ظِلٌ عابِر

"بَين الظُلماتْ"

تحيةً لِكل مَن وَقف على شَفير الظُلمات ولم يَسقط بَعد، أهلاً بِكم في عالمي المُظلم، حَيث لا وعود بأن أحرُفي سَتلامس أوتار قُلوبكم بل هي تَعبير عن مَعارِكي الداخِلية ورِحلتي مَع ذاتي.

لا يَجب أن تتوقعوا السعادة الفَورية هُنا، بل رُبما تجدون تعاطفًا مع أعبائي وبالطبع ذلك ليس هدفي تحديداً بل هذه طريقتي للتخلص من تِلك الأعباء وتخفيف الثِقل عن قَلبي الدامي بِكتابة تِلك الأحرُف والأفكار العَقيمة.

أهلا بكم في ظلامي هنا سأضَع ما يَعجز لِساني عن نُطقه وسأقوم بتفريغ حُمولة قَلبي حتى يَستطيع إلتقاط المزيد ِمن الأعباءْ.

إلى كُل من حَطت قَدمه على أرضِي الهَشة أهلاً بِكَ مُجدداً  ولكن أنصحك بالتمسُك جيداً واحذر السقوط لأنني لا أستطيع إلتقاطك من الأسفل.

لا أضمَن أن يَنال إعجابُك ما تخطه أحرُفي لأنني لَن أُزينها وأغلفها لِتغدو كلمات مَعسولة بل سأضعها عارية من الكذب مُحاطة بالحقيقة.
لَن أكذب عليك وأقول أنكَ سَتقرأ ما يَسر قَلبك هُنا لأنك لَن تقرأ سِوى بَعض الخَواطر التي كَتبتها وانا في خَضم مَعاركي مع نَفسي.

دعونا نسير معًا في هذه الرحلة المعتمة، حيث سأكون صادقة معكم وأفرغ ما في قَلبي وعَقلي، وربما نَتشارك معًا بعض النجاحات الصغيرة التي تتلألأ في تلك الظُلمة.

هُنا حيث يَنساب حِبري بِحرية ويتجلى الصِدق في كَلماتي.

هُنا لا توجد وعود بالسعادة الدائمة أو الحُلول السِحرية، بَل هي رِحلة صادِقة مع ذاتِي بَعيداً عَن أُناسي بينكم أنتم.

رُبما سيُرحَل مع كل حَرف وكلمة جزء من العبء، وتَنعم رُوحي بقليل من السَكينة في بَحر الضَياع. دَعونا نَستكشف معًا هذا العالم المُعقد، ونَشارك قَطرات مِن الألم، وَربما نجد سويًا ضوءًا صغيرًا في غمرة الظلام يُضيء لنا الطريق إلى الأمام.

سأضع أفكاري المتناثرة هُنا، تلك الأفكار التي تتناثر داخل واحة عَقلي كالنجوم اللامعة في سماء مظلمة، تتراقص حول قلبي المثقل بالهموم . تسبح في دهاليز ذاكرتي كأمواج هادرة، وَتحمل معها جزءاً مني.

أحاول جاهدة ترتيب تلك الأفكار، كما لو كانت أوراقاً متطايرة أرغب في جمعها ووضعها في مكان آمن.
لكنها تبقى تحتل مساحة اللاوعي، تتلاعب بي وتختلط بمشاعري بطريقة لا يمكن التنبؤ بها.

في لحظات الهدوء والسكون، أجلس وأقبض بيدي عليها، أحاول أن أضعها داخل راحة يدي كما وَعدت نَفسي، ولكنها تتمرد، تنساب بين أصابعي مثل الرِمال الناعِمة. تأخذني في رحلةٍ غامضة، حيث يَتلاقى الحُزن بالأمل، واليَأس بالشَجاعة.

الآن سأتركها تتناثر، وتحلق بحريتها في هذا الأفق، وأدعوكم أنتم أيضًا لتأخذوا جزءًا من هذه الأفكار، لتسافروا في عالمي الخَفي.

. 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 . 𓂃 .