[ "لا تُشح بناظريك،" قالت امرأة كبيرة في السن، أواخر الأربعينات هو العمر التقريبي، قالت وهيَ مُمسكة بيدِ طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره. أمامهما غابة تحترق، وفي وسط الغابة قرية لم تنج من النيران.
العديد من الرِجال على الأحصنة يقتلون وينهبون، "فلتنظر لنتائج الظلم... فإن تم إنتهاك الحق، بات الظلمُ مُبررًا." رددت هاته المرأة على مسامع الطفل.
الطفل كان ينظر للقرية تحترق، النيران جعلت من بشرته حمراء بإنعكاسها، ألسنه اللهب قد أججت في عينيه لهيبًا.
<هنا أدركت، الحق ليسَ سوى تبرير... لا أحد إستطاع عكس الحق على طِباعه.> صوتُ رجلٍ أجش.
الطفل كان يحمل نظرات فارغة، يسير خلف أمه التي لا تعرف إلى أين تتجه. الطعام باتَ رفاهية، والأمان باتَ حلمًا.
<أمي، أخر فردٍ من عائلتي... قد تم إعمائها بباطل حقها، بمُبررِ إنتقامٍ لبسَ قناع الحق.> صوتً رجلٍ أجش.
الطفل يلوحً بسيفٍ حجري، وأمهُ تُراقبُ من بعيد.
<تدربت، تدربت وتدربت لأجعل من حقّي حقًا. فالحق ليسَ إلا قوة، من ينتصر سيُمجَّد بالحق، والخاسر سيُدنس بالباطل.>
بات الطفل شابًا، شابًا قويًا يافعًا. شابًا ميتًا في الداخل، فهو يسير على طريق مُمَهد من قِبل والدته. مرت السنوات وذاع صيتُ الفتى، أقوى من حمل السيف... كما يقولون.
<أنعِمتُ بقدرة، قدرة يتمناها أي سياف. قدرة التلاعب بالأوزان، أستطيع جعل المعدن الأصلب كوزن الريش عندما ألوحُ بسيفي، وأجعل الريش بوزنِ الجِبال عندما أضرب.>
أمسكت الأم بأكتاف إبنها الذي باتَ أطول منها، "أنها علامة! علامة مِمَن فالسماء! قدرتك علامة يا بُنّي! فلترفع وزن الحق وتجلب لنا العدل!"
<بدون خوفٍ علي، أرسلتني أمي وحيدًا للمملكة التي هجمت على قريتنا.>
"إن تم إنتهاك الحق، بات الظلم مبررًا،" قال الفتى وهوَ يقف فوق سور المملكة. لوحَ بسيفه على اللاشيء. فتدمر كل شيء.
وكأن نيزكًا قد نزل على المملكة، وكأن زلزالًا قد خض الأرض من تحتها، هُدمت المباني، سقطت البيوت. تصدعت الأرض، ومات البشر.
<عدت لأمي من رحلتي منتصرًا، لم يتطلب الأمر مني الكثير لأعيد ما تُسميه أمي بالحق لها. وبعد ذلك، أصبحتُ عديمَ هدف...>
الفتى كان يحفر، يحفر ويحفر قبل وضع جثمان أمهِ تحت التُراب، ودفنها.
<توفيّت أمي، وتركتني مع حمل القوة لوحدي. الفتى الذي هزم مملكةً لوحدة، أقوى من حمل السيف، الفارس عديم المملكة... عُرِّفتُ بالعديد من الأسماء. والحق لم يكن من بينها.>
<جاءوا لي المبارزين من جنوبٍ ومن شمال، مبارزين يريدون سلب أسم أقوى من حمل السيف مني. فكانوا يعودون خائبين.>
أنت تقرأ
أمل السبعة
Fantasyأمل السبعة هي رواية تُروى من وجهة نظر سبعة أشخاص، سبعة أشخاص قد دُمرت مملكتهم من قِبل غُزاة يمتلكون قدرات خاصة. وبسبب تداخل الطاقة بين عالم الغزاة وعالم أبطال قصتنا، بات لديهم قدرات خاصة كذلك. بعد عشر سنوات من الحادثة، جند كروستفير سبعة أشخاص كي يذ...