الفصل الثاني

3K 131 36
                                    

الفصل الثاني

تأمل ملامح وجهها بإدراك فوري بينما منحت هي صديقه ومالك الشركة التي تعمل فيها ابتسامة رسمية للغاية وهي تستأذن متحركة بعيدا عنهما مقررة مغادرة الحفل برمته والغضب يسيطر على كيانها بأكمله ...

تبعها مسرعا وهو يلعن غباؤه ...

لم يكن يريدها أن تعرف بهذه الطريقة فهو يعلم جيدا ما ستفكر به الآن وكيف ستتجه ظنونها الى احتمالات غير صحيحة ..

نعم هو من كان وراء حصولها على هذه الوظيفة وهو من سهل لها سفرها الى الخارج واستلامها وظيفة في شركة مرموقة بهذه السرعة ولكنه كان يريد دعمها ...

مساعدتها لتحقيق ما تريده ...

كانت تحتاج الحرية وهو سهل لها طريق الوصول إليها ...

هو كان سيخبرها بهذا ...

كان سيخبرها إنه من طلب من صديقه تعيينها في شركته وغير ذلك ...

كان سيخبرها خلال الأيام القادمة حتى لو لم يكن هناك ضرورة حتمية لذلك ...

هو رجل صريح ويحبذ الصدق والصراحة مهما كانت ثمنها في جميع تعاملته ..

" ليلى ..."

نادى عليها وهو يتبعها ليجدها تتوقف لوهلة وهي تأخذ نفسا عميقا قبل أن تستدير نحوه بملامح شديدة الحدة والغضب ...

لم يتوقع يوما أن يرى ليلى الرقيقة بملامحها الناعمة تحمل كل هذا الغضب والحدة ...

ملامحها الملائكية تحولت كليا وهذا أخبره بكم الغضب الذي تسبب به لها ...

تقدم نحوها أكثر وهم بالحديث عندما سبقته هي تخبره بصلابة :-

" لا تقل شيئا .. الأمر واضح تماما ولا يحتاج الى تفسير ..."

قال بصدق :-

" كنت سأخبرك يا ليلى ..."

ظهر التهكم على ملامحها وهي تسأله ببرود :-

" متى ..؟! عام كامل وأنت لم تخبرني ...."

توقفت لوهلة قبل أن تضيف بمرارة :-

" وأنا الحمقاء التي استغربت اختفائك من حياتي بشكل مفاجئ ليتبين لي إنك كنت معي في كل خطوة أخطوها بل كنت سببا في كل تقدم حدث معي خلال العام المنصرم ..."

امتلأت عينيها بالعبرات ورغما عنها شعرت بالغصب منه والألم وهي التي كان من المفترض أن تفرح بحقيقة كونه لم يختفي من حياتها لعام كامل كما كانت تعتقد ...

نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن