| البارت الثامن و العشرين |

838 46 120
                                    

.
.
.
.. يبزغ نور الفجر على تلك الأطلال حيث كان مخيمهم .. و الهدوء يعم المكان سوى من أصوات تلك العصفير التي تعلن قرب شروق الشمس ..
.
.

.. تقدم من خيمتها الخاصه .. وقف بالقرب من المدخل وهمس: سيلينا .. سيلينا إستيقظي

.. سمعت صوته و كأنه آتٍ من أعماق حلمها .. عقدت حاجبها بإنزعاج عندما تكرر المُنادي ..

.. أبعدت الفراش عن وجهها وهي تنهض بضجر قائله: ماذا الآن ؟

.. ثوان و أدركت المكان للذي هي به .. تلفتت تنظر لخيمتها الصغيره بأغراضها البسيطه .. تمددت وهي تلاحظ أقدام أمام خيمتها فهمست: من هناك ؟

أجابها كارلوس: هل تستطيعين القدوم معي قليلًا ؟!

تثاوبت بملل وهي تقول: إلى أين ؟

كارلوس بإصرار: هيا قبل شروق الشمس

.. بكسل أزاحة الفراش عنها و نهضت تسحب معطفها الثقيل فالبرد يتخلل في العظام ..

.. فتحت الستائر و خرجت هامسه: أنت مزعج هل تعلم !

. نظر إلى ملامحها الناعسه و شعرها المبعثر بطريقه زادتها جمالا .. رفعت أصابع يدها تفكر عينيها تحاول التركيز بينما همس: ليس عدلا أن تكوني بهذه اللطافه

رفعت رأسها و أغمضت إحدى عينيها تنظر لملامحه قائله: ماذا قلت ؟

نفى بحركه من رأسه وهو يقول: إتبعيني

.. سار أمامها فتبعته وهي تفرك في عينيها ... لا تعلم كم مضت مده وهم يمشون .. حتى أنهم دخلو للغابه .. لكن في الأخير توقف وهو يقول: هنا

نظرت حولها ولازال الظلام يغلف كل شي: مالذي نفعله هنا ؟

إتكأ على غصن الشجر الذي خلفه: ننتظر

تنهدت وهي لا تملك القوى لتجادلته .. جلست و ضمت ركبتيها وهي تشد معطفها عليها .. إتكأت بذقنها على ركبتها وهي تقول: مالذي ننتظره ؟

كارلوس: شروق الشمس

.. بدت تستنشق ندى الصباح وهي تشعر بالبرد يلفح عظامها .. لا ترى أمامها سوى الظلام .. هل رؤية الشمس وهي تشرق من هنا مذهل ؟ .. لا سبب آخر لجلبها هنا !

.. اكتفت بالإنتظار و لم تتحدث .. بينما كان يتكأ على غصن الشجره وهو يرفع إحدى قدميه على الغصن و نظراته تجاهها .. يتأملها كما يريد .. و النوم جعلها لا تلاحظ نظراته التي يسرقها نحوها بكل إرياحيه ...

.. كادت تغفو وهي تنتظر لولا صوته الذي أيقضها وهو يقول: لقد أشرقت الشمس

.. رفعت رأسها بكسل .. ثواني إتسعت عينيها بذهول وهي ترى المنظر الذي أمامها .. لم تتوقع أن في منتصف الغابه قد ترى مثل هذا المنظر ...

.. نهضت واقفه بسرعه بينما سقط المعطف من على اكتفها .. نظرت لبُحيرة المياه الكبيره الصافيه التي أمامها .. اتسعت عينيها منبهره من تلك الفرشات المضيئه التي بدأت تحوم حول البُحيره ينعكس ضوئها الخفيف على البُحيره حتى بدأ و كأنها نجوم لامعه أسفلها ..

سُحبت إلى أزقة العصر الفيكتوري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن