجَ ناويًا التسوق ، وَقرَر بأنهُ سيبتاعُ بعض الطعامُّ الصحي كونهُ مؤخرًا إزدادَ وزنهُ بِسبَبِ شراهتهُ التي كانَ يُحاولُ كبحهـا منذ أن أصبحَ شابًا.

أثناءَ مشيهُ كانَ قد رأى جونغكوك مِن بعيد ، بدا هادئًا اثناء حديثهُ معَ الطِفلينِ اللذانِ يجلسانِ قُربهِ في البُستان.

بَعد تِلكَ الليلةِ الغريبة .. لَم يحدُث فيما بينهُما شيء ، فَـباليومُ الآخر عادَ الأب ، وَألقى التحيةُ بطبيعية ، تايهيونغ شعرَ بِالأستغرابِ قليلًا حينهـا ، لكِنهُ تناسى الأمر.

وَ نوعًا ما كانت علاقتهُم جيدة في الأيام الفائتة .. أحبَّ تدريسهُ وَكانَ يتشوقُ دومًا لِمن يُشاركهُ حُبهُ بِتلكَ اللغةِ ، كانَ الأبُّ لطيفًا اثناءَ مُحاولاتهِ لِقولُ الحُروف ، وَ كَلِماتهُ الرزينةُ تَتكسَر اثناء نطقهِ لها.

لكِن ..
رَفع جونغكوك بصيرتهُ عَن الطِفلين لينظُر لِتايهيونغ مِن بعيد .. لطالمـا كانَ غريبًا ، غامضًا فلا يستطيعُ تايهيونغ مَعرفةُ مـا سِرهِ ، وَلأنهُ شعرَ بأن البقاءَ قُربَّ الأبّ يُشتِتُ حُزنهُ ، هوَ بدأ يُحاول الهاءَ نفسهِ عَن طريقِ مَعرفة الأب الهادِئ ، وَالأقترابَ منهُ قليلًا.

مَثْوًى تَلِيد || 𝐓.𝐊 {مُكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن