| البارت الثالث و الثلاثين |

552 33 28
                                    

.
.
.
.. غطت الغيوم الملبده السماء .. لم يعد بالإمكان معرفة ما إذا كانت الشمس قد غربت بالفعل أم انها لا تزال مختبئه خلف طبقات الغيوم الثقيله .. و الرعد و البرق كلاهما يضربان السماء الواسعه خاطين فيها تلك التحف الفنيه المُهيبه ...

... زاد هطول الأمطار الغزيره على الأرضيه الغير ممهده .. و على تلك الجثث الساقطه و كان أولها جثة ديفيد التي تتوسط الشارع الرئيسي ..

.. كان أندرو متجه لجهة الزقاق الذي شاهد فيه سيلينا و لورينسو للمره الأخيره .. لكنه توقف في اللحظه الأخيره و إختبأ خلف إحدى واجهات المطاعم و عيناه تُراقب مايكل .. الذي خرج من الزُقاق وهو يعرج و يلعن بهمس بالكاد يصل لأندرو بسبب ضجيج الأمطار حوله ..

لكن ملامحه تدل على الإنزعاج .. مُصاب في ساقه ..  ربما لم يظفر بهما .. تلفت مايكل حوله باحثًا بنظره عن سيلينا و لكنها كانت قد هربت بالفعل فزاد إنزعاجه ..

.. إختبأ أندرو أكثر مُلصق ظهره في الجدار و كم تمنى أن لديه القدره على إختراقه .. تلفت مايكل الكثير قد يكشفه فهو على بُعد عدت خطوات قليله منه ..

.. لا يريد أن يشتبك مع مايكل في قتال الآن .. فمهما كان مُصاب .. مايكل قوته مجنونه و لا يزال قلق بشأنهما ..

ضاقت عيناه وهو يراه متجه لنفس المكان الذي تقبع فيه جثة ديفيد .. حسننا هذا أفضل .. لينشغل بجثة ديفيد قليلًا...

... و ما أن أختفى عن انظار أندرو تحرك هذا الأخير بدوره متجه إلى منزل كارلوس على أمل ان يلتقي بهما في الطريق .. تحرك مايكل الآن يعني أنه تمت محاصرة جميع مخارج المملكه ولا مفر ... و يجب تبليغ كارلوس بهذا

... توقف عن الركض برعب و رائحة الدماء تتسلل نحو أنفه مع رائحة الأمطار و رطوبتها .. لكن هذا لم يمنع من وصول رائحة الدم المشئومه لأنفه ..

.. اقترب بصمت و ترقب من ذاك الزقاق الذي غادره مايكل و تفسير آخر طرق في رأسه ...!

.. ماذا لو كان مايكل قد قتلهم و أنهى الأمر ... تجمد في مكانه وهو يرى جثة لورينسو ساقطه أمامه بلا أي أثر للحياه و لا أثر لسيلينا أيضا

.. بهدوء أنحنى بركبته أمام لورينسو .. يبدو كمن ضحى بحياته لأجل إنقاذ تلك الآنسه  ...

قبض يده وهو يشعر بحنق و عجز فضيع يجتاح مشاعره .. عجز عن تنفيذ اول و آخر مهمه أعطاها كارلوس له بحمايتهما ..  و كم كان الشعور قاتل بالنسبه له ..
.
.
.
.

من جهه آخرى ::..
.
.

كان ضوء البرق الذي يخطف الأبصار مرشدها الوحيد للطريق ... الأمطار تستمر و تزداد مع تلك الرياح التي تجعل الرؤيه أصعب فأصعب ..
.
.
كُنت أركض .. أركض و أركض و اركض ..

إلى أين لا أعلم .. لماذا .. لا أعلم أيضًا

.. لورينسو مات .. قُتل أمام عيناي .. سقط ميتًا وهو يحاول إنقاذي

سُحبت إلى أزقة العصر الفيكتوري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن