| البارت الثلاثون |

1K 45 113
                                    

.
.
.
.. مختبأ عن الكل .. مختفي عن الأنظار .. يجلس في تلك الجزء من الحديقه المهجور .. لا أحد يأتي لهنا .. لن يأتي والده ولا أخيه غير الشقيق .. في هذا المكان يستطيع الإنفراد بنفسه ..

ضم قطته المقتوله لصدره يُجاهد لإنزال دموعه .. و لكنها تآبى النزول .. اجبره والده على قتل قطته المفضله تحت مصطلح التربيه .. أنفاسه تختنق آلمًا و حزنًا لكن دموعه لا تنزل ...

" أيها الطفل البكاء هل تظن الدموع قوه ؟ .. إنها لا تدل سوى على ضعفك .. ايها الضعيف "

.. رفع يديه يسد إذنه و كأن هذه الاصوات حوله و ليست بداخل رأسه .. تردد على ذاكرته عبارات والده::..

" لا تقلق .. ستبكي فقط في المره الأولى ثم ستعتاد الأمر "

" حيوان و أنهرت لهذه الدرجه .. أنت الملك القادم لمملكة سافروث العظيمه تماسك قبل أن أقتلك بنفسي "

همس كارلوس الصغير وهو يشد على أذنيه أكثر: يكـفي أرجوك

" خطوه جيده .. في المره القادمه ستقتل البشر دون أن يرف لك طرف .. جيد أنت في المسار الصحيح "

حرك رأسه بالنفي أكثر من مره وهو يزيد من ضغطه على إذنه: أنت مخطأ .. لن افعلها .. لن أقتل

.. خُيل له وجه والده وهو يقول بخبث: " ستكون آلة القتل خاصتي "

صرخ كارلوس قائلًا: أصــــمت

.. انتفض عندما سمع صوت تحطم الأغصان و كأن احدهم داس عليها بالخطأ ..

.. انتفض بخوف فلا أحد يعرف عن هذا المكان سواه .. لن يتخيل ان يكون والده أو احد الجنود .. لن يتحمل ما سيحدث عن علم والده أنه يجلس بالساعات ينوح على قطته .. سيجبره على الأسواء ..

... و طفل في السابعه بلحظة خوف و قلق نفسي سحب السكين التي لا زالت ملطخه بدماء قطته .. و دون أن ينظر حتى ألقى بالسكين في إتجاه الصوت وهو يرجف من الرعب و تنفسه يتصارع كي يجد الهواء ...

... ثوان حتى تجمد في مكانه بصدمه .. فمن أتى لم يكن والده او أحد جنوده .. لقد كان صبي يكبره ببضع سنوات .. صبي ظهر بالأمس أخبروه أنه يكون حارسه الشخصي .. ماذا كان إسمه .. لا يتذكر !

.. لكن المهم أن دماء ذاك الطفل بدت تغطي سترته وهو يقف بصدمه ينظر إلى كارلوس .. الذي ما أن لاحظ الدماء حتى إنهار برعب .. لقد حدث ما قاله والده .. لقد تحقق و أصبح يقتل بدم بارد .. لا لا لن يتحمل .. لن يكون آله للقتل فحسب .. لا يريد أن يكون بقسوة والده !!

.. لن يسامح نفسه .. سيقتل نفسه .. سيتخلص من هذه الحياه لتنتهي كل معاناته .. فهذا الصبي سيركض ليخبر الجميع بما حدث .. و هذا لن يسعد سوى والده و يزيده بؤس ...

تقدم أندرو .. جلس مقابل لكارلوس.. وضع يده على كتفه قائلًا بهدوء: أنا بخير لا تخف

رفع كارلوس نظراته نحو اندرو التي كانت شفاته تنزف و يبدو أن القطع كبير .. لكن أندرو إبتسم بطمأنينه هامسًا: لنجعل هذا سر بيننا حسننا ؟

سُحبت إلى أزقة العصر الفيكتوري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن