دلفت إلى المكان مرددة بصوتها المرح :-
" مساء الخير ..."
" نجمة الحفل وصلت ..."
قالها فيصل بحماس وهو يتقدم نحوها لتعانقه بحميمية معتادة قبلما تشاكسه :-
" أخي الوسيم دونجوان عصره وزمانه ...."
" محطم قلوب العذارى .. زير نساء عائلتنا العريقة ..."
قالتها توليب ببهجة قبلما تتعانق الفتاتان ثم تجلسان بجانب بعضهما عندما همست هالة لتوليب بخفة :-
" زوجك سيحقد عليّ لأنك تركته وجلستِ جانبي ..."
" دعك منه الآن ..."
تمتمت بها توليب بهدوء قبلما تنظر إلى زوجها لتجده منهمك مع شقيقها الأكبر بحديث هام لتعود وتتبادل الأحاديث مع هالة مندمجة معها ...
وعلى مسافة منهما كانت تجلس أفنان بجوار أثير بينما عيناها تتفحصان هالة بتركيز وحذر ...
كعادتها كانت جميلة بل ملامحها تحمل فتنة خاصة وجاذبية خطيرة ...
خصلاتها السوداء والتي إختارت أن تصففها بشكل مختلف حيث تنسدل على جانبي وجهها بخصلات غجرية إستطالت قليلا ...
عيناها الرماديتان واللتان زينتهما بالكحل الأسود الذي أبرز جمال لونها المميز ...
ملامحها الفاتنة بكل تفاصيلها ....
كانت جميلة حد الفتنة ... جذابة بشكل خطير ...
رغما عنها لمست خصلاتها الحريرية الناعمة بلونها العسلي المقارب للأشقر ...
هي أيضا جميلة كما أخبرتها والدتها لكن جمالها مختلف ...
شعرت بيده تقبض على كفها فنظرت له بعينين مرتبكتين ليمنحها إبتسامة داعمة ولم يغب عنه تغيرها حالما طلت الأخرى بإطلالاتها التي كانت خاطفة للأنفاس والبصر كعادتها فسيطرت على الأجواء بشقاوتها وحيويتها ناهيك عن جمالها وعلى ما يبدو إنها تعافت من تجربتها المريرة وعادت كما هي زاهية ، قوية ومشرقة ...
حاول أن يلهيها ببعض الأحاديث متجاهلا وجود الأخرى والذي رغما عنه حرك شيئا ما داخله جعله يتعمد ألا ينظر نحوها ولو بالخطأ ...
بعد مرور فترة قصيرة من الزمن نهض الجميع لتناول العشاء عندما وجدتها أفنان تحمل طبقها وتتحرك إلى الداخل فتبعتها بسرعة مستغلة إنشغال خطيبها مع إبن خاله وصديقه المقرب ...
" هالة ..."
نطقت بها أفنان وهي تقف خلف الأخرى التي كانت تصب الماء بها لتلفت هالة إليها فترى في عينيها نظرة غريبة تحمل نفورا غير مفهوم ...
" نعم أفنان ..."
تقدمت أفنان نحوها ووقفت قبالها تخبرها بجدية وقد تحولت ملامحها البريئة إلى أخرى كارهة :-
" أنت بالتأكيد تعرفين ما أتيت لأتحدث بشأنه معك ..."
وضعت هالة الكأس جانبا ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وهي تخبرها :-
" كلا ، لا أعرف ..."
" أنا عرفت كل شيء ... علاقتك السابقة بأثير ..."
قاطعتها هالة بتحذير :-
" من فضلك يا أفنان .. هذا الموضوع إنتهى .. إياك أن تتحدثي عنه مجددا ... لا أسمح لك ..."
" على مهلك ... ماذا حدث لكل هذا ..؟!"
هتفت بها أفنان بخفة وهي تضيف بسخرية :-
" هل يؤثر بك هذا الموضوع لهذه الدرجة التي تجعلك ترفضين حتى التطرق إليه ...؟!"
" ما تتحدثين عنه يمثل خصوصياتي والتي من غير المسموح التحدث بها ..."
هتفت بها هالة بنبرة صلبة وهي تضيف :-
" والآن أخبريني عن السبب الذي دفعك لتعقبي والتحدث معي ..."
أخذت أفنان نفسا طويلا ثم سألت بحذر وتوتر :-
" أنت لن تخبريه ، أليس كذلك ..؟!"
تنهدت هالة بصمت ثم أجابت بجدية بالغة :-
" لن أفعل .. إطمئني ..."
" سأكون ممتنة لك حقا إن لم تفعلي ..."
تمتمت بها أفنان بتردد لتخبرها هالة بمنطقية :-
" لن أفعل يا أفنان ... لست أنا من تتدخل في أمور غيرها وتفشي عن أسرار من حولها ... لذا إطمئني ... لن أخبر أثير بأي شيء ... أبدا ..."
وقبلما تتحدث الأخرى كان هو يقتحم المكان متسائلا بنبرة خرجت حادة :-
" مالذي لن تخبريني عنه يا هانم ....؟! عم تتحدثين بالضبط ...؟!"مشهد متقدم شوية ..
#أثير_الهاشمي
#هالة_الشامي
#أفنان_عمران
#نشوة_العشق_اللاذع
أنت تقرأ
نشوة العشق اللاذع ( الجزء الثاني من سلسلة ضباب الروح )
Romanceللعشق نشوته .. حلوة بل مسكرة ... لذيذة و مبهجة ... نشوة العشق تؤدي للإدمان فلا نهاية لها ولا سبيل للتعافي منها ... فكيف إذا كان العشق لاذع ، مدمر ومؤلم ..؟! هل تختفي النشوة أسفل رماد ألم العشق وجروحه أم تبقى محتفظة بذات اللذة رغما عن كل شيء ..؟!