الفصل الثالث عشر
تسائلت يوما عن الحب ...
ما هو الحب ...
ولم أجد جوابا وافيا ...
هل الحب حقيقة أم وهم تشبثنا به للتخلص من رتابة الحياة المملة ..؟!
وإن كان الحب حقيقة ، فهل يكون نعمة أم نقمة في حياة من زارهم طيفه ..؟!
كم تسبب الحب بالأذى للكثير ..؟!
كم تحطمت قلوب بسببه ..؟!
كم تدمرت أحلام في وجوده ..؟!
كم شخص عاش تعيسا طوال حياته بسبب الحب ..؟!
وكم شخص بقي يدفع ثمن سقوطه في إثم الهوى طوال عمره ..؟!
كم شخص بقي يتجرع مرارة العشق المؤلم وخيباته ...؟!
كم شخص خذله العشق ..؟!
كم شخص منحه العشق صفعة حولته لشخص آخر لم يعرف بوجوده من قبل ..؟!
العشق خبيث ...
فهو إن لم يمنحك السعادة سيخطف الحياة منك لا محالة ...
وإن كان العشق ظاهريا شعور جميل فواقعيا يحمل في باطنه الكثير ...
يخبئ لك الكثير مما لن تستوعبه ...
قد يمنحك سعادة مؤقتة ...
سعادة تجعلك تشعر وكأنك لمست النجوم بيديك وطفت بين الكواكب التسعة وغرقت في وهج الشمس دون أن تحترق ..
سعادة مختلفة .. غريبة ... مجنونة ...
سعادة ما إن تنتهي يحل محلها الدمار ...
الضياع ...
السقوط ...
الهزيمة ...
وأقسى شيء في العشق هزيمته لك ..!!
وبعد كل هذا يبقى هناك سؤال مهم ، سؤال لا يمكن أن نعتمد له جوابا ثابتا ...
هل العشق هو من تسبب بكل هذا الألم والضياع لنا ..؟!
هل العشق لم يكن أهلا لنا أم نحن من لم نكون أهلا له ..؟!
هل الخطأ منا أم من العشق نفسه ...؟!
هل لا يليق العشق بنا أم العشق نفسه من يختار الشخص الذي يليق به ...؟!
تساؤلات لا تنتهي ...
هل كان الخطأ من العشق الذي ظللنا بأوهام لا وجود لها أم الخطأ منا لإننا سمحنا لأنفسنا في السقوط بذلك الوهم والإنجراف خلفه ..؟!
أم الخطأ يكمن في إختيارنا لأشخاص لا يناسبهم العشق ولا يليق بهم ..؟!
ولكن منذ متى والعاشق يمكنه الإختيار...؟!
كيف يمكنه التحكم في قلبه وتوجيهه حيثما يريد ..
حيث الشخص الصح ...!
أنت تقرأ
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح )
Romantizmللعشق نشوته .. حلوة بل مسكرة ... لذيذة و مبهجة ... نشوة العشق تؤدي للإدمان فلا نهاية لها ولا سبيل للتعافي منها ... فكيف إذا كان العشق لاذع ، مدمر ومؤلم ..؟! هل تختفي النشوة أسفل رماد ألم العشق وجروحه أم تبقى محتفظة بذات اللذة رغما عن كل شيء ..؟!