خاتمة المجلد الأول -- الفصل الخاص الأول: قصص من قديم الأزمان

86 5 38
                                    

فتى ذا شعر أسود قاتم، ليس بطويل وليس بقصير، عينيه نعسة وعلى الرغم من ان ملامحه ساكنة إلا أن الغضب يبدو وكأنه قد سكن عينيه بالفعل وبات الغضب هو نظرته الاعتيادية، كان الفتى يرتدي حسن الملابس ويمشي في ممرات مرموقة، صوت خطاه متناسق ولا ينتمي لشخص لم يتدرب حتى على طريقة المشي الصحيحة.

رفع الفتى رأسه عندما شعر بأن هنالك شخصً أخر يمشي في نفس الرواق، فكانت امامة امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها، لباسها أخضر فاتح اللون وبه بعض الزخارف البيضاء في نهايته الواسعة من الأسفل.

أحنت المرأة برأسها قليلًا عندما اقتربت من الفتى "صباح الخير، السيد قابريال"

"صباح الخير" رد الفتى دون التوقف عن المشي وتخطاها، نظرت نحوه المرأة حتى فتح قابريال نفس الباب الذي خرجت منه ثم أكملت طريقها.

عندما دخل قابريال مع الباب، كان امامة طاولة كبيرة يحيطها ما لا يقل عن خمسون كرسي، ولا يوجد بها كرسيٌ فارغ، في كل كرسي كان هنالك رجل، وخلف بعضهم كان هنالك حرس يقفون للحماية.

نظر الجميع لهذا الفتى، فبادلهم النظرات دون ان يبدي أي توتر او خوف، وفي أخر الطاولة كان هنالك رجلٌ جالس يبرز من البقية بملابسة الفارهة جدًا والتي لا تناسب سِوا ملك وكان خلف الرجل رجلٌ واحد ذا ملابس سوداء تمامًا وعمامة تغطي وجهة فلا يظهر منه سوا عينيه داكنة اللون.

"أبني، قابريال، فلتتقدم" نطق الملك بصوتٍ أجش فتقدم قابريال وتخطى الجميع قبل ان يركع بجانب كرسي والده الملك "أمرك"

نظر الملك لقابريال "لقد وصلت لسن الخامسة عشر، وأخاك وصل لسن الثالثة عشر لكن لم يظهر منكما أي علامات لأي قدرة"

كانت الكلمات من الملك ثقيلة على قلب قابريال وبان الغضب على ملامحة أكثر لكنه كان ينظر للأرض ولم يلحظ أي شخص تلك الملامح الغاضبة، شد قابريال على قبضته الملامسة للأرض "أبي، أنا لا أحتاج لقدرة، لدي القوة الكافية لحماية المملكة دون الحاجة لها"

"كفى وهذا الحديث!" صرخ الملك ثم أردف بصوتٍ هادئ "أنت تعرف أن القوة البشرية محدودة، لذا، ستذهب أنت وأبن عمك نحو العرافة ليرى قدرتك، فأن كنت عديم القدرة....لن أسلمك العرش"

وقف قابريال غاضبًا "القوة البشرية ليست محدودة! الجميع هنا يعرف حكاية الثاينرز وزعيمها عديم القدرة! هو من هزم الشياطين بقوته البشرية فقط! ألسنا من سلالته؟!"

"قابريال....أنت لم تعد بطفل، تلك أساطير، لقد أصدرت الأمر وستذهب في الغد نحو العراف، أنتهى" ختم الملك كلامة وغادر قابريال الغرفة وسط نظرات الجميع نحوه، يمشي بخطوات سلسة لكن لها وقع غاضب على أرضية القصر.

أغلق قابريال الباب خلفة وأخذ بالمشي في نفس الممرات بغضب <اللعنة> عينيه فاضت بالدموع، ليس حزنًا، بل غضبًا <العرش؟! القدرة؟! من يهتم لهذا كله! سأثبت لهم أن لا حاجة لي بكل هذا!>

أمل السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن