الفصل الحادي عشر( الجزء الثاني )

4.3K 173 31
                                    

فتح عينيه ببطأ ليجدها ما زالت تستوطن صدره بعد ليلتهما البارحة ...

ليلة كانت مختلفة بكل تفاصيلها ...

ليلة شعر وكأنها الأولى له معها رغم مرور عشرة أعوام على زواجهما ...

عشرة أعوام لم يشعر بها كما شعر البارحة ...!

البارحة حيث تجاوبت معه بكل أريحية لأول مرة ...

غرقت به كما كان يغرق بها دائما رغم جفائها ... رغم ابتعادها وبرودها ...

كان غارقا بها دائما في جميع حالاتها ...

وليلة البارحة غرق بها مجددا بشكل أعمق وأكثر شغفا وعشقا وجنونا ....!

تجاوبها معه أفقده كل تعقله المتاح ....

غرق فيها ...

غرق ولم يرغب بالنجاة ...

لا يريد النجاة من عشقها ...

عشقها إدمان لا يرغب بالتعافي منه ...

إن فقد عشقها يوما فيعني إنه فقد قلبه والحياة في جسده ...

إن فقد عشقها سيضحى إنسانا ميتا يحيا بجسد خالي من الروح ...

عشقه لهمسة هو الحياة بل همسة نفسها هي الحياة ...

هي كل شيء ...

ودونها قلبه فارغ تماما ...

كل يوم يتأكد من ذلك ...

رغم السنوات التي مرت والمليئة بالنفور والجفاء من طرفها ...

رغم رفضها الدائم ...

رغم كراهيتها المعلنة فشل هو في تجاوزها ...

فشل في تحجيم مشاعره نحوها وشوقه إليها ...

فشل في التعافي من داء عشقها الذي يلازمه منذ الأزل ...

وكأن عشقها مكتوب فوق جبينه منذ لحظة ولادته بل منذ تكوينه في رحم والدته ...

مثبت فوق جبينه كتاريخ ولادته ووفاته وكل مسار حياته ...

عشقها قدره الأزلي الذي لا مفر له منه ولا أمل للنجاة من حصاره ...

أغمض عينيه مستمتعا بشعوره وهي بين ذراعيه ...

تنام بين أحضانه بهدوء وسلام ...

سلام افتقدته علاقتهما لأعوام ....

كل شيء حدث البارحة سيبقى مطبوعا في ذاكرته ...

لن ينساه مهما حدث ...

حتى لو بلغ من العمر أرذله...

شرد مجددا في الماضي وتحديدا في البداية ...

حيث بدأ كل شيء ...

عاد الى الخلف ...

الى سنوات بعيدة حيث انفصاله عن يسرا وما تلا ذلك ...

نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن