مشهد طويل (٢)

3.5K 85 9
                                    

المشهد :-🙈🙈🙈

تأملها بتروي ...
جميلة وناعمة ....
تمتلك ملامح رقيقة للغاية ولطيفة ...
بشرتها سمراء جذابة وعيناها بلون البن الغامق ...
شعرها البني الطويل يسترسل بخصلاته المموجة على جانبي وجهها ....
لم تكن خارقة الجمال لكنها جميلة على آية حال وملامح وجهها الهادئة مريحة للنظر ومحببة ...
هتف وهو يبتسم باتزان كعادته :-
" أنا سعيد حقا بهذا اللقاء يا آنسة توليب ..."
منحته ابتسامة لا تخلو من الإرتباك الذي كانت تجاهد لإخفاؤه ...
لم تتخيل يوما أن تمر بموقف كهذا ...
تقابل شخصا يريد الزواج منها بطريقة تقليدية للغاية ..
رأها وأعجبته فطلب يدها من والدها بأبسط طريقة ممكنة ...
كانت سترفض في بادئ الأمر لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وقررت أن تراه ...
إياس الصواف ...
شاب ثلاثيني ..ينتمي لعائلة الصواف الشهيرة المعروفة بثرائها الفاحش والسمعة الجيدة للغاية المتوارثة من الأجداد ...
عائلة لا تقل عن عائلتها مكانة وهذا ما يجعل والدها سعيدا بطلبه وإن أخفى ذلك عنها كي لا يؤثر على قرارها لكنها تدرك جيدا إن مصاهرة عائلة مثل عائلة الصواف شيء يدعو للبهجة ...
الأمر لا يقتصر على سمعة عائلته التي أثبتت وجودها بقوة سواء في مجال الإقتصاد او حتى السياسة فإياس شاب ذكي جدا وطموح وذو أخلاق عالي ...
يدير شركات العائلة ويسعى لدخول عالم السياسة من أوسع أبوابه مكملا مسيرة والده الراحل وجده ...!
كان ذو سمعة ممتازة ... وسيم الطلعة ... يكبرها بأعوام قليلة لذا فهو مناسب للغاية لها كما أخبرتها هالة بل والدتها أيضا والتي أبدت اعجابها الشديد به ...!
سمعته يسألها وهو ما زال محتفظا بتلك الابتسامة المتزنة :-
" هل تشعرين بالتوتر ..؟!"
أجابت بسرعة وهي تمرر أناملها في خصلات شعرها بحركة عفوية :-
" أبدا ... لماذا سأفعل ...؟!"
هتف بجدية:-
" ربما لإن الموقف يدعو الى التوتر قليلا ..."
تمتمت بصدق :-
" في الحقيقة إنها المرة الأولى التي أمر بها في موقفا كهذا ... "
" غريب ..."
قالها وهو يضيف بجدية :-
" فتاة مثلك ... جميلة وابنة عائلة كبيرة ومعروفة في البلاد كلها .. يعني فتاة في وضعك يتهافت الكثير عليها ويتمنون الاقتران بها ..."
" ليس الجميع يتزوج بهذه الطريقة ..."
قالتها بخفوت ليرفع حاجبه متسائلا :-
" هل تقنعيني إنه لم يسبق وتقدم لك شاب للزواج بهذه الطريقة التقليدية ...؟!"
شردت وهي تتذكر عدد الشبان الذي تقدموا لخطبتها من والدها منذ دخولها الجامعة ...
لم يكن الأمر غريبا فأغلب من تقدموا لها كانوا يطمعون بمصاهرة والدها وأشقائها خاصة وهي فتاة حسنة المظهر ولطيفة ومثقفة ....
تمتمت بخفة :-
" بلى ، بالطبع هناك من تقدم لوالدي ..."
" إذا هناك الكثير يتزوجون بهذه الطريقة ..."
قالها بجدية وهو يضيف مبتسما بهدوء :-
" ولكن معنى كلامك إنك لم تمنحي من سبقني حتى الفرصة لرؤيتهم والتعرف عليهم ..."
هزت رأسها دون رد لتتسع ابتسامته وهو يخبرها :-
" هذا يعني إنني محظوظ للغاية كونك وافقت على مقابلتي دونا عن الجميع ..."
عاد التوتر يكسوها من فكرة أن يفهم إن خطوتها هذه ناتجة عن إعجاب خاص به هو تحديدا ...
سألها وعيناه تتأملان التردد الذي كسا ملامح وجهها باستمتاع :-
" ما السبب الذي جعلك توافقين هذه المرة على عكس عادتك ..؟!"
ردت بعدما مررت لسانها فوق شفتيها بتوتر خفي :-
" أبدا ... لا يوجد سبب محدد ولكن ..."
قاطعها بجدية :-
" وافقت على رؤيتي بعدما فقدت الأمل في أن تعيشي قصة حب مع شاب ما كما كنت تتمنين ... أليس كذلك ...؟!"
تجهمت ملامحها وهي تخبره بضيق :-
" أنت تتحدث بصراحة زائدة عن اللزوم ..."
ابتسم مرددا ببساطة :-
" عليك أن تعتادي عليّ ... أنا لا أميل الى تزويق الكلام عموما كما إنني لم أقل شيئا خاطئا أو مسيئا ..."
تنهد مضيفا :-
" بالتأكيد أنت مثلك مثل جميع الفتيات أو أغلبهن ... تحلمين بقصة حب جميلة للغاية تعيشينها مع فتى أحلامك المنتظر لكن الواقع ليس دائما هكذا للأسف ... القليل جدا من ينجح في عيش تجربة كهذه بينما واقعيا اغلب الزيجات تتم بهذه الطريقة التقليدية .."
" معك حق ..."
قالتها بخفوت وهي تضيف بتساؤل :-
" هذا يعني إنك بدورك لم تجد فتاة أحلامك ..؟!"
أجاب ببرود :-
" لم أكن أبحث عنها أو أنتظرها من الأساس ... لا فتاة أحلام لدي ..."
أضاف بجدية كست ملامحه :-
" انا رجل عملي ولا أحلم بقصة حب عاطفية تزلزل كياني ... الحب ليس من أولوياتي ...."
لكنه من أولوياتها ... كادت أن تقولها صريحة لكنها تراجعت وهي تهتف بهدوء :-
"حسنا ... فهمت ... ولكن إسمح لي بسؤال آخر ..."
نظر لها باهتمام لتسأل بفضول :-
" لماذا أنا ..؟! على أي أساس اخترتني وتقدمت لخطبتي ...؟! من أين عرفتني أم إنك إخترتني معتمدا على اسم عائلتي فقط ...؟!"
أجابها بجدية شعرت انها صفة ملازمة له :-
" بالطبع اسم عائلتك أحد الأسباب التي دفعتني للتقدم لكِ ولكنني رأيتك قبلها وشعرت بالإعجاب نحوك وعندما سألت عنكِ وعرفت من يكون والدك فرحت كثيرا فأنت تناسبينني للغاية ..."
سألته بتردد :-
" أين رأيتني...؟! أنا لا أتذكر إنني سبق ورأيتك في مكان ما ..."
" رأيتك هنا في النادي ... جذبت انتباهي منذ أول مرة رأيتك بها ... أنت جذابة وتمتلكين جمالا مميزا وابتسامة لطيفة للغاية جذبت انتباهي كليا مع إنني عادة لا ألاحظ أحدا بسهولة فأنا حتى عندما آتي الى النادي أقضي وقتي في ممارسة نشاطاتي الخاصة دون التركيز مع أحد ... لكنكِ نجحت في جذب انتباهي نحوك فسارعت للبحث خلفك وأسعدني ما عرفته عنك ..."
توردت وجنتيها بخجل محبب جعله يبتسم برزانة وهو يسترخي في جلسته مفكرا إن كذبته انطلت عليها فهو واقعيا لم يسبق ورأها على أرض الواقع أبدا كما إنه لا يأتي الى النادي نهائيا رغم اشتراكه سنويا به ....
هو فقط بحث عن فتاة تناسبه وتليق بمكانته فكانت هي أحدى المرشحات التي وافق عليها دون أن يرى صورتها حتى فإسم عائلتها لوحده كفيل بأن يجعلها الزوجة اللائقة والتي تناسبه أكثر من بقية المرشحات معها ...
رأيكم ..؟!
❤️🙈
#إياس_الصواف
#توليب_الهاشمي

؟! ❤️🙈#إياس_الصواف #توليب_الهاشمي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن