16

50 14 20
                                    


لطْفا يا سكَاكر ، أوهجوا تلك النجْمة ، فوهْجُها تجبِر خَاطري ✨

***

حَقِيقَة نَاقِصَة 


***


بدَت كَأوراق خـريف ، جـافة و تالفَة و تكادْ تتلاشَى ، تكاد تفقدْ آخر ذَرات طـاقَة لهَا  .

تَشعرْ  بأنفاسهَا ضَيقة على صدْرها رغمُ شساعُة البيتْ  ،  لا تشعْر بالإرتياحْ ، قلبها ينغزُها في كُل خطْوة تخطيها مع فيروزْ التي تجُرها الى حديقَة البيتْ ، تاركين وراؤهمْ جيمين الذي يشتم أخته بصوت عالي و هو يجلِي الصحونْ 

" هَا هي حديقَة البيتْ ، كبيرَة للغاية أليس كَذلك ؟! " 

تَبسمت فيروزْ متخصِرة بيدَاها ، تأخُذ نظرات عشوائِية للحديقَة الخلفية للمنزلْ ، التَفتت الى جلنار التي لم تعطي ردَة فعل واضحَة ، شعرتْ بالإحباط حقا لأنها لم تشاركها نفسْ أعجابْ 

"  أخِي في بعْض أحيانْ يحظر أصدِقاؤهْ الى هنا ، يقيمون حفلة ممتعة ، و بعض أحيان أبي يعزم أصدِقاؤه لحفلة شواءْ " 

همْهمت جلنار بصوتْ منخفضْ  ، قضمتْ شفاهها بلطْف تتحَسس وجنتها بأناملها بلطف تشعر ببرودتهم شديدَة  رغمْ سخونة بشرتهَا ، لا تريد مُصارحة نفسها انًها أصابتها وعكَة صحية الآنْ  ، على أقل ليس الآنْ 

عمَ الهدوء عندما التزمت فيروز الصمتْ ، و جلنار التزمت أيضا صمتا فوق صمتها ، سمعت جلنار تنهيدات فيروزْ ، و اتتبعتها بأنظارها وهي تجلس بهدوء فوقَ أحدى مقاعدْ مقابلة لبعضهم بعض تتوسطهم طاولة صغيرَة بهَا كتبْ ،أرادتْ أستفسار عن حالِها ، و لاكنها شعرت بثقل سؤال في فاهها 

" غدًا أول أيامِ الجامعَة ، لأكون صَريحة معكِ ، أنا لستُ مستعدَة .. " 

جَلستْ جلنَار بجانبها بهدوءْ ، ثَبتت أنظارها على فيروزْ التي كانت بالفعلْ تناظِرها بهدوءْ أيضا ، نظفَت حَلقها ، ترمي بأنظارها بعيدَا قائلة بأخفض نبرة لديها 

" وَ لا أنا ، لستْ مستعدَة لأي شَيء ليست فقطْ الجامعة ، أتمنى أنْ يتوقف وقت لأرتبَ نفسي من جديدْ .." 

أنزلتْ فيرُوز أنظَارها ، هي أعلمْ ما تعني بكلامهَا ، هي أعلم ما حدَث معهَا ، و كيف أثر ذلكَ على نفْسيتها ، هي تعلمْ جيدَا كيف مرتْ تلك الأيام الخانقة عليها ، أيام صَامتة كصمْب مقابِر الأمْوات ، أيامْ تباطَأت فيها ثوًاني عندَما كانت السكَاكين تطعن في قلبهَا و في حُنجرتها 

THE BOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن