الجزء الثالث - جرعة من الجحيم

173 10 45
                                    


دوار شديد، فقدان للتوازن وحاسة السمع، بصر مشوش وصوت صفير يطن في أذنيه، بكل هذا الذي يشعر سيلفن به رفع رأسه الذي قد ارتطم بالأرض الصلبة من تحته، وعندما استعاد القليل من بصره رأى جيكوب مستلًا سيفه ومارسلين واقفتًا بجانبه، البقية مستلقون على الأرض ويبدو أنهم يشعرون كما يشعر سيلفن، لا....جيكوب ومارسلين يشعرون بها كذلك، لكن يبدو بأنهم قادرين على التحمل أفضل من البقية.

سمع سيلفن لا يزال مشوشًا، لكنه يستطيع رؤية شفاه جيكوب تتحرك وكأنه يصرخ "قفوا!" كان يصرخ وهو ينظر للأمام، وكان الشعور التالي الذي شعر به سيلفن هو جسده يُسحب من قِبل لا أحد، لا، هو لا يُسحب، بل البقية كانوا يبتعدون عن سيلفن.

رأى سيلفن بأن فيونا لا تزال بجانبه، لكن لا أحد آخر ويبدو أنها هيا الأخرى لا تستطيع التحرك، كان لا بد منه القيام بشيء، فبقائهم هكذا سيعرض كليهما لخطر مُحدق.

رفع سيلفن بجسده بصعوبة، كان لا يزال على يديه وركبتيه عندما شعر بنصلٍ مجهول يقطع رقبته من خلال قدرته التي يرى بها المستقبل، وبسرعة ورده فعل غريزية، أسقط سيلفن نفسه على الأرض مجددًا فإذ بالنصل يمر من فوقه بسرعه شديدة جعلت من حامل النصل يبدو كظل.

مجبرًا جسده على التحرك نهض سيلفن بصعوبة لكن بسرعه، نظره ليس كاملًا بعد والمكان حالك الظلام، سمعه المشوش لا يُساعد كذلك، بات سيلفن يتلفت يمينًا وشمالًا فلا يجد سِوا الأشجار تُحيط به من كل اتجاه، لكن ما هذا؟ ما هذا الشعور الذي يشعر به سيلفن؟ هنالك العديد من الأشخاص حوله.

بقدرته شعر سيلفن بالنصل يشق طريقه من خلال رقبته فقم سيلفن بصد النصل فقط لكي يشعر بضربة تليها ضربة، أخرى تليها أخرى، من الخلف والأمام والجانبين <لولا بصيرتي لكنت ميتًا بالفعل!> كان عليه الاعتراف بذلك.

كان سيلفن يواكب القتال بصعوبة ولا يبدو بأن لديه أمل في تسديد أي ضربة في القريب العاجل، فكان أقصى ما يُمكن فعله الآن هو صد الضربات "فيونا!! أنهضي! لا أستطيع الفوز لوحدي!" صرخ سيلفن في محاولة لكسب أفضلية في القتال، فهو يشعر بأن من يقاتله ليس شخصًا واحدًا.

بسبب صرخة سيلفن عرفت مارسلين مكانهما فقامت بنقل فيونا بجانبها من خلال قدرتها "سيلفن!! أنها معي!! أطلق العنان لنفسك!" فور سماع سيلفن لصوت مارسلين قام بإغماض عينيه <نظري كان يشوش علي، لكن كان علي إبقائه كي أحمي فيونا، الآن....أستطيع القتال>.

أراح سيلفن كامل جسده وهو مُغمض بعينيه، مركزًا بكامل قدرته على جسده كي يعرف مكان الضربات ويستطيع الرد عليها.

رجل نحيل في يده نصلين واقف فوق أحد أغصان الشجر كان ينظر لسيلفن، وعندما رأى بأنه قام بإغماض عينيه وإراحة جسده أبتسم <هل أستسلم بالفعل؟! ياله من جبان> قفز الرجل بين الأغصان بخفة جسد مذهلة حتى وصل خلف سيلفن ثم أنقض عليه مادًا بنصله نحو سيلفن.

أمل السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن