Part 16

102 8 9
                                    

رفعت راسي نحو المكان الذي اطُلِق منه علي ولكنني لم أرى من اطلق... قد هرب
شددت على يدي بقوة، محاولا إيقاف النزيف قدر الإمكان.
وجهت نظري إلى هاتفي الملقى على الأرض الذي كان مكسورا لأنني اسقطته
صرخت بكل قوتي "ذلك الوغد الحقير!!!"
كان الحراس حالما سمعوا صوت إطلاق النار بدأوا يركضون ناحيتي
كنت احدق بهاتفي بغضب، ذلك الوغد!! كيف يجرؤ اقسم اني سأجعله يدفع الثمن
-"سيدي!!"
-"احضروا الطبيب الأمير مارك مصاب،"
تتابع ذلك مع الحراس الذين ركضوا نحوي وامسكوني
-" سيدي انت بخير؟! مالذي حصل"
بقيت صامتا..... كنت أحاول ربط الأفكار براسي وتجميعها
" مارك!!! "
امسك ذراعي أرون
" هيا ألم يصل الطبيب؟! "
قام ارون بسحبي بشكل خفيف إلى الداخل، كان تركيزي ليس معه بالأصل ولا بإصابتي، كان كله بالامبراطورية الشرقية.
(بعد ساعة)
كان الطبيب ينهي بالفعل خياطة ذراعي وتضميدها، وضع اخر لفافة شاش على ذراعي وربط عليها، قام بتعليق الضماد وتثبيتها برقبتي
ابيل بقلق :" إذن هو بخير صحيح!؟"
نهض الطبيب وهو يعقم يديه :"اه نعم لا تقلقوا قد أوقفت النزيف بالفعل، كل ما يحتاجه الآن ان يرتاح وان لا يستخدم يده هذه كثيرا"
وجه نظره لي :" كتبت لك دواء يجب أن تأخذه لمدة أسبوعين حسنا؟"
لم أكن مصغيا تماما لكلامه ولكنني هززت راسي له" حسنا فهمت شكرا لك"
حمل الطبيب حقيبته وخرج من الغرفة
جلس والدي أمامي بوجه جاد
" مالذي حصل؟ أخبرني كل شيء ولا تغفل عن أي تفصيل"
تنهدت قليلا ثم اجبته بهدوء :" خرجت لكي استنشق بعض الهواء،اردت ان اصفي ذهني لذا أخبرت ايريك انني سأذهب وحدي كنت قد وقفت بزاوية من الساحة ولكني سمعت صوتا غريبا.... لم أعرف ماذا كان، حالما التفت ناحيته أحسست بالرصاصة اصابتني..... حاولت أن أعرف من اطلق ولكنه هرب"
تنهد ابيل بهم :"إذن لم تستطع ان تلمح اي شيء عنه؟ "
مارك :"لا"
وضع ابيل يده على رأسه :"لماذا يحدث كل هذا بحق؟ ".
نهض أرون من مكانه :"أراهن ان مارك متعب الان يا أبي"
هز ابيل راسه ووقف :"معك حق ساتركه ليرتاح،ابقى معه إذا احتاج شيئا.. أما أنا سأذهب لمراجعة كل كاميرات المراقبة واستجواب الحراس لا يجب أن ادع الأمر يمضي بعد أن وصل الأمر لايذاء ابني"
خرج والدي من الغرفة
امسك أرون كأس ماء وقربه ناحيتي "عطشان؟"
مارك :" اه نوعا ما"
أرون :"هل تريد أن اساعدك بشربها؟ "
مارك :"بربك يا أرون ذراعي اليسرى هي المصابة وليست اليمنى"
كان ارون يحدق بي بامعان
مارك :"ما بالك؟ لما تنظر إلي هكذا؟ "
أرون :"لماذا كذبت علينا؟"
مارك :" لم أفهم؟"
اقترب مني أرون :"لماذا تستمر بالكذب علي؟ "
مارك :"اكذب عليك بماذا؟"
أرون :"كنت تتحدث بالهاتف عندما اطلق عليك، لقد كنت اشاهدك عندما خرجت، واردت ان اذهب اليك ولكن اطلق عليك قبل أن اتي"
حدقت به بنوع من الارتباك، حمدالله انه لم يكشفني امام والدي
نظر لي أرون بحزن :" على الأقل أخبرني بصدق بماذا يحدث معك... لماذا تستمر بدفعي بعيدا؟ "
وضعت يدي على يده" انا فقط احاول ان أحميك لا أريد أن تتأذى بسببي"
أرون :"إذا أردت أن لا اتأذى أخبرني بكل شيء"
مارك :"انا __"
أرون :"في البداية عدني انك لن تكذب علي"
صمت لعدة دقائق
أرون بنبرة حازمة :" عدني يا مارك"
مارك :"اعدك"
قد أخبرته بصدق بما حدث معي من اتصال ألبرت الغريب إلى حين إطلاق النار علي
أرون :"ذلك الوغد!! كنت بالفعل غير مرتاح له ولاولاده لماذا لم تخبر والدنا بالحقيقة؟! "
مارك :" لو أخبرته الآن قد تنشئ مشكلة كبيرة بين الإمبراطوريتان ونحن بالأصل لا نملك دليلا على أنه هو "
أرون :" قال والدنا انه سيذهب لمشاهدة الكاميرات"
مارك :"من المستحيل أن يجد شيئا لا شك انه يملك خونة يعملون معنا لذا اعتقد انهم يعرفون بمواقع الكاميرات والحراس وتحركوا بطريقة لم تلتقطهم فيها"
ضرب أرون يده بالحائط بقوة :"سحقا "
ارجعت راسي للحائط خلفي واسندت راسي عليه، لم تكن اصابتي او من سببها هي من يشغل تفكيري فحسب بل الإمبراطور "ألبرت"
وأولاده اليوت وبرايدن وايفان، مما يزيد حيرتي هو مواقفهم الغريبة ناحيتي لدرجة انها تجعلني أشك في نفسي... هل هم أعدائنا ام لا؟
من الموقف الأخير فالجواب واضح نعم... لكن ما حصل في مسابقة الصيد.. عندما انقذني اليوت ما كان السبب؟
هل يعقل انهم كانوا يحاولون كسب ثقتي، اذا ما فعله اليوت عندما كنت افقد الوعي صحيح! وكانت ابتسامته عندما فقدت الوعي صحيحة وليس وهما او هلوسة مني.
اذا هل يعقل انهم من جعلوني افقد وعيي؟ كان ألبرت عندما استيقظت مباشرة كان يحاول نفي الشبهات واخبرني انه اغمى علي من التعب... إذا هل كان ذلك الوغد يغطي على الأمر؟! في تلك اللحظة عندما ناولني برايدن المشروب من المرجح انه كان يحتوي مخدرا، ولكن لماذا فعلوا هذا؟
مالذي قاموا بفعله بي عندما فقدت الوعي او مالذي استفادوا منه تحديدا.
كانت كل تلك الأفكار تدفعني للجنون.
"أرون؟"
نظر أرون بعيناه الخضراوتين ناحيتي "نعم؟ "
مارك :"فقط اريد ان اتأكد من شيء... عندما فقدت وعيي هل كنت من احضرني عند والدي؟"
أرون :"بصراحة لا.... كنت قد ركضت مسرعا انا وايريك لإحضار الطبيب ولكن اليوت حملك وقال انه من الأفضل أن ناخذك إلى عند الإمبراطور إدوارد ..... كنت قلقا عليك لذا استمعت اليه وذهبت لإحضار الطبيب"
"مارك :"وتركتني معه؟"
أرون :" بالطبع لا! هل تظنني قد ادع ذلك الوغد يتفرد بك؟! كان نصف شباب المسابقة يحومون حولك وكايل كان معك "
لا أعتقد أن شيئا كهذا قد يجعلني اطمئن.... لان اليوت لو قام هو بإحضاري سيكون أمامه متسع من الوقت قبل أن يصل إلى مكان الإمبراطور ادوارد والذي من الطبيعي ان لا يلحقه احد عند دخوله المنطقة، ربما قد تكون تلك المدة بضع دقائق،ولكن بالنسبة لهم ستكون اكثر من كافية اذا أرادوا فعل شيئ.
"مارك؟"
التفت ناحية أرون الجالس بجانبي
أرون :"مالذي تخطط لفعله؟"
مارك :"لحد الآن لا شيء "
نهض أرون من مكانه :"ماذا؟! اسنتركهم يفعلون ما يريدون بنا وخاصة بك انت من الواضح أن إصابتك اليوم لم تكن الا البداية"
اخذت نفسا عميقا :"أصابتي اليوم لم تكن سوى محاولة لإخافتي، لو أرادوا قتلي لكانوا فعل هذا اليوم لا سيما انني لم أكن مدرك للاتجاه الذي اطلق علي منه لذا كانوا بسهولة يمكنهم أصابتي بصدري او رأسي بدلا من ذلك"
أرون بنبرة حادة :" ولماذا لم يفعلوا هذا؟ ألم يكن افضل لهم ان يقتلوك ويتخلصوا منك مادام ان الدليل الذي يدينهم غير موجود "
نظرت نحوه بهدوء :" وهذا ما يحيرني، لاشك انهم يخططون لشيء ما....ويجب أن أعرف ما هو "
هدأ أرون قليلا ثم أعاد ترتيب شعره للخلف :"إذن انا معك"
نظرت نحوه :"ألديك خطة ما؟ "
ابتسم لي
" نعم نوعا ما "
نهاية البارت 17

Traitor خائنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن