الفصل الثالث والعشرون
"نعم يا راجي ... أريد طفلا منك .. هذه ستكون أمنيتي الأخيرة ... أمنيتي التي سأسعى بكل قوة لتحقيقها وسأنجح لإن عشقي لك يستحق أن يكتمل بطفل يجمع بيننا إلى الأبد ..."
صدمته بحديثها كانت صريحة ...
صدمة فشل أن يخفيها عنها ...
لم يتوقع هذا منها أو بالأحرى لم يكن هذا ما يريده ويخطط له ...
كان يسعى لشيء مختلف تماما ...
يريدها تحيا لوقت أطول معه وجانبه ..
يريدها أن تشفى بأي وسيلة كانت ...
منذ أن علم بمرضها وهو لم يتوقف عن البحث خلف علاجها ولم يفقد الأمل للحظة واحدة ...
هو الطبيب العاقل الواقعي دائما تجاهل واقعية حالتها الصحية وما تخبره به التقارير والفحوصات وتشبث بأمل واهي مقررا أن يتمسك بها بكل قوة ممكنة حتى يصبح حقيقة ساطعة ...
وبينما كان هو يسعى لتمهيد رغبته لها باللجوء إلى العلاج الذي ربما يحمل نتائج إيجابية لها كانت هي تسعى لشيء مختلف لم يخطر على باله فجل ما كان يشغله ويبحث خلفه هو علاجها ...!
" أتفهم دهشتك بما قلته ..."
نطقتها بهدوء ليقاطعها بثبات :-
" نعم ، أنا مصدوم جدا ربما لإن لم يكن هذا ما أسعى إليه ..."
إبتسمت تهتف بذات الهدوء :-
" ما تسعى إليه لن يحدث يا راجي وأنت تعلم ..."
تنهد بصمت بينما تسترسل هي بينما تحتفظ بذات الإبتسامة :-
" أعلم إنك كنت تخطط طوال الفترة السابقة لإقناعي باللجوء إلى العلاج ولكنك لن تستطيع ذلك لإنني أتخذت قراري بالفعل ... أريد أن أموت بسلام ... "
مسح على وجهه بكفيه وشعور العجز يتمكن منه مجددا ...
إنها المرة الأولى التي يتعرض بها لشعور كهذا حيث يقف عاجزا غير قادرا على قول شيء وذلك الإصرار في عينيها يكتفه بقوة ...
تأملته بشفقة كبيرة وداخلها كانت تتمنى لو لا تفعل به ذلك لكن جميع الطرق مسدودة وهي كانت ولا زالت إمرأة واقعية بقدر يجعلها تدرك ما ينتظرها وتستعد له بثبات مثلما تسعى بكل قوة ممكنة للتشبث بأحلامها مهما كانت بعيدة وحلمها الأول تحقق وهاهي تحياه بذات السعادة التي توقعتها بل ربما أكثر وتتمة هذا الحلم يكمن في طفل سيكتمل بقدومه كل شيء حلمت به وحينها سترحل وهي في قمة رضاها ..
أنت تقرأ
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح )
Romanceللعشق نشوته .. حلوة بل مسكرة ... لذيذة و مبهجة ... نشوة العشق تؤدي للإدمان فلا نهاية لها ولا سبيل للتعافي منها ... فكيف إذا كان العشق لاذع ، مدمر ومؤلم ..؟! هل تختفي النشوة أسفل رماد ألم العشق وجروحه أم تبقى محتفظة بذات اللذة رغما عن كل شيء ..؟!