Part 15

91 12 6
                                    

أرجعت رأسي لمسند المقعد الخاص بالسيارة لأخذ نفسا عميقا وانا أعد الدقائق حتى أصل للبيت وأرمي نفسي على السرير.

كنت بين فترة وأخرى أحدق بالطريق تارة وتارة أخرى أنظر لهذا الجرح في يدي محسًا بعدم الارتياح ناحيته، شاعرًا بنظرات أبي وارون القلقة ناحيتي ولكنهم لم يفكروا بمقاطعة تفكيري او إتعابي.

اخذت نفسًا عميقا محاولا إيقاف تفكيري وإراحة رأسي ولكنني لا ازال أشعر بعدم الطمأنينة داخلي، أشعر أن كل هذا ما هو إلا هدوء ما قبل العاصفة فحسب.

أعاد انتباهي من شرودي توقف السيارة فجأة، نظرت من النافذة نحو الخارج  لأدرك اننا وصلنا واخيرا.

(اليوم التالي، صباحًا)

فتحت عيني بكسل محسًا بطاقتي عادت لي بعد النوم لليلة كاملة، نهضت من السرير لأرتدي ملابسي مقررًا الخروج قليلا.

فتحت باب غرفتي وبدأت امشي متوجهًا للخارج، احسست بقبضة يد أحدهم وضعت علي بسرعة لإيقاف.

"سيدي عليك أن ترتاح"

ابتسمت له وانا التفت نحوه

:"انا بخير كما انني لست طفلا، سأنزل لأتمشى فحسب... لذا لا داعي ان تتعبني"

رأيت بعض ملامح الخيبة على وجه ايريك قبل أن يقول وهو يزيح يده.

:"علم يا سيدي"

ضحكت على ردة فعله بسخرية قبل أن امشي مبتعدا.

نزلت الى الساحة  محسا بنسيم الهواء العليل الذي يلاعب شعري  ، اغمضت عيني لبرهة وانا استمتع بالهواء المنعش.

كانت أصوات الجنود تتعالى في المكان ، هذا الوقت هو وقت تدريبهم الصباحي المعتاد، مضى وقت طويل منذ أن شاركت معهم بالتدريبات.

ابتسمت  متذكرا ايام التدريب القديمة معهم وكيف كنا نستعد سويًا قبل المعارك والحروب، خطيت خطوة متوجهًا باتجاههم الا ان رنين هاتفي قاطعني.

مددت يدي إلى جيبي متناولا الهاتف

- Unknown number -

هذا غريب...

رفعت الهاتف ناحية اذني بفضول

:"مرحبا؟ من معي"

"مرحبا يا مارك"

عقدت حاجبي مركزًا على الصوت، واثق انني سمعت هذا الصوت من قبل ولكن أين؟

عم الصمت لعدة دقائق قبل أن انطق بتردد.

:"انت.. أيعقل انك صاحب الجلالة ألبرت؟"

سمعت صوت قهقهة خفيفة من هناك ثم تنهد الشخص على الهاتف

"نعم انه انا أيها الأمير"

رفعت حاجبي باستغراب، مستشعرًا بوجود سبب خطير وراء هذا الاتصال.

بدأت نبرتي تصبح باردة :" إذا يا جلالتك مالذي تريده؟"
....

صمتٌ آخر عم المكان لعدة دقائق، كنت انتظر سماع إجابته بفارغ الصبر.

سمعت صوته بطريقة الطف من التي اعرفها في العادة

:" اردت في البداية ان اطمئن عليك، كيف أصبحت؟"

حاولت أن احافظ على هدوء اعصابي لكي لا افقدها ناطقًا بقلة صبر ورسمية

  :" بخير"

خرجت همهمة من ألبرت قبل أن يتابع

: "هذا جيد اذا  ، إلى جانب هذا لاشك انك تتذكر انني كنت أريد أن أتحدث معك بموضوع مهم، لذا ما رأيك ان نلتقي ونتحدث به ؟ "

موضوع مهم؟ عما يتحدث بحق الجحيم نحن بالفعل في إمبراطوريتان مختلفان، فما الموضوع الذي سيستدعي ان التقي به شخصيا؟

:" وماهو هذا الموضوع؟"

قال بصوت هادئ

:"ليس بالشيء الذي يمكن الحديث فيه على الهاتف "

مهما كان الموضوع مهم سيكون من الغباء ان التقي معه بدون أن يعرف ابي او اخي.

بدأت أتحدث بنوع من الغضب

:"واذا قلت لك انني لن آتي؟ "

كان لا يزال يحافظ على نبرته الهادئة

:"ولماذا؟"

بدات استشيظ غضبا من هدوئه ليعلو صوتي على الهاتف

:" لانه لا سبب يدفعني للحديث مع شخص وضيع مثلك! لا يوجد بيننا مجال للكلام  اصلا"

كنت اعرف انني بشتمه ارتكب وقاحة وربما ذنبا سأعاقب عليه متوقعا انه سيثور بوجهي بأي لحظة، ولكنه لم يقل اي شيء لم يتفاعل او يغضب عندما شتمته، فضلا عن كل هذا تكلم بلهجة غريبة

:" إذن لا تريد؟"

تنهدت بغضب

:"ومن المستحيل اصلا ان اقبل بهذا "

قال بصوت هادئ

:"إذا ستجعلني اضطر لشيء اخر "

شيء آخر؟ مالذي يقصده؟

فجأة سمعت صوت إطلاق نار، كنت لا ازال بمرحلة عدم وعيي، لدرجة انني لم أدرك ان الطلقة اصابتني انا.

نظرت إلى ذراعي التي بدأت بالنزيف بشكل غزير،

" أيها الوغد!"

نهاية البارت 15

اذا علقتوا ثلاث تعليقات بنشر بارت كمان اليوم 💓

Traitor خائنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن