الفصل العاشر
العاشق يبقى متطرفا في مشاعره مهما حاول السيطرة عليها ..
تبقى مشاعره هي من تتحكم به ..
تسيره حيثما تشاء ...
ويبقى العشق هو بوصلته ..
هدفه المنشود والذي لا يستطيع الحياد عنه ...
" نعم سأتزوج ، ولكن سرا ... سأجد امرأة مناسبة تكون زوجة حقيقية لي .. سأكون صريحا أكثر .. امرأة تريحني من جميع النواحي ... ولكن سيكون سرا ... كي لا أؤثر على مظهرك ومظهر أولادنا أمام الجميع ... وأعدك إنه لن يعلم أحدا بهذه الزيجة ... أبدا... حتى الموت ...!"
يتزوج ...
يقولها بكل بساطة ...
تأملته بهدوء بينما النيران تشتعل داخل صدرها دون رحمة ...
نيران ربما ستحرقه حيا ...
تابع الهدوء الذي سيطر على ملامحها ...
ثباتها أمامه وداخله كان يتمنى ردة فعل مختلفة ...
لكنها كالعادة .. باردة كالجليد ... جامدة كأنها حجارة لا حياة فيها ...
نطقت أخيرا والسكون ما زال يسيطر عليها :-
" حقك ..! لا يمكنني قول غير ذلك ..."
ابتسم بتهكم خفي فهو كان متأكدا من جوابها هذا ...
لم يكن ينتظر أو يأمل حتى في الحصول على ردة فعل مختلفة ...
هي أخبرته مرارا أن يتزوج ...
عرضت عليه ذلك ...
ليتزوج إذا ولتذهب هي الى الجحيم ومعها مشاعره وقلبه المتيم بها ...
تابعها وهي تتجه نحو الكنبة وتجلس عليها بهدوء ...
ترمقه بنظراتها الصلبة وهي تضيف :-
" وأنا بدوري يحق لي تقرير مصيري حينها ..."
" المعنى ..؟!"
سألها بلا تعبير واضح لترمقه بنفس الهدوء وهي توضح مقصدها :-
" سأتطلق ... تطلقني قبل زواجك من أخرى ..."
تأملها بوجوم امتد لثواني قبل أن يعلق :-
" غريب .. ألم تقولي مسبقا إنه لا مانع لديك من زواجي بغيرك حتى لو علنيا بل كنت تشجعيني على ذلك في الآونة الأخيرة ...؟!"
" غيرت رأيي ..."
قالتها وهي تضحك ببساطة قبل أن تضيف بسخافة :-
" وقتها لم أكن بكامل وعيي ....ربما كانت إحدى لحظات جنوني ..."
اختفت ابتسامتها فورا وهي تضيف بقوة تشع من مقلتيها :-
أنت تقرأ
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح )
Romanceللعشق نشوته .. حلوة بل مسكرة ... لذيذة و مبهجة ... نشوة العشق تؤدي للإدمان فلا نهاية لها ولا سبيل للتعافي منها ... فكيف إذا كان العشق لاذع ، مدمر ومؤلم ..؟! هل تختفي النشوة أسفل رماد ألم العشق وجروحه أم تبقى محتفظة بذات اللذة رغما عن كل شيء ..؟!