مشهد متقدم من الرواية

1.5K 106 11
                                    

هو غاضب بل يكاد ينفجر من الغضب ...
تبعته الى داخل الجناح لتتفاجئ به يلتفت نحوها هاتفا بصوت محتقن تماما ووجهه أحمر بشدة وملامحه تنطق بما يعتمل داخله من إنفعال بل هياج :-
" إخرجي الآن يا توليب ... اتركيني لوحدي من فضلك ..."
تذكرت حديثه عن نوبات غضبه المخيفة ...
عن تحذيره لها بأن تبتعد عنه عندما تهاجمه تلك النوبات فهو يخشى عليها من ردود أفعاله الغير محسوبة ..!
ترددت للحظات وهي تتذكر حديثه لكنها تراجعت وهي تهمس بهدوء :-
" لن أخرج ..."
صاح منفعلا :-
" توليب .. من فضلك ..."
تقدمت نحوه بثبات ...
مالت اتجاهه تلمس فكه المتصلب بأناملها تخبره بصوتها الرقيق :-
" سأبقى معك ... "
" أنا غاضب جدا ..."
هتف بها قبل أن يندفع نحو طاولة التجميل يرمي جميع ما عليها أرضا وهو يصيح بصوت مخيف جعل جسدها يهتز لا إراديا :-
" سأجن من الغضب ...."
وقف أمامها يلهث بقوة ورغبة دفينة بقتل ذلك الحقير والتمثيل بجثته تسيطر عليه ...
كان مظهره مخيفا وردود أفعاله غير محسوبة في تلك اللحظة لكنها لم تهتم ...
تقدمت بخطوات ثابتة نحوه ماحية كل مشاعر الخوف والرهبة والتردد جانبا ...
وصلت إليه ومدت أناملها مجددا تلمس جانب وجهه تخبره بتروي :-
" حرر غضبك يا إياس ... اصرخ كما تشاء ... حطم ما تريد .. إذا كان هذا سيريحك ويخفف من غضبك فلا بأس أن تفعله ... المهم أن تهدأ ..."
صرخ بقوة وانفعال :-
" هل تعرفين ما يخفف غضبي بل ينهيه ..؟!"
سألته بهدوء :-
" ما هو يا إياس ..؟!"
رد بعينين مشتعلتين :-
" أن أقتله .. هذا فقط ما يمكنه أن يخفف من غضبي ...هذا فقط ما يريحني .."
أشاح بوجهه بعدها بعيدا عنها متجها نحو النافذة ينظر الى الخارج بأنفاس متفاقمة وهو يرجوها :-
" اخرجي يا توليب .. من فضلك ..."
" لن أفعل ..."
قالتها بقوة هي نفسها لا تعرف من أين أتتها ...
تقدمت إتجاهه تخبره بثبات :-
" انا زوجتك ... يجب أن أكون معك دائما وجانبك في لحظاتك السيئة قبل الجيدة ...."
لمست ظهره بكفها فشعرت به يتشنج تحت وطأة لمستها لتضيف بنعومة صادقة :-
" أنا بالذات لا يمكنك أن تنأى بنفسك عني ... يمكنك أن تبتعد عن الجميع ... أن تهرب من الجميع .. أن تخفي ما تريد عن الجميع إلا أنا ... أنا زوجتك ... نصفك الثاني .. شريكتك في حلو الحياة ومرها ...."
صمته إزاء كلماتها منحها أملا إنه سيتقبل قربها ومواساتها له في تلك اللحظة عكس عادته المنغلقة مع البقية...!
مالت بجسدها نحوه تحتضنه من الخلف وهي تضيف بصوتها الرقيق الذي يطرب أذنيه عادة :-
" أنا لا أحب أن أراك هكذا ... أحزن عندما أراك غاضبا و ..."
توقفت لوهلة تتردد في استكمال حديثها قبل أن تضيف وقد عزمت على قول ما تريده :-
" وحزينا ... "
شعرت بإرتجافة جسده ما إن نطقت كلمتها الأخيرة ...
هو ليس غاضبا فقط ..
هو حزينا .. حزينا للغاية ويكره أن يعري حزنه أمام أي أحد ...!
" سيدفع ثمن ما قاله ... سيدفع ثمنه غاليا ... أغلى مما يتصور ..."
نطقها بنبرة مشحونة وقد تجاهل كلمتها الأخيرة بينما هي ما زالت تعانقه من الخلف لتضيف بعد لحظات :-
" هو يتعمد إغضابك يا إياس ... لا تسمح له بذلك ... "
أضافت وصوتها خرج مليء بعاطفة صادقة يحتاجها الآن أكثر من أي وقت :-
" أنت تحتاج لهدوئك وثباتك الدائم أمامه ... الغضب لن يجدي نفعا .. صدقني ..."
التفت نحوها يتأمل الرجاء المتلهف في عينيها فيخبرها :-
" ليس بيدي ... أنا لا أستطيع السيطرة على نفسي بوجوده ... أكرهه .. أكره رؤيته .. أكره سماع صوته ..."
" وهو يعلم ذلك ويستغله جيدا ... يتعمد استفزازك ..."
قالتها وكفها يلمس جانب وجهه بحنو بينما داخلها سعيد لإنه ولأول مرة يبوح ولو بجزء قليل مما يعتمل داخله ....
كانت تعلم إنه يحتاج الى البوح مهما رفض أن يعترف بذلك ...
هو نفسه لا يعترف بحاجته للبوح ...
لكنه سيفعل ...
سيبيح لها بمكنونات صدره ....
لا بد أن يفعل وهي لن ترتاح حتى تصل الى هذه النقطة حيث يصبح إياس الصواف مكشوفا أمامها دون تزويق ... بكل ما فيه ..
إياس الحقيقي المختبئ خلف الشخصية التي يتعمد إظهارها أمام الجميع ...
حاوطت وجهه بكفيها هذه المرة تضيف وعيناها مثبتتان فوق عينيه الغائمتين ف تلك اللحظة :-
" لا تجعله يستفزك .. لا تسمح له بذلك ... "
" كيف سأفعل ..؟! كيف سأتجاهل حديثه السام وتلميحاته الحقيرة ..؟!"
هتف بها بتعب لتخبره بعزيمة :-
" ستفعل .. ستعاني في البداية لكنك سوف تعتاد على التجاهل مع مرور الوقت ..."
أضاف وهي تمنحه ابتسامة داعمة :-
" وأنا معك ... سأبقى جانبك حتى تتجاوز هذا ... "
" أنا آسف ..."
همس بها بخفوت وكفه تمد نحو احد كفيها يسحبه ويقبله ليضيف بندم :-
" آسف لإنك رأيتني في هذا الوضع ... "
وضعت أناملها فوق فمه تمنعه من اكمال حديثه فتخبره بجدية :-
" أنا زوجتك ... إن لم أكن جانبك في وضع كهذا فمتى سأكون إذا ..؟! من فضلك يا إياس .. لا تضع حواجز بيننا .. لا توجد حواجز بين الزوجين إساسا ..."
ابتسم مرغما .. حديثها أجبره على الإبتسام رغم الغضب والألم اللذين يملئان كيانه ليهمس بصدق :-
" أنت لست مجرد زوجة يا توليب .. أنت نعمة ... هبة من الله ... أنت كنز لو جلت بلدان العالم كله ما كنت لأجد مثله .."
رأيكم ..؟!
تفاعل بليز ...
#إياس_الصواف
#توليب_الهاشمي
#نشوة_العشق_اللاذع

#إياس_الصواف#توليب_الهاشمي#نشوة_العشق_اللاذع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن