Part 29

116 10 29
                                    

"ابلغ امبراطورك اللعين ان مارك جاء ليسلم نفسه"

تردد صوت كلماتي في ساحة القصر، ليعم بعدها الصمت المكان لدقائق.

كانت نظرة التردد والتعاطف بعيون الجنود تجاهي واضحة عليهم، حسنا من كان يتوقع انه سيأتي اليوم الذي سيلقون فيه القبض على الأمير الذي انقذهم في الماضي؟ يا لها من سخرية سارت لها الأحداث .

اطلق الجندي تنهيده مرتبكة وهو ينظر ناحيتي تارة ثم ناحية الجنود خلفي تارة أخرى ويقول بصوت متردد يحاول جعله حازمًا

:"امسكاه جيدا ولا تدعوه يهرب، سأذهب لابلاغ الإمبراطور بهذا "

احاطت بي فورا ذراعي جنديين من حولي باحكام لتثبيتي من مكاني ومنع اي مقاومة قد أبديها بينما التفت الجندي الآخر مغادرا لداخل القصر، ليس الأمر وكأنني لا أستطيع الافلات من قبضة هذين الضعيفين ولكني كنت اعرف جيدا ان ليس من صالحي إظهار اي مقاومة.

ضحكة مكتومة ساخرة خرجت من شفتي وانا اخفض راسي محاولا امسكاها، توسعت عينا الجندييان بارتباك وهما ينظران لي.

قلت بسخرية وانا اضحك

:"يا لها من طريقة جميلة لرد المعروف، انا من أنقذت نصف الجنود هنا ووظفتهم بالجيش الإمبراطوري ودربتهم بنفسي حتى لا يتم نفيهم .... وها هم الآن يلقون القبض علي بأنفسهم"

خففت قبضة ذراعيهما علي بارتباك وصدمه بينما ركعت وانا اضحك بهستيريا ثم نظرت لهما نظرةً فارغة بينما انا ابتسم بسخرية

:" كم انا ممتن حقا على ولائكم هذا يا رفاق! "

فتحت عينا الجندييان على مصرعيهما بملامح صدمة، تنهد أحدهما بحزن محاولا ان يجد كلمة مناسبة

:" سيدي نحن...."

:"مارك!!"

تردد صوتٌ حاد بالمكان، لم احتج ان أقف على قدمي والتفت لاعرف مصدر هذا الصوت ومِمَن، نظرت ناحية الأرض ببرود دون أن التفت مُتَمْتِمًا

:" أيها اللعين....."

سمعت تنهيده سخرية صدرت من خلفي ولكني لم أكلف نفسي عناء الالتفات، بدأ صوت خطواته على الأرضية يتردد وهو يقترب مني من الخلف.

كنت أشعر أن صوت خطواته وهو يقترب مني يستغرق وكأنه ساعات، وكان عالمي كله توقف لدقائق، ولم ارد الالتفات أبدًا.

خوف؟ اشمئزاز ام حقد؟

لم أكن اعرف ماهي ماهية شعوري بالضبط كل ما كنت اعرفه انه كله يقود إلى نفس الفكرة البغيضة

'انتقام'

سمعت صوت خطواته تتوقف من خلفي محسا به يقف خلفي تماما ولا يفصل بيننا سوى خطوة او اثنتين على الأكثر، كنت أشعر بنظراته وهي تخترقني من الخلف حتى لو لم أكن انظر احسست بها، وضعت يده من الخلف على كتفي وصوته المعتاد همس في اذني

Traitor خائنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن