04

161 51 41
                                    


لطْفا يا سكَاكر ، أوهجوا تلك النجْمة ، فوهْجُها تجبِر خَاطري ✨

***

الْكِتابْ 

***



أقَلْ مَا ينْعتْ بالمَكانْ التِي أخَذْتها لهُ الحَسْناءْ ، بَاهِرْ ، تِلكَ الرُفوفْ الخَشِبية التِي تفوحُ منْها رائحَة الكُتب المصطَفة القَديمَة ، مَعَ جُدرانْ تَمتدُ منهَا تَماثيلْ بَشرية حامِلة للمَصابيح المُضاءَة. .. وَ رونقْ الدَافئ التي كَان يبْعثهْ القَبو في نَفسهَا 

قَاطَعتْ سلْسلَة تَأمُلاتِهَا ،الحَسنَاء بوَضْع أمَامها كُتَيبْ ، ذُو غلافْ بُنِي محْفور عَليهِ كَلمَات عَربيَة مزخْرفة بالْخطْ الكوفي و بإتقان   " الهَوَى  " 

" لِما اسمُه  - الهَوى-؟ 

جَلَستْ الحَسنَاءْ ، لتمُدَ يدّاها تحْضن كُفوف جُلنَار بلطْف ، ممَا أشعَر الصُغرى بالغَرابَة وَ انكَماشْ القليلْ وً نُفران الطَفيفْ منهَا ، ممَا أجْبر الحَسناء بتوْضيحْ .

" سَتعرفينَ ذَلكَ في نَهايَة وَ لاكِنَ قَبل أنْ أريكِ شَيئا .. سأسألكِ  

قًلبتْ جُلنَار عَيناها بضجْر ، فًيجبْ أنْ تحْتضن هَذا السُؤالّْ في رفوفِ ذَاكرتهَا حَتى يحينْ الوقتْ طَويلْ ، وَ هي أكْثر عالمَة أنَ العنكبوت سًتنسجْ خيوطَها على ذًلك الرفْ ، وَ تنْساهْ  ، همْهمت الصُغرَى لهَا لتهمْ بألقاء الحَسناء سُؤالهَا 

" تُحِبينْ قِراءَة الكُتبْ ؟

أثَار ذَلكَ السُؤال ردَة فعْل تعدْ منَ إسْتغرابْ و إنزِعاجْ  فهِي لا تحِب ان يتمْ سُؤالها عَلى شَيء لمْ تمَارسهْ وَ سؤالْ حَسناء كَان وَتر مزعجْ قليلا ، فهِي لمْ تقرأ كتابَا ألا كتب مدْرستها .

وَ بذلكْ أخَذت صُورَة تُقلل من قيمَة الكُتبْ ،تعْتبر أن الكُتب مَضيعَة للوَقت وَ جهدْ الفكْري ، فلُا شَيء ممتعْ فيهْ ، وَ كَانت هَذه الفكْرة مخَصصة للكتب المنهجْ الدراسي الضَعيفْ وَ هي طَبقت رأيهُا على جَميعْ الكُتبْ  . 

" لَا أحِبْ ..

هَمْهمت الحَسناءْ بتفهمّْ ، وً أخًذت برهَة من زًمنْ تناظِر الفراغْ بشرودْ ممَا جَعل الصُغرى تَشكْ في فعَاليًة اجَابتها ، أكَان جَارحْ ؟ 

" حَسناءْ ..

" مَا رأيكِ أنْ تَقرأينْ هَذا الكِتابْ ؟ 

لحظَة الصمْت وَ خيطْ بصَري موصُول بًينهمْ ، وَ كانت الأبْصارُ الحَسناء غَلابْ ، أبْصارهَا كَانتْ رزِينَة كَانت مقنِعَة لدَرجة عظيمَة ، تكادْ تقسمْ جُلنارْ أنْ هاتهْ مُقْلتانْ أشبهْ بمُقلتا الجَدْ  ، تَساءلتْ ،هَل هناكَ ما يًشترك بَين حَسناء وُ جدهَا؟ 

THE BOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن