الفصل الثامن عشر ( الجزء الثاني )

2.1K 150 17
                                    

نهضت من مكانها بروح محطمة ...

اتجهت بآلية أسفل مرذاذ المياه التي أخذت تنهمر فوق شعرها وجسدها بالتوازي مع دموعها التي شقت طريقها فوق وجنتيها ...

بقيت لفترة لا تعرف كم استمرت حتى تحركت بعدها تسحب منشفة ضخمة تحيط بها جسدها الواهن بشكل غير مسبوق ...

توقفت أمام المرآة لثواني قبل أن تمسحها بكفها تزيل آثار بخار المياه فتظهر صورتها بملامحها شديدة الإحمرار وعينيها اللتين بدتا كبركتين من الدماء ..

تنهدت بوجع لا آخر له وهي تفتح صنبور المياه ثم تغسل وجهها بالمياه الباردة عدة مرات مرارا قبل أن تجذب منشفة جانبية تمسح بها وجهها فتنتبه هذه المرة لجرح شفتها الواضح قبل أن تنحدر عينيها نحو رقبتها فترى آثار ما فعله بوضوح ثم منطقة ما فوق نحرها والتي تحمل كدمات خفيفة تشي بعنفه الغير مسبوق معها ...

شعرت بقشعريرة على طول عمودها الفقري جعلتها تحتضن جسدها بقوة دون وعي وعقلها يغيب مع تلك اللحظات المؤلمة التي عاشتها بين ذراعيه والتي لن تنسها أبدا بل ستبقى مطبوعة في ذاكرتها وروحها إلى الأبد ...

شعرت بخوف بديهي من خروجها ورؤيته مجددا ...

خشيت أن تراه ...

لا تصدق إنها باتت تخشاه ....

جرت قدميها بصعوبة إلى الخارج وقلبها ينبض بعنف وخوف لم تشعر بمثله مسبقا ...

غادرت دورة المياه لتنصدم بعدم وجوده في المكان ...

دارت ببصرها في أرجاء المكان بحيرة ...

اتجهت نحو السرير تجلس فوقه بتعب وعقلها يفكر في سبب مغادرته الغرفة ...

هل شعر بخطأه ..؟! هل يخجل من رؤيتها بعدما فعله ...؟! هل سيندم ...؟!

بقيت تفكر في سبب رحيله بحيرة قبل أن يبدأ القلق يتسرب إليها فأخذت تتسائل عن المكان الذي ذهب إليه وماذا يفعل ...

هل ذهب إلى إحدى الغرف المجاورة أم غادر المكان كله ...؟!

انتفضت من مكانها بحيرة وقلق لتتجه نحو خزانة الملابس تسحب ملابس عشوائية لها ترتديها قبل أن تغادر الغرفة بحثا عنه ...

***

يتكأ على سور الشرفة العالي بيده السليمة يتأمل السماء الشبه معتمة لا يضيئها سوى بضعة نجمات قليلة متباعدة ...

عتمة روحه لا تختلف عن عتمة السماء سوى إنها تفتقد حتى ذلك الضوء الضئيل الذي يخفف تلك العتمة فلا نجوم في عالمه كما غادر الضوء عالمه دون رجعة ...

نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن