انتهت الخطبة ...غادر الجميع ...
فرغ المكان حولها ...
صعد كلا من سكان القصر الى جناحه وبقيت هي وحدها ...
استغلت غياب الجميع بعد هذا اليوم المرهق وقررت أن تبقى قليلا في الخارج ...
في الحديقة الخلفية للقصر وتحديدا في تلك الغرفة الزجاجية الملحقة بها هناك حيث تقدمت الى الداخل بفستانها تتأمل المكان الدافئ بتصميمه الأنيق ...
جلست على أول كرسي وجدته أمامها تحملق بالفراغ أمامها بشرود ...
لا تنكر إنها قضت وقتا ممتعا ...
كانت الحفلة جميلة وكل شيء بدا مثاليا وهي انشغلت مع سولاف ابنة عمتها التي وجدتها لطيفة للغاية ومحبوبة وكذلك مع هالة وفيصل الذي أصر أن يرقص معها ...
تجاهلت عمها وكأنه غير موجود وفعلت نفس الشيء مع راغب ومهند ...
والآن بعدما انتهت الحفلة وعاد كل شيء الى نصابه ، ماذا ستفعل ..؟!
عليها أن تجد حلا ..
عمها يرفض مغادرتها القصر ...
بينما تريد هي العودة الى أمريكا ..
الدراسة هناك ستبدأ قريبا ...
وهي لا تملك أحدا تلجأ إليه ..
لمن ستلجأ ..؟!
أخيها في السجن ...
وريم هي من أتت بها الى هنا ...
هي من منحت عمها الفرصة ليتحكم بها ..
وهاهي الآن حبيسة جدران قصره ...
تنهدت بسأم والعجز يكبلها ...
نهضت من مكانها وغادرت الغرفة حيث الحديقة ...
تسير فيها بشرود وعقلها يفكر مرارا ...
تريد حلا سريعا ...
لقد سئمت من هذا الوضع ...
سارت بقدميها نحو الأرجوحة الموضوعة في أحد جوانب المكان ...
تأملتها لوهلة قبل أن تتجه بعينيها نحو السور الذي يحاوط القصر ...
كان متوسط الإرتفاع ...!
هل يمكنها الهروب ..؟!
سخرت من أفكارها التي بدت حمقاء ...
ليت الأمر بهذه البساطة ..!
اتجهت ببصرها نحو الأرجوحة مجددا ...
والأشجار خلفها ...
لمعت عيناها بتفكير ..
ماذا لو تسلقت الشجرة ...؟!
وقفزت منها على السور ومنه الى الخارج ...؟!
لمَ لا تجرب ..؟!
مالذي ستخسره ...؟!
أنت تقرأ
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح )
Storie d'amoreللعشق نشوته .. حلوة بل مسكرة ... لذيذة و مبهجة ... نشوة العشق تؤدي للإدمان فلا نهاية لها ولا سبيل للتعافي منها ... فكيف إذا كان العشق لاذع ، مدمر ومؤلم ..؟! هل تختفي النشوة أسفل رماد ألم العشق وجروحه أم تبقى محتفظة بذات اللذة رغما عن كل شيء ..؟!