02

490 90 76
                                    

" لا تحكم على رواية من بداية ، تعمق فيها لتكتشف سحرها "🎀


لطْفا يا سكَاكر ، أوهجوا تلك النجْمة ، فوهْجُها تجبِر خَاطري ✨

***

جُلنَارْ 

***



" جَدِي .. هَلْ أبْدُو لَكَ فَتاةُ رِيفْ .. بمًكَانتِي الرًاقِية كَيفَ تتًوقعُ مِنِ يدًاي هَاتهْ أنْ تُصَافحْ أيدِيهمْ القًذِرَة  " 

أعْربت ذُو  أثنَا عَشر عًامَا ، بكَلماتهَا الطَائشَة أمامَ  ذًلكً شيخ ذو رونَق هادِئ و مَلمح أشتدَ غيْضا من حَفيذتهْ .

" جُلنَار ..  " همَس بصريرْ مشتدْ بَين أسنًانِه منضغطَة بقوُة ، و كَم هُذا العجوزُ متذًاكٍ ، هدَأ من روعهْ و رسمَة أبتِسامة  جًاعلا من حَفيذته تَشتاط غيضَا ،فخطَتها بإغاضَته وُ طَردِها من قريَة و عودَة الى مدِينة لم تنجَحْ 

" خُذِي هَذه الفطَائر وَ وزِيعِيها علَى جِيراننَا .. وَ لا تفكِر بالعودَة  الا وَ أنتي خَالية يدَين "  ، أرَادتْ جُلنار المُعاندَة لتتلقًى نَضرَة محتدَة من جَدها .. 

قطَبت حَاجِبيها غَيضَا ،لترحَل بخطَاها المتضًاربة على أرْض تَاركة ذًلك الجدْ  متنهدْ  نَاهضا من مَضجَعه  يطَالع الفراغْ بأعينهْ مترهِلة  .. لمَا مًا دًار من حوَار بًينه وَ بين حَفيذته الصَغيرة  




" لا أحَد يجبرنِي ، كيف يتَجرأ جَدِي عَلى طًلب منِي ، أنَا بالكادْ أتحَمل قبوعِي بهَذه القرْية الوسخَة "

بتَمْتمَة خَفيفَة تدُور ذهابا وُ أيابَا ، تحْت أنظَار الخَادِمة التي تحِمل فيها السلَة من فطَائِرْ .

سيدَتي الصُغيرَة ، جدُك طَلب أن نَرافقكْ الآنْ وَ ..

فتقاطِعها صُراخْ الأخرَى بوجْها المحتدْ و اضطِرابْ تنَفسها مما جَعل الخادِمة تَرتعشْ خَوفا 

مارْسيلْيا أنا لنْ أذْهبْ ، وَ أخبِري جدِي أنَ ..

فإذَا بِها تَشعُر بيدْ تَشتدُ عُلى كَتفهَا ،زَمت شِفَاهُها عُبُوسا لتَلتفت ببطْء  هَامِسة بخُفوتْ شدِيد  " أخِي .." 

أشَر الأخْ بمُقلتًاه للخَادِمة لتغادِر ، لتُومئ الأخرَى بطَاعَة ، وَ تَبقى الصُغْرى مَع أخيهُا الذي يدْعى بـ جَهيدْ ..

" جُلنَار لَيستْ منْ عَادَاتكْ رفْض جَدِي .."

همَس الأخْ ببحَتهْ الغليظَة محيطَ جُثمَانَ الصغْرى بَين ذرَاعيْه الَى صدْري وُ يمَرر يدَاهُ الخَشنَة عَلى خُصيلاتها الفحْماء طَويلة بلطْفْ 

 "جُهيدْ .. جَدي لا يحِبني ..

بِنَبرة كَانت هَادِئة وَ ناعمَة وَ رقيقَة ، كَانت نَبرتهُا مزيجٌ منْ صدْق شعُورها الحزينْ وَ بَين رجْفَة طُفولية بَريئَة ، ممَا جَعَل الأخْ يكَوب وجْنتيها وَ يرفُع أنظَارها الحزينَة لهْ 

" مَا الذِي جَعلكْ تفكَرين بذَلكْ حُلوَتي؟

قَطَبت حَاجِبيها لتُشيحُ بمُقلتَيها جَانِبا  تلْقي نظْرة الى فراغْ تَستَذكِر بِضْعا منْ ذِكْرياتهَا.  

" يبعُدُني عنْ رفَاقي .. 

رمَش الأخْ برْهَة ، ليتنَهدَ بقِلة الحِيلة لوُصولهْ لنتيجَة وَ معْرفة مُا يجْري بتحْديدْ 

"  رِفاقكُ سَيئونْ يَا جُلنَار ..

مَيلت جُلنَار شفاهَها بحزنْ طُفولي ، لتناظِره بلِؤلُؤتاهُا فحْماء ملتمَعة بدُموعْ منحَشرة بالأطْراف قُائلَة 

" حَتى أنْتَ يَا جُهيدْ ، حَتى أنتَ تظُن أن رفاقِي هكَذا ..

" أوْلياؤهمْ متْرفونْ يَا جُلنَار .. عَلى أقل جـَدِي لمْ يمنعكْ دَائما لرؤْية رفاقكْ .."

دَفعتْه بذِراعَيها لتلفْ انظَارها جَانبا تمْسع مقلتًاه بطَرفْ أكمَامها ، لتناظِره بغَيض .

" كُلكُمْ لَا تحِبون السعَادَة لي ..

" برَبك جُلنَار ..

لتُقاطِعه بهْروَلتها مغادِرة للغُرفة تَاركَة ، أخَاها يناظٓر مغادَرتها بهُدوء لِيلتفتَ الَى  تلكَ زاوية القابع بها الجدْ 

"  مَعك حَق جدِي .. يجِب أنْ نَضعَ حَلْ بتعَلقها هَذا .. 

تَبسمْ الجدْ مقتًربا من حَفيذهْ ليربتْ عُلى كَتفهْ يطْمئن أياه بنَبرة أكْثر غُلظَة  الشبيه بنبرة الحفيذِهْ .

" لَا تُقلقْ مَنْبتُها جَيدْ ..أمْر إصلاحِها لنْ يكونَ صعْبْ .."


ناظَره الحفيذْ بإبْتِسامة ، ليتَذكر فجْأة فيحْشر يدَه بجَيب ستْرة  مخْرجا وردَة ، معطِيا اياهُ الى الجدْ قائلا 


" جـدي لقدْ أحظُرت الوردَة كَما أمَرت ..






THE BOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن