" أنا لم أتِ لأجل الإعتذار فقط يا راغب بل أتيت لأخطب هالة منك ... أنا أريد الزواج من هالة يا راغب ... ويشرفني أن توافق على طلبي ..."الصدمة حلت على جميع الموجودين بإستثناء عابد الذي توقع طلبه هذا رغم عدم معرفته بذلك كالبقية لكنه إستطاع تخمين ما ينتويه إبن شقيقته الذي وإن كان يحمل داخله عشقا جارفا فقباله يوجد غضب وحقد مخيفين يشتعلان داخل روحه ووجع خفي يأبى أن يظهر للعلانية ...
تلك المشاعر المتناقضة بين العشق والكره بل والحقد الشديد مع ضعف مشروط صنعوا منه شخصا آخر يتخبط هنا وهناك ...
شخصا يريد كل شيء ...
يريد الإنتقام ..
يريد الفوز...
و يريد العشق ...!
بات شخصا يندفع بشكل أعمى نحو أمنياته ضاربا بكل شيء حوّله عرض الحائط ...
لوهلة تجمد راغب مكانه غير مستوعب ما نطق به هذا الأحمق ...
شحبت ملامح همسة بعدم إستيعاب هي الأخرى وكذلك زهرة التي بهتت رغما عنها ..
والده تجهمت ملامحه بقوة رافضا ما تفوه به من حماقة أما هي فطالعته بصدمة لم تدم طويلا ...
صدمة سرعان ما تلاشت وهي تندفع نحوه تصرخ بكل غضب ممكن وخلفها راغب الذي كان سيهجم عليه في ذات اللحظة لولا إنها سابقته...
" لا ..."
صاحت وهي تتقدم قبلما تصيح بصوت جهوري وإنفعال شع من عينيها اللتين تمردتا قباله بنظرات مشتعلة :-
" لا وألف لا ... ماذا تظن نفسك ...؟! هل تعتقد إنني سأقبل حقا ..؟! ولماذا سأفعل ..؟!"
قابلها بملامح ثابتة لم يهتز بها شيئا ولو بالخطأ بينما صاحت هي بذات الإنفعال :-
" هل تعتقد إن الفرصة أتتك مجددا لتنال ما خسرته مسبقا دون إرادتك ...؟! لتنتقم من والدتك ... ؟! لتكسرني بذات الطريقة لكن وأنا على ذمتك هذه المرة ...؟!"
أخذت نفسا عميقا ثم قالت بثبات تحسد عليه :-
" لا وألف لا .. سأقولها بوضوح ..."
" أنتِ حرة ... أنا قدمت عرضا ..."
قالها ببرود مستفزلتهتف بأنفاس صامدة بإعجوبه :-
" وأنا أرفض .. أرفضك ..."
أضافت عن قصد تتعمد أن تؤلمه كما عذبها طوال الفترة السابقة :-
أنت تقرأ
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح )
Romanceللعشق نشوته .. حلوة بل مسكرة ... لذيذة و مبهجة ... نشوة العشق تؤدي للإدمان فلا نهاية لها ولا سبيل للتعافي منها ... فكيف إذا كان العشق لاذع ، مدمر ومؤلم ..؟! هل تختفي النشوة أسفل رماد ألم العشق وجروحه أم تبقى محتفظة بذات اللذة رغما عن كل شيء ..؟!